محمد طمليه

محمد طمليه
كامل عباسي

في مثل هذا اليوم قبل 11 سنة غير محمد طملية مكان سكنه كي لا يُعرف عنوانه رجال الضابطة العدلية من مباحث مرتهنون وقلم المحكمة فهو المطلب الاول للتنفيذ القضائي انا لوحدي رفعت على محمد 33 قضية اتهمته بتعاطي الحشيش على شكل كتاب واللعب في حانات سقف السيل لهذا فرّ محمد من امام المُحضرين يجلس على كرسي خشبي يراقب الوضع العام ويحلم بوطن خالي من العنجهية الفكرية ورجال دين يحاربون الرِبا في النهار وفي الليل يحصلون على فوائد القروض يخفونها بالعتم دون لمسها فلمسها حرام وشراء المواقف والذمم حلال
ما زلت ازوره دون ان اخبر مُحضر المحكمة عن عنوانه الدائم قال لي بعد طلب قهوة من بنت الجيران انه ما زال يحلم بوطن سجونه مدارس وجامعات ومصانع ليس به مُهاجرين ولا مُهجّرين قسرا من بلادهم وفي كل زيارة احمل معي هدايا كروز دخان من النوع الفاخر وكتاب صدر حديثا مات مؤلفة قبل صدور اول عدد ورأس ارقيلة ومعسل التوت المصنوع من بقايا العروبة
محمد ذات شتاء احرق خشب الكرسي وقرر ان يُسلم نفسه لإقرب مركز امني فقد اتعبه الكيماوي وفتح بيت عزاء ليستقبل العام الجديد ورجال الجمارك والبحث ما زال جاريا عن محمد طملية الفار من وجه الحياة .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى