«ترامب».. علينا أن نتكيف
مع وصول دونالد ترمب الى البيت الابيض، يبدو العالم بأسره مرتبكًا؛ فالرجل توتيري في طروحاته، لذلك يتوقع ان يدخل علاقات الولايات المتحدة مع الكثيرين في اطار من اعادة التموضع.
طبعا الولايات المتحدة في النهاية دولة مؤسسات، صحيح الرئيس في واشنطن مهم وقادر على احداث الكثير، لكن هناك بالمقابل مؤسسات امنية وسياسية واقتصادية قادرة على كبح الجنون.
انا شخصيا مرتاح لرحيل ادارة اوباما، فالسياسات الاميركية طوال الثماني سنوات الماضية كانت تصب في اغلبها على غير مصلحتنا في المنطقة، وسمحت بالصعود الروسي والايراني على السواء.
هذا لا يعني ان «ترامب» قد يحدث فارقا كبيرا، لكننا ما زلنا نأمل ان تعيد الولايات المتحدة فلسفة «الانسحاب التدريجي» من المنطقة، فلعله يفعل ما يخدم الحالة العربية.
اردنيا، الرجل مجهول لدينا، فلم نسمعه يطرح مشروعا متكاملا للمنطقة؛ وبالتالي علينا ان ننتظر ونراقب ونتكيف مع سياسات رجل البيت الابيض الجديد.
ويقال إن المرجعيات في الحكم الاردني لم تكن تفضل وصول هيلاري كلينتون للحكم، والسبب انها تملك خطة للمنطقة، تبدو فيها غير مريحة للاردن؛ بالتالي فوز ترامب يجعلنا اكثر ارتياحا.
بلدنا تقيم علاقات استراتيجية مع الولايات المتحدة، علاقات وثيقة وقديمة، وقد مر على البيت الابيض رؤساء من الحزبين «الديمقراطي والجمهوري» لم تتغير فيها مواقف امريكا من عمان، مع ذلك الرجل مختلف، وعلينا ان نكون اكثر حذرا.
على كل الاحوال، ما يجب –مرة اخرى– ان نتكيف معه ان في البيت الابيض رجلًا اشد بياضا وعنصرية وغرابة، وعليه ربما نحتاج الى قراءة عميقة تتجاوز عقول البعض القليل فقط.
