من شب على شيء شاب عليه!

من شب على شيء شاب عليه!
المهندس علي ابو صعيليك

زمان قبل أكثر من 35 سنه كنت في مدرسة جناعة طالب مميز والأول على الصف و هذا اعطاني بعض الميزات منها قربي من المدرسين والإدارة (صناعة القرار) وأيضا وجود دور مهم في الإذاعة المدرسية الصباحية وكأن جموع الطلبة منقسمة في ثلاثة اتجاهات فهنالك طلبة متفوقين وطلبة غير مبالين ومجموعة مؤذية جدا توصف أيضأ ‘زعران’ ولهذه الاتجاهات كانت هناك نتائج في كيفية الحياة اليومية في المدرسة.

كان في المدرسة أيضأ ما يشبه المؤسسات الطلابية مثل مجموعة مسؤولة دائما عن الأنشطة الثقافية وأخرى اهتماماتها رياضية تقوم بتنظيم مباريات كرة القدم واليد والطائرة والسلة وهناك مجموعة خاصة للإذاعة المدرسية ومجموعة تغذي الإدارة والمدرسين بالأخبار لحل الخلافات قبل تطورها ومجموعة خاصة ولا تتغير تدير “المقصف” وهو مكان بيع السندويشات والشيبس والتسالي للطلبة وفيه اعلى مستوى للمحسوبيات لأنه المكان الوحيد فيه “مصاري” وكمان فيه “تصاريح” يحصل عليها بعض الطلبة للخروج من الحصه بحجة المساعدة في التحميل والترتيب وهم يستغلوا “تصاريحهم” في التدخين.

في يوم ربيعي هادئ وخلال الحصة الثالثة التي تسبق “الفورصه” واذا بصوت صريخ هائل مليء بألفاظ من قبيل “ينعن….” “يلعن…” “والله ل…” وهكذا وبسرعة البرق ومثل الفيضان البشري خرج الجميع لرؤية الحدث وكان هناك معركة حامية الوطيس بين طلاب “المقصف” تخللها ضرب “مواس” باستخدام موس كباس الشهير وقتها وانتهت المعركة الطاحنة وعاد الهدوء ومع إن الطالب المؤذي الأزعر “قرابة مساعد المدير” كان بالإجماع هو المذنب والمعتدي إلا أنه تمت مكافئته بأن تم نقله لتقديم فقرة في الإذاعة المدرسية، عندما علمت من احد المدرسين قررت عدم المشاركة في الإذاعة المدرسية في اليوم التالي وهو ما حدث فعلا وظهر الخلل مباشرة!

استدعاني مساعد المدير لكي يقنعني بالعودة لإدارة الإذاعة رفقة “قرابته الأزعر” ورفضت مع كل الضغوطات تمسكت بموقفي بعدم التعامل مع “الأزعر” وفي اليوم التالي وخلال الطابور الصباحي فجأة طلع صوت في السماعة “‘ينعن…” وتبين لاحقا أن الأزعر ابو واسطة ثقيلة شتم أحد المدرسين لخلاف على دوره في الإذاعة المدرسية!

مرت الأيام وكبرنا وذهب كل واحد في سبيله يبحث عن رزقه ومستقبله وعدت للوطن في إحدى الإجازات وتذكرت ذلك المؤذي وقيل لي أنه أصبح مدير مهم فقلت مرحى مرحى يا مدرستي
دق المي وهي المي، والماضي يعود مجددا فهل تتوقع أيها القارئ الأنيق إن من شب على شيء لن يشيب عليه!

اظهر المزيد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى