نبأ اخر وعيش آخر / ضيف الله قبيلات

بسم الله الرحمن الرحيم

نبأ اخر وعيش آخر

لشهادة ان لا اله الا الله عند الموت تأثير عظيم في تكفير السيئات لانها شهاده من عبد موقن بها عارف بمضمونها، ماتت منه الشهوات ولانت نفسه المتمرده وانقادت للحق بعد استعصاء واقبلت بعد اعراض وخرج منها حرصها على الدنيا وهي الآن ارجى ما تكون لعفو ربها ومغفرته ورحمته، تجرد منها التوحيد بانقطاع أسباب الشرك فزالت منها تلك المنازعات التي كانت مشغوله بها واجتمع همها على من أيقنت بالقدوم عليه والمصير اليه.

وجه العبد وجهه بكليته إلى ربه واقبل بقلبه وروحه وهمه عليه فاستسلم له وحده ظاهرا وباطنا واستوى سره وعلانيته فقال (لا اله الا الله) مخلصا من قلبه.

تخلص قلبه في هذه اللحظه من التعلق بغير الله وخرجت الدنيا كلها من قلبه وشارف القدوم على ربه وخمدت نيران شهوته وامتلأ قلبه من الاخره وصارت نصب عينيه فكانت تلك الشهاده الخالصه خاتمة عمله فطهرته من ذنوبه وادخلته على ربه فلقي ربه بشهادة صادقة خالصه وافق ظاهرها باطنها وسرها علانيتها.

لو حصلت له هذه الشهاده على هذا الوجه في أيام الصحه والشباب لاستوحش من الدنيا وأهلها وفرّ إلى الله من الناس وانس به دون ما سواه، لكنه في تلك الأيام شهد بها وتشهد بها بقلب مشحون بالشهوات وحب الحياه واسبابها، وبنفس مملوءه بطلب الحظوظ والالتفات إلى غير الله، ولو تجردت في ذلك الحين كتجردها عند الموت لكان لها نبأ آخر وعيش آخر.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى