من يتحمل مسؤولية وفاة الطفل غيث ؟ / مروان الدرايسة

من يتحمل مسؤولية وفاة الطفل غيث ؟ ما تداوله ناشطون على مواقع التواصل الإجتماعي حول خبر وفاة الطفل غيث حازم مقدادي يوم الأثنين الموافق 2017/3/13 ووفق ما ذكره الناشطون فإن والد الطفل قال أن عائلته كانت تطالب بمنحه إعفاء طبي من مستشفى الملك المؤسس عبدالله الجامعي لأنه كان بحاجة الى جهاز بقيمة 30 ألف دينار بسبب حالته الصحية وأشار أولئك الناشطون الى أن والد الطفل قال أن الموافقة على طلب الإعفاء إستغرق شهرين في رئاسة الوزراء حتى تمت الموافقة عليه ,حيث كان الطفل في غيبوبةٍ وأن تأخر ذلك كان سبباً أساسياً في تراجع وضع الطفل الصحي وعلق الناشطون على ذلك بأن قرار الاعفاءات الطبية أصبح يسبب الموت للمواطنين بدلاً من ضبط النفقات .
نأتي الآن الى صلب هذا الموضوع الذي يبين لنا بما لا يدع مجالاً للشك كيف أن المواطن في هذا البلد أصبحت حياته رخيصة على هذه الحكومة الفاشلة بكل ما تعنيه كلمة الفشل من معنى أين هي حقوق الرعاية الصحية التي كفلها الدستور الأردني للمواطنين ؟ أين هو حقهم في الحياة كما نص عليها الدستور الأردني ؟ إنها مجرد عبارات صماء لا تساوي الحبر الذي كتبت به , والله لو أن هذا الطفل إبن مسؤول من المسؤولين لما حدث له ذلك لأن مايو كلينك سيكون بإنتظاره على أحر من الجمر والطائرة التي سيقلونه بها ستكون على أهبة الإستعداد للأنطلاق على جناح السرعة , أما أطفال طبقة الفقراء فلا أحد من مسؤولي هذه الحكومة يأبه لحياتهم فهم ليس لهم سند إلا ألله ولا يعرف أباءهم حتى أين يقع مبنى رئاسة الوزراء إلا بعد السؤال والإستفسار فنحن دولة الواسطات والمحسوبيات ودولة أبن الوزير وزير وأبن الحراث حراث .
أنظروا يا سادتي الى أين أوصلتنا البيروقراطية في رئاسة الوزراء وكيف يغيب العدل وتغيب الإنسانية عن قلوب مسؤولي هذه الحكومة المأزومة وينعدم الضميرالذي يعاني من الموت السريري فعندما يسود كل ذلك لنقرأ على مواطني هذا البلد والأطفال الذين بعمر الورود السلام , إن أصحاب القرار في هذا الوطن لا زالوا يمارسون دور أبطال الملاكمة الحقيقيين ونحن المواطنين ما علينا إلا أن نضع أيدينا خلفنا لنتلقى اللكمات الواحدة تلو الأخرى وعند الإنتهاء ما علينا إلا أن نضرج بدمائنا وبعدها نقدم لهم الشكر والثناء على لكماتهم اللطيفة لنا !!!!!!!!!!!!! , وأياك أياك أن تفتح فمك أو تحتج أو تعبر عن رأيك أو تقاطع على صفحات التواصل الإجتماعي فأنت بذلك تسيء لسمعة هذا البلد المعطاء الرحيم بشعبه صاحب القب الكبير!!!!
ختاما لا يسعني إلا أن أقول كما قال الكاتب المبدع بلال فوراني : نحن شعوب تفهم فن الحوار والنقاش ..حتى جعلنا الغرب يصاب بالإندهاش …كل شيء يصيبنا بالرجفة والإرتعاش …إلا موت المواطن في الأوطان ….أخر همنا من مات فيه أو حتى من عاش ..فلتخسأ كل الشفاه ..ولتحنو القامات والجباه …أمة تعرف دينها ولا تخاف ألله ..هي أمة تستحق في الإنفصام شهادة دكتوراه !!!!!

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى