نبراس على الطريق (2 ) / أمجد شطناوي

استكمالا لنبراس على الطريق 1 ذكرنا سابقا انه للتخفيف عن المسلمين كانت الهجرة إلى ملك عادل غير مسلم هو الخيار الأنسب لمن ضاقت عليه الارض بما رحبت. وهنا نؤكد مرة أخرى استخدام أدوات العصر ضمن سقف اصل الدعوة شىء أساسي ومطلوب فكانت الهجرة الأولى وهاجر من هاجر وبقي من بقى . ضاق المكان ووصل إلى طريق مسدود فعدد المسلمين ينمو ببطىء شديد والضغوط زادت ، وليس هنالك بالافق ما يبشر بإقامة الدولة ، فكان لا بد من البحث عمن يتبنى الدعوة ويكون حاضنة ومانعة بنفس الوقت ، وضمن الأخذ بالأسباب اخذ رسولنا الأعظم البحث عن مجموعة من السكان مع مكان مناسب للانتقال اليه وتأسيس نواة دولة ، وحدث هذا فكانت الهجرة الى المدينة المنورة هي الهدف المنشود وكانت المرحلة الثانية حيث أسلم جزء من سكان المدينة لا بأس به وتم كتابة وثيقة أقرب ما تكون إلى دستور ناظم لسكان المدينة كفارا ومسلمين ويهود وكان الاتفاق هو الدفاع وليس الهجوم ولك أيها القارىء التمعن في الوثيقة واسقاطها الإسقاط المناسب وهذا ضمن الأخذ بالأسباب وفن الممكن لان الدولة وليدة وتنمو للوصول إلى الهدف الكبير نموا طبيعيا غير متسارع وتتناغم مع متغير الزمن وأدواته وهو المكان وما حوى . بعد الدستور الناظم لجميع الطوائف والخبرة قي إدارة الأمور للدولة الناشئة وترسيخ مبادىء الإسلام في النفوس وازدياد عدد المسلمين ظهرت هنالك بعض المعوقات والمشكلات وكان اخطرها من المنافقين فتم التعامل معها ضمن أعلى درجات فن الممكن فلم يقطع راس منافق قط لان قتل اي منهم سيؤثر على نمو الدولة الناشئة ويهدد وجودها لأسباب كثيرة ، منها ما زالت حمية القبيلة موجودة ، وكذلك الجانب الاعلامي لما يقوله الاخرون ولنا حادثة عبدالله ابن ابي عندما قال ليخرجن الاعز منها الاذل عندها قام عمر رضي الله عنه فقال: يا رسول الله دعني أضرب عنق هذا المنافق. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: دعه، لا يتحدث الناس أن محمدًا يقتل أصحابه نعلق ونقول اي عمل وان كان صحيحا يؤثر على الهدف الرئيسي المنشود لا تفعلة ما تنشده فهو آت شاء من شاء من الكفار وابى من ابى بعون الله. وهنا نسطر ونقول لا ضير في ذلك لان الهدف المرسوم والواضح يسير في الاتجاة الصحيح ولنا في درء مفسدة عن مفسدة و درء المفاسد أولى من جلب المصالح أمثلة عن المقاصد الإسلامية وهذه رسالة مهمة جدا وقوية إلى أصحاب الفكر المبني على النص محذوفا منه سياقة وأسباب النزول والظرف المكاني والزماني و الذي همه تطبيق النصوص دون الأخذ بالقواعد التي ذكرت علما ان التطبيق صحيح ولكن التوقيت خطأ في تلك اللحظة الغير متناغمة مع المكان والزمان وأدواته المتعلقة به. من نافلة القول والجدير ذكره هو خلال عملية الولادة والنمو كان هنالك بين قوسين الصقور يطالبون بالقتال إي جهاد الطلب ولكن الرسول النبي الأمي القائد والملهم الموحى إليه لم يأذن بذلك لأسباب كونية فهم في مرحلة نمو وتطور مستمر وتصاعدي للوصول إلى دولة التمكين ، وهذا ما حدث وأسس إلى مرحلة جديدة ثالثة وستكون محور مقالنا الثالث ان شاء الله. ولك أيها القارىء ان تلاحظ الاختلاف بين المرحلة الأولى والثانية فلكل مرحلة هنالك سلوك مختلف ومتطور يواكب تغيرات المكان والزمان. وفي الختام نسطر ما يلي:- في دولة التأسيس نحتاج إلى حرفية عالية وصبر على كثير من الأمور لنحافظ على الدولة الناشئة. ثانيا :-فن الممكن ضمن ضوابط يحددها الشارع من قبل النخب أمر ضروري وهام في تجنيب الدولة الانهيار. ثالثا :- نحتاج إلى نخب تتقن علم مقاصد الشريعة باقتدار . رابعا :- الاندفاع والحماس الزائد والغير منضبط أخطر ما يهدد الدولة فعلى القائد امتلاك فن التعامل معهم بحرفية عالية . خامسا:- الدفاع فقط وليس الهجوم واستخدام الأدوات المواكبة للعصر هو المطلوب في مرحلة التأسيس. موعدنا ان شاء الله معكم إلى نبراس على الطريق (3 ) إلى ان نصل هناك نستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه
Amjed Shatnawi

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى