” نبش ” في الذاكرة !

” نبش ” في الذاكرة ! / #أحمد_المثاني

هل تساءل أحدنا ، هل يعيش دون ذاكرة ..!! لا أظنّ ، فالذاكرة هي نحن في مواقف مختلفة و مراحل عمرية
إنها تاريخنا الخاص .. فيما يختلط بالتاريخ العام ..
لا أدري كيف أدخل في حالة تأمل ، مشحونة بمشاعر
مختلطة .. حنين… شوق .. حزن كلما فتحت نافذة
من الذاكرة ..تطلّ على الماضي ، الذي نسميه الزمن
الجميل .. رغم ما عانيناه و رغم البساطة التي كانت
طابع عيشنا ..
اعترف لكم و الحق أقول لكم ..أنا ضعيف أمام ما يحتل
تفكيري و مشاعري من صور الماضي ..قصصه .. و أحداثه
و قبل أن تحكموا .. أنا لا أعيش في الماضي ..و لكن
كلما تقدمنا في العمر ، و ضاقت الحلقات و اختلفت
الحياة تحت وطأة التغيير – أشعر بحنين يجتاحني لذكريات الماضي ..لذاك الفتى و الشباب الذي كنته .. لتلك الأيام
التي أمضيناها مع رفاق الحارة و الصحبة و الجيرة
فأين هي ملاعب الصبا .. و ضحكات الرفاق و مشاكساتهم
أين تلك العفوية و البساطة .. فتكاد تتلاشى الفروق
بيننا .. تتشابه أيامنا .. و معاناتنا… في صيف قائظ
أو شتاء بارد… أين تلك السهرات الطفولية تحت أعمدة
الكهرباء… نروي قصصا و نوغل في المخيف ..قصص
الأفاعي و السحر و الجن… حتى نغرق في الخوف ،
قبل أن نتفرق ..كل إلى منزله ..كانت تلك مسلسلاتنا
و تسليتنا ..
لماذا كلما فتحت صندوق الذكريات .. و استعرضت
الصور بالأبيض و الأسود ..تأخذني الذكريات .. و
تعيدني .. بمشاعري ..إلى ذاك الزمان .. حينما استعرض
صور الأحبة ، كيف كانت وجوههم قبل أن يمرّ عليها
تعاقب السنين ..و كيف كانت شعورهم السوداء المسرّحة
الجميلة ..قبل أن يداهمها المشيب .. صور الأبيض و الأسود
تاريخ يسكن تلك الصور… شباب و حيوية ..ارتحل
و رفاق غيبتهم الأيام ..و أحبة سبقونا إلى دار البقاء ..

نبش في الذاكرة ..يفتح ما اختزناه من أيام طفولتنا
و شبابنا… في المدرسة ..و الجامعة ..في العمل ..
نتذكر أسفارنا و أحلاماً طويناها…
نتذكر قصص عشق لم تكتمل ..
نتذكر كم كنا بتلك البساطة و العفوية
نتذكر قصصا و حكايا ..و مواقف ..منها
المفرح و المضحك .. و منها المؤلم المبكي !
نتذكر اليوم و نروي لأنفسنا قبل الأولاد
و الأحفاد ..كيف كنا . و كيف كانت الحياة ..
كيف كان وفاء الأصدقاء .. و حرمة الجيرة
و كيف كانت المحبة .. بعيدا عن الحقد و الحسد
بعيدا عن المجاملات الكاذبة .. كانت الضحكة
من القلب ..دون رئاء و مصلحة !

مقالات ذات صلة
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى