نجلاء تسأل .. أين توأمي الثاني ؟ / تفاصيل + وثائق

سواليف -عبدالناصر الزعبي

نجلاء محمد عطية أبو حصين في أواسط عقدها الرابع/ 35عاما، وهي من سكان مخيم غزة بمحافظة جرش، وتحمل الجنسية الفلسطينية، أنجبت ستة أطفال بعمليات قيصرية نظرا لظروف صحية ولطبيعة طبية خاصة بها، توجهت ليلا بتاريخ: 03 ـ 07 ـ 2018م لمستشفى الأميرة بديعة للتوليد في اربد بعد نصيحة الأطباء لها لإجراء عملية ولادة قيصرية هناك، وكانت نجلاء واثقة أنها تحمل توأم من الذكور بحسب رأي الأخصائيين الكثير الذين اشرفوا عليها فترة الحمل، لتعود إلى بيتها بمولد ذكر فرد، مع تأكيدات من اجروا لها عملية الولادة القيصرية بأنها واهمة بحمل توأم، وبأنهم لم يجدوا في رحمها إلا مولود واحد، وأن التوأم الآخر ليس له وجود وان تقاريرها الطبية التي تفيد بذلك غير صحيحة. لتتوجه بعدها نجلاء للإعلام لكشف الحقيقة؟!

الدكتور نبيه عويس مدير مستشفى بديعة للتوليد في إربد.. قال: “أنه يستبعد أن يكون هناك فقدان لشقِ توأمٍ يعود للسيدة نجلاء والتي ولدت بعملية قيصرية في مستشفى بديعة قبل أسابيع، وأوضح أنه في العادة قد يكون هناك جنين توأم ويحصل أن يموت احد شقي التوأم هذا في البدايات، ويضمحل الجنين المتوفى ولا يعود له وجود أو مسحة جينية، وبين أن هذا هو المتوقع انه حصل مع نجلاء وجنينها التوأم، وأوضح عويس أن غرفة العمليات في كل الظروف لا يقل عدد العاملين فيها خلال إجراء أي عملية عن عشرة أشخاص، وفي أي وقت وعلى مدار الساعة، ولفت إلى صعوبة اختفاء إي مولود أو جنين، موضحا انه لا مصلحة للمستشفى ولا للعاملين فيه ولا للقائمين على أي عملية ولادة من إخفاء أي مولود أو جنين حتى لو كان متوفيا”.

وبحسب رواية الأم نجلاء.. قالت: “أنا كنت حامل بتوأم ومعي تقارير من بداية الحمل إلى آخر شهر من الحمل وحتى لحظات الولادة تفيد بأنني حامل بتوأم، وتضيف؛ كنت أراجع عند أكثر من طبيب نسائية ومعي صور شعاعيه للأجنة، وملف كامل من الطبيب المتابع لحالتي أثناء فتره الحمل وهو الطبيب ربحي خلف أخصائي النسائية والتوليد في المركز الطبي الفرنسي بمخيم غزة، حيث أخبرني في آخر مراجعة قمت بها لديه أن وضع التوأم جيد وكانت هذه المراجعة في آخر شهري الثامن، وبين لي حينها أن أوزان التوأم تصل لأكتر من(2700) غرام لكل طفل منهم، وأوضح لي في نفس الجلسة أن احد الأجنة نازل في الحوض -بمعنى اقتراب موعد الولادة– وأخبرني أنه يجب علي أن اذهب بعد عشر أيام من عيد الفطر لإحدى المستشفيات المتخصصة بالولادة، لتحديد موعد الولادة القيصرية، كون ولاداتي الستة السابقة كلها تمت بعمليات قيصرية للصعوبة الفائقة بولادتي الطبيعية”.

تابعت نجلاء.. “توجهت بعدها إلى الطبيب منذر في عيادته الخاصة ببيته وهو طبيب نسائية وتوليد بمستشفى جرش الحكومي بتاريخ: (23 ـ 06 ـ 2018م) وتم فحصي من قبله حينها، وأكد لي أن التوأم بصحة جيده وبين أن طفل منهم رأسه نازل في الحوض، وأضاف لي انه احتمال أن ألد في وقت قريب، ونصحني بالتوجه إلى مستشفى جرش الحكومي، لحجز موعد لعملية الولادة القيصرية كون ولاداتي السابقات صعبة ولا تتم إلا بالعملية القيصرية، واتصلت على المستشفى في يوم ثلاثاء وأعطوني موعدا لعيادة الدكتور هاني بتاريخ: (3 ـ 07 ـ 2018م)”.

تابعت نجلاء.. “ذهبت في نفس اليوم بعد زيارة الطبيب منذر إلى عيادة الدكتور عوف عفانة أخصائي النسائية والتوليد بعيادته الخاصة بمخيم غزة، حيث كنت أراجع عنده كل عشر أيام لأطمئن على أطفالي، وهذا الدكتور كان يتابع حالتي منذ الشهر الرابع إلى آخر يوم قبل ذهابي إلى الولادة ففحصني وطلب مني أن أُسرع بإجراء العملية مؤكدا لي أن أوزان الأجنة بازدياد مستمر”.

تابعت نجلاء.. “ذهبت في (3 ـ 07 ـ 2018م) إلى عيادة الدكتور هاني العقيلي وفحصني سريريا من خلال جهاز (الالترا ساوند) وقال لي: إن التوأم وضعه جيد ودقات القلب لديهما جيدة، وأضاف قائلا لي: إنا ما بقدر أعملك العملية أنتي حامل بتوأم وعندك ولادات قيصريه سابقة وأنا احتاج أكثر من دكتور وتخصص لمساعدتي في العملية هذه، وأعطاني تحويله طارئة إلى البشير، وقلت له بصير أروح اعملها في بديعة لأني أنجبت فيها مرات عديدة، فقال لي: ما في مشكلة روحي على بديعة”.

تابعت نجلاء.. “عدت لبيتي من مستشفى جرش، وذهبت مساءً إلى الدكتور عوف وشرحت له عن التحويلة ووضع التوأم، فبادر بفحصي على جهاز (الالترا ساوند) وأكد أن أطفالي بخير وصحتهم جيده ونبضهم جيد وان أوزانهم اكتر من (2700 غم) لكل طفل وكرر طلبه مني الاستعجال بالعلية”.

تابعت نجلاء.. “توجهت في (05 ـ 07 ـ 2018م) إلى مستشفى بديعة برفقة والدتي وزوجي ووصلنا المستشفى الساعة الثانية عشر ونصف ليلا، وأخبرتهم إنني حامل بتوأم، وتم فحصي من قبل الدكتور المقيم مثنى الشوحة في المستشفى حينها، وأكد لي أن توأمي أحياء ونبضهم موجود وجيد، وبين لي أن احدهم رأسه نازل في الحوض، وسألني مستغربا: هل زارعتيهم زراعه، وأجبته فورا: لا.. وأردفت تقول له: في عائلتي ننجب توائم مرات عديدة. وأضافت نجلاء.. في الأثناء قامت الدكتورة المقيمة رزان فؤاد حداد بإحضار أوراق وضعت بصمتي عليها”.

تابعت نجلاء.. “حينها ذهب الطبيب المقيم واحضر لي دكتورة أجنبية اسمها أولغا وفحصتني مرة أخرى، وسألتني: بتراجعي في أي مكان.. أجبتها لا ارجع، فقالت: ما معك أي ورقه من أي مركز صحي، فقلت لها: لا.. ما معي– حيث كنت خائفة ما يقبلوا يعملوا لي عملية لأني من جرش فأخفيت موضوع التحويلة وأوراق المراجعة لأنهم في المستشفى لا يستقبلون من خارج محافظة اربد- وتم عمل فحص لدقات القلب وتأكدوا أن التوأم بصحة جيدة”.

تابعت نجلاء.. “أدخلوني إلى غرفة العمليات الساعة (الواحدة والنصف ليلا) وجهزت نفسي للعملية، لكني تفاجأت بالدكتورة أولغا تدخل لغرفة العمليات لتقول لي: زوجك رافض يعملك عملية، وخرجت أنا وتكلمت معه وسألته عن السبب فقال لي: مش قابلين اعتماد تحوليه المركز الصحي للوكالة رغم أنه مكتوب فيها أن المركز متكفل بدفع (95%) من تكلفه العملية، وكانوا قد طلبوا من زوجي جواز سفر ساري المفعول”.

تابعت نجلاء.. “خرجنا من غرفة العمليات وقررنا الرجوع يوم الأحد بعد استكمال الأوراق وإحضار الجواز، لكن ما أن وصلنا باب المبنى وإذ بمسئول السجلات والمحاسب قد لحقا بنا وأخذا بإقناعنا بالدخول مرة أخرى وأنهم سوف يحلون المشكلة إلى حين إحضار الأوراق المطلوبة بتعهد من زوجي، وكان أن أقنعونا، علما هذا الإجراء مناسب لنا، أردفت نجلاء.. دخلت مرة أخرى للعملية، وإذ بالدكتورة الأجنبية تسال الممرضة: “ليش هم ما معهم تامين أو أثبات شخصية؟” فقالت لها الممرضة: “هدول أبناء قطاع غزه ما لهم تامين وما معهم رقم وطني”.

تابعت نجلاء.. “دخلت لغرفة العمليات بحدود الساعة الثانية صباحا وبدأت إجراءات العملية، لكن الغرفة لا يوجد فيها أي أجهزه أو أي شي يثبت أنها غرفه عمليات نموذجية، وكان فيها ثلاثة أشخاص فقط وهم: طبيب التخدير عدي سمير عضيبات والقابلة ذكريات موسى وطبيب جراح لا اعرف اسمه ولكني قرأت على الملف لاحقا توقيعه تحت اسم علاء درديري، وتابعت.. أعطوني التخدير بالوريد حيث نمت من فوري، وبعد إجراء العملية خرجت من غرفه العمليات الساعة الثانية وخمسة وأربعين دقيقه صباحا، حيث صحوت فوجدت طبيب التخدير عند راسي بغرفة الولادة، فسألته: شو الله أعطاني..؟ فاجبني: “ولد واحد..” استغربت من جوابه وبدا علي الاستغراب واضحا، وقلت له مستغربة: أنت بتحكي من عقلك..؟! فقال لي: “اسمعي ما حدا يسألني.. أنا ما إلي دخل روحي واسألي الدكتور إلي عملك العملية..”، وذهب من فوره ونادى الدكتورة أولغا لي واخبرها بانيي صحوت من البنج، فآتتني أولغا مسرعة.. وقالت لي: “حمد لله على السلامة إحنا كنا غلطانين ما لقينا غير طفل واحد في بطنك”، فصدمت وبقيت ساكتة من شدة الصدمة وكأني بحلم”.

تابعت نجلاء.. “طبعا رفضوا دخول أمي أو زوجي للانتظار في الداخل كانوا خارج المستشفى، وطلبوا من زوجي وحدتين دم من مكان بعيد وهو بنك الدم الذي يبعد عن المستشفى مسافة الساعة وذهب مشيا على الأقدام ولم يعرف مكان بنك الدم وعاد ليجد رجل من السجلات فقال له: “إنني لم أجد المكان”، فرد عليه الموظف: “خلص إنسي الموضوع هسه/الآن بكون خلصوا وعملوا لها العملية ما عليك أحنا بندبر الموضوع..”، وأضافت نجلاء: علما أنهم لم ينتظروا زوجي للتوقيع على موافقة العملية ووقعوا والدتي على النموذج ولم ينتظروه ولم ينتظروا منه جلب الدم، رغم إن عمليتي ليست طارئة”.

تابعت نجلاء.. كنت مصدومة بشكل كبير عندما ابلغوني أنني لم ألد سوى مولود واحد، وصدقت في البداية ما قالوه لي بالمستشفى، ولكني بعد مراجعتي لنفسي في كل الأمور ومجريات فترة الحمل وتقاريري الطبية ورأي الأطباء الذين عاينوني، وجدت أن لي طفل مفقود، ويجب أن أعيده لحضني، فباشرت بالشكوى لدى المدعي العام، ووضعت ثقتي بالقضاء الأردني المشهود له بالعدالة.
وتبقى قضية توأم نجلاء المزعوم تبحث عمن يفك لغزها..

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى