
نشر موقع ميديا بارت الفرنسي تحقيقا مؤثرا عن #جرائم #قتل #المجوعين في #غزة عن سبق وإصرار وترصد، من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي والمرتزقة العاملين معه في مناطق توزيع #المساعدات بقطاع غزة، الذين شعارهم “أنت جائع إذن أنت هدف للقتل” في استهداف مجوعي غزة.
الجيش الإسرائيلي والمرتزقة العاملون معه في مناطق توزيع المساعدات بقطاع غزة، يقتلون المجوعين تحت شعار: “أنت #جائع إذن أنت #هدف_للقتل”
وجمعت معدة التحقيق غوينايل لونوار، شهادات عدد من الغزيين الذين تحدثوا بمرارة عن تفاصيل قنص الضحايا الباحثين عن الطعام، من الذين يضطرون للذهاب إلى نقاط الموت بحثا عما يسد رمق أطفالهم، ويتوجهون إلى نقاط التوزيع وهم يعلمون أنهم قد لا يرجعون أحياء.
ومن بين الضحايا شاب يدعى يوسف (22 عاما)، توجه مع صديقه في أحد الأيام إلى إحدى نقاط الموت، لعلهما يحظيان بكيس طحين، أو علبة معكرونة.
وعندما وصل إلى عين المكان، ويطلق عليه الرقم 3، أو “تينا رفح”، وجداه مزدحما بالمجوعين، ثم سرعان ما بدأ إطلاق كثيف للنار من دبابات قريبة، ومن مسيّرات، مما اضطرهما وغيرهما للاختباء، والهرب من الرصاص، وافترقا في الطريق، لكن أحمد عاد لخيمته، في حين لقي يوسف مصرعه.
ويقع المركز 3- تينا رفح، في المنطقة الحمراء المعروفة أيضا بالمنطقة العسكرية النشطة، وفقا للتصنيف الإسرائيلي، ويوجد في محور محاذ لخان يونس، أنشأه الجيش الإسرائيلي ويخضع لسيطرته الكاملة.
وروى التحقيق قصة استشهاد اللاعب سليمان العبيد، المعروف باسم “بيليه فلسطين”، في نفس المكان.
ونقل عن صديقه المقرب مصطفى، أنها لم تكن المرة الأولى التي يذهب فيها “بيليه فلسطين” إلى المركز 3، حيث كان همه إسكات جوع أطفاله الخمسة، وطلبت منه زوجته عدم الذهاب هذه المرة للمركز 3، لكنه رفض.
وتابع مصطفى أن سليمان غادر مع شقيقه وأبناء أخيه قبل الفجر، لكن لاحقا أُبلغت أسرته أنه أصيب، فقط للتخفيف من هول الفاجعة، لأنه كان قد استشهد بالفعل جراء إطلاق نار من مسيّرة إسرائيلية. كما استشهد أيضا أحد أبناء عمومته، في حين أصيب شقيقه في رقبته لكنه نجا من موت محقق.
كشفت “بي بي سي” أن من بين المرتزقة في مراكز التوزيع عشراتُ الجنود الأمريكيين السابقين المعروفين بمواقفهم المعادية للمسلمين
ويستشهد تحقيق الموقع الفرنسي بما ترويه مسؤولة الأنشطة التمريضية في منظمة أطباء بلا حدود في تقريرها في يوليو/ تموز الماضي، حيث قالت إنها ترى “الطرقات تزدحم بالناس، أسمع الصراخ والهتافات، أرى أشخاصا على عربات يحملون أكياس الطعام، ثم يبدأ الجرحى بالوصول، في نفس الوقت تقريبا”.
وفقا للمعلومات التي جمعتها وتحققت منها الأمم المتحدة، استشهد أكثر من ألفي شخص أثناء بحثهم عن المساعدة، وكان ذلك يحدث بشكل أساسي بالقرب من مراكز مؤسسة غزة الإنسانية، وكذلك بالقرب من معبر زيكيم.
يؤكد “ميديا بارت” أن القتل أو الإصابة أثناء الذهاب للحصول على غذاء بات أمرا عاديا “فالفوضى مطلوبة تماما، وكل شيء مدبر لإثارة هذه الفوضى”، كما يحلل أحد العاملين في المجال الإنساني المطلع على قطاع غزة.
ويذكر أن مراكز توزيع المساعدات تفتح في المتوسط لـ20 دقيقة في اليوم، وبشكل عشوائي تماما، يتم خلاله إطلاق الرصاص بشكل عشوائي على السكان المدنيين، من قبل الجنود الإسرائيليين، أو المرتزقة الذين يُزعم أنهم يحمون تلك المراكز (بي بي سي كشفت أن من بينهم عشرات الجنود الأمريكيين السابقين المعروفين بمواقفهم المعادية للمسلمين).
وتساءلت معدة التحقيق: “من المسؤول عن هذه المذابح؟”، فيما “مؤسسة غزة الإنسانية” تنفي أي تورط لها، لكن اثنين من الحراس السابقين شهدا بالعكس، أحدهما بشكل مجهول أمام” بي بي سي”، والآخر مكشوف الوجه أمام فرانس 24، وكلما تم استجواب الجيش الإسرائيلي، أشار إلى أنه يحقق في “الحادث”.
مؤسسة غزة الإنسانية هي مؤسسة أمريكية إسرائيلية غامضة ظهرت من العدم، وهي بدون خبرة معروفة في المجال الإنساني، وسرية بشأن أموالها ومصدرها
ولفتت الكاتبة أن مؤسسة غزة الإنسانية هي مؤسسة أمريكية إسرائيلية غامضة ظهرت من العدم، وهي بدون خبرة معروفة في المجال الإنساني، وسرية بشأن أموالها ومصدرها، وكل ما يعرف عنها هو أنها تتعارض مع جميع الأعراف الإنسانية المتعلقة بالاستقلالية والشفافية والإنصاف.
كما أنها سمحت لتل أبيب وواشنطن بكسر الدوائر التقليدية لتوزيع المساعدات، التي أثبتت فعاليتها على مدى عقود، حيث كان التعاون الوثيق بين وكالات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية الدولية والمحلية يسمح بتوزيع المساعدات على أقرب مسافة من السكان، مع نحو 400 نقطة موزعة على قطاع غزة.
وأكدت الكاتبة على أنه لطالما سعت الحكومة الإسرائيلية إلى السيطرة على المساعدات الإنسانية بشكل كامل، لذلك اتهمت حركة حماس بالاستيلاء على شحنات المساعدات، وهذه تهمة رفضها عشرات المسؤولين في الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية، كما رفضها في وقت سابق تقرير صادر عن الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID)، “لكن لا يهم، كالعادة، كان هذا العذر كافيا لواشنطن لتأييد الخطة الإسرائيلية”، تخلص الكاتبة.