الـطُـلاب و الإرهــاب / د .ناصر نايـف الـبـزور

الـطُـلأّب و الإرهــاب
ليسَ سِرَاً أنَّ عدداً لا بأسَ به من أساتذة الجامعات الذين يتبوءون بعض المناصب الرسمية و الذين حصلوا على درجاتهم العلمية العليا من الجامعات ألغربية لم يكونوا يوماً من المتفوقين لا في مدارسهم ولا في جامعاتهم. وكثيرٌ مِنَّا يعرف أنَّهُم حصلوا عل بعثات حكومية أو شبه حكومية لمواصلة دراستهم في الخارج لأسباب جهوية، أو عشائرية، أو إثنية، أو إنسانية أو انتهازية أو لعلَّها كانت ضربة حظ شيطانية أو منحة ربّانية!

فكيف ينسى أمثال هؤلاء “الدكاترة” معاناتهم ولا يُفكِّرون بأبنائنا الطلبة وبمستقبلهم وهم يُعانون ما يُعانون في توفير الرسوم الدراسية الفصلية!والله إنَّ كثيراً من طَلَبتنا لا يجدون ما يشترون به “سندويشة فلافل” أو كأس عصير؛ فهُم يقومون بتوفير هذا الفتات من الدراهم لمساعدة ذويهم في الإنفاق على أفراد أُسرِهِم! وأنا أعرفُ بعض هذه الحالات شخصياً، وهذا ليس بالاستـثـناء بل يكاد يكون القاعدة بدرجاتٍ مُتفاوتة!

فعندما تقوم الجامعة الأردنية برفع الرسوم الجامعية لطلبة الموازي والدراسات العليا منذ عامين بنسبة تجاوزت ال 200%، فهذا حُكمٌ بالإعدام على الكثير من الطلبة! أليسَ هذا بإرهاب لهؤلاء الطلبة و لعائلاتهم؟ إنْ لم يَكُن إرهاباً فهو دفعٌ لهؤلاء الطلبة للتفكير بأساليب مشروعة وغير مشروعة للتخلّص من هذا الواقع المزري إمّا بالانسحاب من مقاعد الدراسة أو بالبحث عن مصادر دخل مشبوهة؛ وفي كلتا الحالتين قد تتلقَّفهم أيدي الإرهاب في الداخل والخارج؛ وعندها لا ينفع الندم ولا التراجع عن تلك القرارات الاعتباطية! وما زال جُرح خلية إربد الإرهابية يحضُرُنا صباحَ مساء!

طلاب الجامعة الأردنية يُنفذون اعتصاماً منذ عشرة أيَّام؛ ويقال أنَّه يتجه نحو الانفراج؛ وهذا ما نرجوه جميعاً! لكن إلى متى سيبقى المسؤولون يُراهنون على صبر واحتمال شباب بات مستقبلهم قاتماً و مُظلماً! يا سادة، لا تُراهنوا على بركان قد يثورُ فيُحرق الأخضر واليابس! أرجوا من مسؤولينا في التعليم العالي وفي جامعاتنا أن “يعُدّوا للمليون” قبل التفكير في رفع الرسوم! فرغيف الخبز خطٌ أحمر وحق الطالب بالدراسة برسوم معقولة خَطٌ أحمرٌ، أحمرٌ، أحمر!!! ومن أغمض عينيه عن هذه الحقيقة فهو “أحمرُ” من حمار أهله! والله أعلَمُ وَأحْكَم!

اظهر المزيد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى