من وحي “العراضة”

من وحي “العراضة”
خاص #سواليف
مقال الأحد 20 / 11 / 2022
 
قبل يومين كنت مدعواً إلى أحد #الأعراس، في هكذا مناسبات تستثار عندي حاسة الرصد أكثر من أي وقت آخر ، لا يهمني شكل الصالة ولا نوع الكنافة ولا كثافة الحضور ، أنا أنشغل بقراءة الوجوه والسلوك ، انظر جيداً إلى من يجلس هناك على الطاولة أنه  يقدّم نقسه شيخا للعشيرة بشكل غير معلن وذلك من خلال حديثه وإيعازه للأقارب وطريقة ارتداءه للعباءة و”حنجرة اللحية” ،  انظر الى ذلك  أنه يظهر تواضعاً مزيّفاً ليبدو  بشكل ودود مرغوب فيه من قبل المجتمع  ،ذلك مشغول بالبدلة أكثر من العرس نفسه  يهندس جلسته عندما يحاول أحدهم أن يأخذ صورة لا ندري أين ستنشر..
في العرس تمعّنت كثيراً بوجوه فرقة العراضة عندما دخلوا مرحّبين بالعريس ، ضرب الطبل وعازف القربة و”الردّيدة” كلهم عابسون ،يغنون ويضربون الطبل لكنهم غير فرحين ، القضية لا تتعدّى “أكل عيش”، هم لا يعرفون اسم العريس أصلاً ولا يعنيهم ان كان سيهنأ في عرسه أم لا ومع ذلك يغنون “عريس الزين يتهنا”..أما المطرب أووف من الصعب أن أسميه مطرباً ولا مؤدياً حتى هو رجل يصيح فقط من ألم الحاجة والمهنة  هو لا يغني، هو  فقط يردد بعض العبارات المنسجمة مع موسيقى القربة وينظر الى ساعته والى القاعة متى سينتهى من هذا الحفل..أعضاء الفرقة يرتدون لباساً تراثياً يضعون الشماغات على أكتافهم “لم يحلقوا ذقونهم” منذ أيام  ولم يقوموا بكي الثياب الموحّدة ..انهم يؤدون واجباً فقط مقابل المال..أحدهم وهو يضرب للطبل كان سارحاً بسقف #الصالة، كان ينظر بعيداً ويعض على شفته السفلى..كان يفكر بعشاء الأولاد أو طول الطريق أو أجرة باص الكيا الذي سيأخذهم..
لا أعرف لماذا تذكّرت “السحيجة” من وحي فرقة العراضة (بالمناسبة #فرقة_العراضة أكثر مبدأية وشهامة وعملهم شريف )..لكن نقاط التشابه بين السحيج وضارب #الطبل او عازف القربة أو المصفق، أنهم  يصفقون ويضربون الطبل للمسؤول لكنهم غير فرحين ولا يؤدون ذلك من قلوبهم وحماسهم وقناعتهم ..القضية عندهم لا تتعدّى “أكل العيش”..في كل عرس سيضربون الطبل ويغنون للقرار او المسؤول..لا عن قناعة او محبة ، هي أكل عيش..و المهم “الإكرامية”..
 
#احمد_حسن_الزعبي
ahmedalzoubi@hotmail.com

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى