مشاريع مضمونة الربح
اقدم أحد أندية كرة القدم التركية للناشئين- فريق غول سبورت – على بيع 18 لاعبا من لاعبيه الشباب من أجل شراء 10 رؤوس ماعز. وحققت هذه الصفقة 15 ألف ليرة تركية استخدمها النادي لشراء الماعز بهدف تنمية موارده الاقتصادية من خلال تربية الماعز و بيع حليبها وصغارها.
قد تبدو هذه الفكرة طريفة و غريبة بعض الشئ، لكنها عملية و مجدية ماديا من وجهة نظر إدارة النادي، خاصة و ان النادي يعاني من شح الموارد المادية، فالتضحية ببعض لاعبيه الشباب تمكنه من تأمين بعض الدخل الذي يساعده على الاستمرار في مسيرته و تأدية رسالته المتمثلة بصناعة اللاعبين الشباب و رفد باقي الاندية بالنجوم.
*
أحيانا تكون الخيارات المتاحة محدودة و تضطر المؤسسات، في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة، الى البحث عن الحلول في مواردها البشرية من أجل الاستمرار في تأدية وظيفتها، فقد تبيع او تؤجر خدمات موظفيها, كما حصل مع النادي سالف الذكر، او حتى تتخلى كليا عن خدماتهم، كما حصل مع شركات عالمية كبيرة مثل بنك اتش إس بي سي البريطاني، على سبيل المثال, الذي قام بإنهاء خدمات حوالي 14000 موظف بين عامي 2013 و 2016 لتقليل نفقاته و ضمان استمراريته.
نحن في الأردن لدينا ازمة اقتصادية يُجمع الكثيرون على ان الخلل في الموارد البشرية احد اهم اسبابها، فكثرة المسؤولين و اصحاب الوظائف العليا من وزراء و نواب و أعيان و رؤساء حكومات و مستشارين و مدراء هيئات و مؤسسات مستقلة تشكل عبئا ماديا على الدولة لا يتناسب ابدا مع المخرجات التي تحصل عليها جراء تشغيلهم (هذا اذا ما تركنا فساد البعض على جنب).
لذلك ادعو دولة الدكتور عمر الرزاز بصفته الموظف المعني بإيجاد الحلول الى البحث في موارد الدولة البشرية… فيهم هم تحديدا و استغلالهم بطريقة فعالة توفر رافدا لخزينة الدولة. فبإمكانه بيع خدمات الزائد عن الحاجة منهم (وهم كثر) الى دول و مؤسسات أجنبية بعقود طويلة الأمد (إذا حدا قبل يشتريها) و استخدام العائد المادي في انشاء مشاريع صغيرة كما فعل نادي غول سبورت… بإمكانه مثلا انشاء مشاريع لتربية الماعز أو الاسماك أو طيور النعام أو الدجاج البيّاض … و كلها مشاريع مضمونة الربح بإذن الله.