نحن والترفيع التلقائي

نحن والترفيع التلقائي
د. ذوقان عبيدات

كان موضوع النجاح والرسوب جدلياً منذ الستينات من القرن الماضي حيث ظهر كتاب مدارس بلا رسوب، فتداعى صقور الامتحانات للدفاع ضد “مهزلة الترفيع التلقائي” وهاجموا الفكرة بداعي أنها تنتهك العدالة!
بينما أيّد التقدميون التربويون فكرة الترفيع التلقائي، لأنها:
– إنسانية، تحترم كرامة البشر وتحميهم من الوصم بالفشل.
– أخلاقية، لأنها لا تُحمّل الطلبة مسؤولية فشل النظام التعليمي.
– تربوية، لأنها تبحث عن حلول علاجية لمشكلة ضعف بعض الطلبة.
– اقتصادية، لأنها توفر كلفة الرسوب الهائلة.
– منطقية، لأنها تعترف بعدم تحسن الطلبة الراسبين.
ومع ذلك سمعت تصريحاً لمسؤول يقول: الترفيع التلقائي ليس عادلاً لأنه يحرم المتفوقين من التميّز! حسناً، وماذا عن آلاف غير المتفوقين؟
هل نُضحّي بهم لننمي إحساس المتفوقين بغرورهم؟ وهل انعدمت وسائل تميّز المتفوقين إلاّ “بشرشحة” غير المتفوقين؟
يقال، وهذا يعترف به الجميع: من يؤيد الترفيع التلقائي ومن يعارضه:
– التقييم جزء لا يتجزأ من العملية التربوية.
– الهدف من التقييم تحسين العملية التربوية، لا معاقبة الطلبة.
– التقييم تعلّم بحد ذاته وليس من أجل التعلم.
Assessment As Learning, Not for Learning.
ومع ذلك، ما زلنا نقول الترفيع التلقائي حرام، لأنه لا يميّز ولأنه يُحبط المتفوقين وأهاليهم! أذَكّر بالنظريات التربوية التي تقول: إذا علّمنا الطلبة بالطرق التي تناسبهم فسوف يتفوقون جميعاً!! هذه ليست أفكاراً جدلية بل علمية.
فهل علّمناهم بهذه الطرق؟ إذن لماذا نحاسبهم على قصورنا نحن، وليس لهم ذنبٌ في ذلك؟
إذا كان هناك طلاب راسبون، فالاستنتاج الوحيد هو هناك معلمون فاشلون ومدارس فاشلة!!
فهل يبقى الأمل؟

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى