معاليها / ماجدة بني هاني

معاليها
على سجل المرضى في مشفى حكومي، ترقد معاليها، تشكل حياة الأخرين، تأذن لمن تشاء وتمنع من تشاء، حتى مريضة أتية من جرش إلى أربد ترجؤها لبعد حين تقول… لو ذهبت لطبيب خاص أفضل من القدوم من جرش، وكأن المسألة فقط كشف، فلا مختبرات ولا صور والتأمين الصحي لوحدة مافيا، حيث لا يغطي كثير من الأدوية ولا صور معقدة، ليبقى مصير الفقراء على قيد مجهول، وفي مهب الريح.
معاليها اصطدمت بعقبة من رفع وجهه وصوته ضد الانحراف الروتيني والتلاعب بأوجاع الناس، وأوقاتهم وقسوة ظروفهم، لتجد نفسها تحت القانون والمساءلة، الغريب أن من خاطبها من مكتب المدير خاطبها بصفة معاليك، معك دكتورة تريد مقابلة الطبيب، رجاء اسمحي لها بالدخول…..
في كل دائرة حكومية نماذج من معاليها توضب حقيبتها لتغادر دوامها وقد ارتكبت أخطاء فادحة مع بشر في ضيق وشدة، ومعاملات تؤجل لأشعارات لا محدودة، وتغيب دولة العدل.
من يرفع صوته ويهدد، يحصل على حقوقه الواضحة التي لا مساس فيها، والضعفاء هم الطبقة المنسية المسحوقة، والوقت المتبقي من وقت الدوام ذاك الذي ترفل فيه معاليها هو أوقات الغلابى المسروقة والمعطلة، استميحك عذرا معاليك إذا كنت أزعجت مسامعك الراقية بشكواي وصراخي، وأذا كنت أنزلتك لتخضعي من برجك العاجي الذي هو فقط في وهم خيالك، كثير من مر عليك اليوم فقط بشر موجوعين، مثقفين، وأبناء عالم وناس، والكثير غادر وهو يقول الله لا يسهل أمرك… فاحذروا دعوة المظلوم.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى