مفاجأة الرئيس أم خوازيقه / مروان الدرايسة

مفاجأة الرئيس أم خوازيقه !!!!!!
لعل ما أنتظره أبناء هذا الشعب وتوقعوه من المفاجأة السارة التي أعلن دولة رئيس الوزراء بأنه سيعلن عنها يوم الأربعاء الماضي الموافق 2017/8/30 لم يكن سوى كمن ينتظر شيئأ لن يأتي وهو يشبه بجميع الأحوال فكرة مسرحية في إنتظار غودو للكاتب الايرلندي صموئيل بيكيت التي تقوم فكرتها العامة على إنتظار شخصين مشردين معدمين يقفان على قارعة الطريق في أرض جرداء بالقرب من شجرة جرداء ليس عليها سوى أربع أو خمس أوراق ينتظران لمدة نهارين شخصاً إسمه غودو على أمل أن يخلصهما من الحالة التي هما فيها حالة اليأس والإحباط والحزن والضياع والحاجة , وهما يعلمان بأن غودو لن يأتي ولكنهما ينتظرانه فالإنتظار بحد ذاته عذاب .
ولكن الفرق هنا بين الحالتين أنه في المسرحية لم يحظر غودو أما في حالة دولة الرئيس فقد مضى يوم الأربعاء ولم يلمس الشعب لا مسرةً ولا سعادةً بل فاجأهم دولة الرئيس عشية يوم عيد الأضحى بخوازيق عابرةً للقارات حضر محملاً بها بدءًا من رفع أسعار المحروقات وإنتهاء بإعداد مشروع قانون ضريبة دخل يشمل من يصل دخله الشهري 500 دينار إذا كان أعزباً و 1000 دينار إذا كان متزوجاً بإقتطاع ضريبة دخل منه ما هذه المفاجآت السارة التي يندى لها جبين كل إنسان حر يا دولة الرئيس وهل ما زالت جيوب المواطنين هي الحل ؟ الى متى يتم الإستقواء على جيب المواطن ؟ وهل إنعدمت الحلول فلم يبقى أمامكم سوى الحل السريع وهو المواطن المنهك القوى ؟ الى متى سنبقى خراف تقول مااااااااااااااااع ؟
إذا كان دولة الرئيس لا يهمه سوى نفسه ومصالح كبار المتنفذين وأبناء الذوات فإن هناك أبوابً عديدةً يمكن لهذه الحكومة اللجوء اليها غير جيب المواطن وأولها تحصيل ضريبة الدخل من كبار المتنفذين التي حكمت المحاكم بأحكام قطعية ونهائية ً بقضاياهم فلماذا لا يتم تحصيل هذه الضرائب منهم ؟ هل هؤلاء يملكون الحصانة التي لا تمكن هذه الحكومة من مجرد الإقتراب منهم وهل القوانين خُلقت لتطبق على المواطن الفقير المعدم الحال؟
إن بإمكان هذه الحكومة تشكيل فريق فني يضم خبراء إقتصاد لإيجاد الحلول المناسبة كما فعلت الكثير من الدول وخرجت من أزماتها بعيداً عن وصفات البنك الدولي , إن مأساة هذا الشعب أنه فقد الأمل بممثليه في مجلس النواب من مواجهة الحكومة لا بل أنه أي هذا الشعب أيقن الى حد كبير بأنَ الغالبية العظمى من النواب تدعم الحكومة مقابل تنفيعات أنية يحصلون عليها أي بصراحة دعم مقابل مصالحهم الضيقةَ .
حكومتنا المبجلة الأمن والأمان مصدره هذا الشعب وركيزته الأساسيةَ العيش الكريم ولكن واقع الحال ألم ووجع وسخط شعبي ليس له مثيل فكفى بألله عليكم المتاجرة بهذا الشعب وإستهتاراً بمشاعره .
ختاماً لا يسعني إلا أن أقول كما قال الشاعر الراحل نزار قباني في قصيدة له بعنوان الطابور : من يوم أتيت الى الدنيا وأنا مزروع في الطابور منتظراً وطناً لا يأتي وشوطىء دافئة وطيور يا ربي إن الأفق يضيق يضيق يضيق ……وهذا الوطن القابع بين الماء ….وبين الماء …حزين كالسيف المكسور…فإذا ودعنا كافوراً..يأتينا أكثر من كافور …ياربي إن الأفق رمادي وأنا أشتاق لقطرة نور …إن كنت تريد مساعدتي يا رب فاجعلني عصفور!!!!!!!!!!!

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى