مواجهات مع الاحتلال بالضفة الغربية تزامناً مع إضراب شامل

سواليف _ في الوقت الذي عمّ الإضراب الشامل جميع محافظات الضفة الغربية، بما فيها القدس، وقطاع غزة والمناطق الفلسطينية المحتلة عام 1948، بدعوة من لجنة المتابعة العربية والقوى الوطنية والإسلامية، رفضا لما يسمى “قانون القومية اليهودي” العنصري، والذي صادق عليه الكنيست الإسرائيلي أخيرا، اندلعت مواجهات في مناطق متفرقة من الضفة الغربية، بين شبان فلسطينيين وقوات الاحتلال، فيما شيع الفلسطينيون جثمان الشهيد محمد زغلول الخطيب (الريماوي) في مسقط رأسه في بلدة بيت ريما شمال غربي رام الله.

وبدأت المواجهات بين قوات الاحتلال وشبان فلسطينيين قبيل ظهر اليوم، في منطقة باب الزاوية بمدينة الخليل جنوب الضفة الغربية، أطلقت خلالها قوات الاحتلال قنابل الصوت والغاز المسيل للدموع، ما أوقع العديد من الإصابات بحالات اختناق تمت معالجتها ميدانيا.

وفي السياق، اندلعت مواجهات في محيط مستوطنة بيت إيل، المقامة على أراضي الفلسطينيين شمال رام الله وسط الضفة الغربية، أشعل خلالها شبان فلسطينيون الإطارات المطاطية، لكنه لم يبلغ عن وقوع إصابات.

في غضون ذلك، بدت اقتحامات المسجد الأقصى، اليوم الإثنين، أقل عددا وأضعف من سابقاتها على مدى الأيام الأربعة الماضية ضمن اقتحامات المسجد خلال ما يسمى بـ”عيد العرش اليهودي”، حيث شارك نحو ثلاثة آلاف مستوطن في هذه الاقتحامات، واصلت أعداد كبيرة من هؤلاء المتطرفين اليوم مسيرات العربدة والاستفزاز في البلدة القديمة من القدس التي حولتها سلطات الاحتلال إلى ثكنة عسكرية.

وداخل المسجد الأقصى، اقتحم عشرات المستوطنين باحاته، اليوم، في وقت اعتقلت قوات الاحتلال شابين خلال قيامهما بأعمال تنظيف في منطقة باب الرحمة.

أما في شارع الواد المؤدي إلى المسجد الأقصى، فانتظم عدد من المستوطنين في حلقة رقص كبيرة أغلقوا خلالها الشارع وسط حماية ومرافقة من قبل جنود الاحتلال، تعالت خلالها صرخاتهم العنصرية، قبل أن يواصلوا سيرهم باتجاه حائط البراق، حاولوا خلالها الاعتداء على المارة المقدسيين.

وكانت مسيرات العربدة التي نفذها المستوطنون بدأت عند منتصف الليلة الماضية، تخللها عنف وحشي بحق المواطنين هناك، حين اعتدي على المواطن محمد الحداد وزوجته في باب العامود بالقدس، ثم انفلت المستوطنون إلى سوق المصرارة القريب، حيث هاجموا مطاعم ومحلات تجارية ومركبات لمواطنين مقدسيين، تخلل ذلك إطلاق قوات الاحتلال قنابل الغاز والصوت باتجاه المقدسيين، الذين هبوا للدفاع عن أنفسهم، ما أوقع عددا من الإصابات بحالات اختناق.

وفي السياق، شهدت مدينة القدس، منذ صباح اليوم، إضرابا شاملا التزاما بالقرار الوطني الفلسطيني الداعي إلى ذلك، رفضا لقانون القومية اليهودي، حيث تعطلت الدراسة وشلت الحركة التجارية في المدينة المقدسة.

وعلى صعيد منفصل، شيعت جماهير غفيرة من الفلسطينيين، الإثنين، جثمان الشهيد الفلسطيني محمد الريماوي (24 عاما)، في مسقط رأسه بقرية بيت ريما شمال غربي رام الله، بمشاركة شعبية ورسمية.

واستشهد الريماوي في الثامن عشر من الشهر الماضي، بعدما اعتدت عليه قوات خاصة إسرائيلية بالضرب خلال محاولتها اعتقاله من منزل عائلته، وتفجير باب منزله ودهم غرفته الشخصية، واحتجزت جثمانه في ثلاجاتها 12 يوما إلى غاية تسليمه لعائلته مساء أمس الأحد.

وانطلق موكب تشييع جثمان الشهيد الريماوي قبيل ظهر اليوم، من مجمع فلسطين الطبي بمدينة رام الله، بعد أن أقيمت له جنازة عسكرية من قبل الأمن الفلسطيني، ونقل جثمانه بواسطة مركبة إسعاف خاصة إلى مسقط رأسه بمشاركة مسيرة مركبات، وألقيت نظرة الوداع عليه من قبل عائلته ومحبيه، ومن ثم أقيمت صلاة الجنازة على الشهيد بعد صلاة الظهر في مسجد بيت ريما الكبير.

وعلى وقع الهتافات التي تمجد الشهيد وتندد بجريمة الاحتلال بحقه، وتطالب بمحاسبة قتلته، شارك نحو أربعة آلاف فلسطيني من أهالي بيت ريما والقرى المجاورة بمسيرة تشييع جثمان الشهيد محمد، وسط إطلاق الرصاص الحي بالهواء من قبل مسلحين ملثمين تحية لروح الشهيد.

وجابت مسيرة تشييع جثمان الشهيد الريماوي شوارع بلدة بيت ريما وهو محمول على الأكتاف، ولُفّ جثمانه بالعلم الفلسطيني وراية حركة فتح، إلى أن ووري جثمانه الثرى في مقبرة القرية، وأُلقي العديد من الكلمات المنددة بجريمة الاحتلال بحق الشهيد والمطالبة بمحاسبة جنود الاحتلال على جريمتهم.

وتصر عائلة الريماوي على محاسبة قتلة ابنها محمد، إذ إنها عازمة على التوجه إلى كافة المؤسسات الحقوقية والمحاكم المحلية والدولية لمساءلة الاحتلال على هذه الجريمة.

وخلال العام 2018، قتلت قوات الاحتلال 3 فلسطينيين عقب اعتقالهم، وهم ياسين السراديح من أريحا، والذي اعتدى عليه جنود الاحتلال بالضرب خلال اعتقاله، وكذلك الأسير عزيز عويسات، والذي تم الاعتداء عليه داخل السجن، إضافة إلى الشهيد محمد الريماوي، فيما وصل عدد شهداء الحركة الفلسطينية الأسيرة إلى 217 شهيدا منذ الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين.

العربي الجديد

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى