نعم ايها الرئيس اوباما / د. عماد الحسبان

نعم ايها الرئيس اوباما
يعيش في الولايات المتحدة الأمريكية ملايين المسلمين من جميع الأصول سواء أوروبية أو عربية أو أسيويه أو إفريقيه , ويعود تاريخ توطن المسلمين هناك إلى القرن السادس عشر الميلادي وحتى أيامنا هذه. .
لم نكن نسمع بان المسلمين من منظور الديانة كانوا يشكلون خطرا على حياة احد هناك , حيث أمريكا بلد تؤمن في حرية المعتقد والأديان فالجميع يمارس شعائره الدينية بكل حرية بشرط أن لا تزعج الأخرين بمكبرات الصوت أو أجراس الكنائس او ممارسة شعائر تثير الرعب في عامة الناس , بلد ديمقراطي بكل معنى الكلمة ,لكل إنسان حرية التعبير و حرية المعتقد .
المرشح الجمهوري الأمريكي الملياردير دونالد ترامب دعا في مؤتمر صحافي في اتلاتنا إلى( منع كامل وشامل للمسلمين من دخول الولايات المتحدة الأمريكية حتى يتمكن المشرعين من فهم ما يحدث), ودعا إلى( مراقبة المساجد وتأسيس قاعدة بيانات للمسلمين الذين يعيشون في أمريكا وأكد على نشوء كراهية ويجب معرفة مصدرها) , وتأتي هذه التصريحات بعد هجوم سان برناردينو بولاية كاليفورنيا الذي نفذه مسلمان متعاطفان مع تنظيم داعش.
ما صرح به ترامب ما هو إلا فهم خاطئ لدى كثير من الشعب الأمريكي لمعنى الإسلام وأنا لا ألوم ترامب أو غيره من الأمريكان , فالقاعدة وداعش والجماعات الإرهابية التي تسمي نفسها إسلاميه هي من أساء إلى الإسلام الحقيقي , ولا ننسى خطاب جلالة الملك الذي ألقاه أمام البرلمان الأوروبي في مدينة ستراسبورغ جسد للعالم اجمع حقيقة الدين الإسلامي السمحة التي تحترم الأخر وتؤكد على أحقية الجميع بحياة أفضل بعيدا عن أعمال القتل والتدمير التي لا تمت للدين بصلة وإنما يقف خلفها فئة خرجت على المبادئ السمحة للدين الحنيف. حيث تضمن الخطاب المفهوم الحقيقي للدين الإسلامي الذي ينبذ القتل والإرهاب ويحارب كل أشكال التطرف , ربما جميع العالم ألان وليس ترامب فقط بأمس الحاجة إلى الاطلاع على مضامين خطاب جلالة الملك عبدا لله الثاني المعظم حتى لا تتشوه صورة الإسلام في أذهانهم لتصل إلى عداوة وكره وحرب .
الرئيس الأمريكي اوباما صاحب فكر نافذ عندما دعا في خطابه إلى ضرورة عدم الانقلاب ضد بعضنا البعض أو السماح بوصف هذه المعركة بين أمريكا والإسلام , وقال أيضا إن داعش لا يمثل الإسلام بل هم مجموعة من ألقتله والمجرمون وجزء من ثقافة الموت ولا يمثلون سوى مجموعه صغيره جدا من أكثر من مليار مسلم حول العالم وفي أمريكا يرفضون الذين أيديولوجية الكراهية , مضيفا إن النتائج والأرقام عن الضحايا من العمليات الإرهابية حول العالم هم من المسلمين , نعم كل من يؤمن بثقافة القتل والموت ليس بمسلم ولا يمت لديننا الإسلامي الحنيف بأي صله , ويقع على عاتقنا نحن المسلمين في كل مكان نشر حقيقة ديننا الإسلامي المبني على الرحمة والعدل والتسامح, ليعلم كل العالم إن التطرف ليس له صلة بديننا الوسطي , هذا وقد رفض البيت الأبيض دعوة ترامب وصرح البيت الأبيض إنها دعوة تتعارض مع قيم الأمريكيين وإننا نحن لدينا في أمريكا قانون حقوق الأفراد الذي يحترم حرية الأديان .
وواجب علينا كتاب وعلماء دين أن نبين للعالم أن الدين الإسلامي معتقد سماوي أول مبادئه العدل والمساواة والرحمة بين الناس فلم يميز بين الناس على أساس المعتقد أو العرق أو اللغة أو اللون أو على أي أساس آخر ولا حتى أساس الجنس،و لم يسع الإسلام إلى نشر فكره بالسيف, ولم يتخذ الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه من حرب العصابات وسيلة لنشر الفكرة حتى عندما كانوا يتعرضون لأشد أنواع الأذى في الفترة المكية , ونعود إلى الوراء لنؤكد لكل للعالم أن المسلمين موجودين في أمريكا وغيرها قبل مئات السنين ولم نسمع عن إرهاب أو جماعات إسلاميه ترهب الناس وتقتلهم إلا عندما ظهرت ألدوله المزعومة داعش والقاعدة , إذا ليس المشكلة في الدين الإسلامي بل في تلك الجماعات التي تلبس ثوب الإسلام متعطشة للقتل والموت.
لنحارب الإرهاب والتطرف والمتطرفين دفاعا عن ديننا الإسلامي الحنيف , وإلا سوف نجد أنفسا منعزلين عن العالم في حرب لا بداية لها ولا نهاية .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى