محمد ضيف وكرسي الإعاقة!

#محمد_ضيف وكرسي الإعاقة!

#بسام_الياسين

 شرف لي، ان اكتب عن عظيم من عظماء الامة، في زمن عزت فيها العظمة، وغاب عنها العظام.فارس جاء من بطن الغيب.فاحيا في النفوس الامل،بان امة تنجب مثله لن تموت.حصان بري جامح، لم يعرف ظهره سرج الانظمة، ولا فمه لجام القوانين المُكممة.جاء حامل البشرى والبندقية، بينما امة كاملة اكتفت بالفرجة ونعمة الصمت.هو لا غيره، محمد ضيف الجالس على كرسي الإعاقة،رافع الراية الاعلى وطلقة التحرير من البحر الى النهر.مذآك حرك الدنيا.اساطيل استنفرت،اقمار تجسسية ملأت السماء،جيوش من القارات كلها لاسناد الكيان.

للاسف،قادة  تراكضوا حفاة لبيت الطاعة الصهيوني.مظاهرات مليونية تلعن العدوان. شعوب مكلومة تستصرخ الضمائر الحية وتهتف للحرية في هذه اللحظة الفارقة،قفزت فلسطين من كواليس الامم المتحدة للواجهة،بعد ان كانت مركونة على رفوفها، بينما تراجعت اوكرانيا ربيبة الغرب كافة الى ذيل القائمة.اوكرانيا الثألول المسرطن على الخاصرة الروسية.لكن غزة العظيمة سحبت الضوء والاهتمام منها.

محمد ضيف،لم ياتِ على ظهر دبابة،ولم يجرِ تأهيله في الدوائر الاستخبارية المعادية للامة.محمد لم تلمعه مصابيح علاء الدين الاعلامية البارعة في صناعة ابطال وهميين،انما ولد في خيمة،ورضع حليباً طاهراً من ثدي امه،ثم صنعته المقاومة و صقلته مقارعة الصهاينة فاستحق عن جدارة لقب البطولة.ككل المقاتلين لا يتقن الخطابة ولا المؤتمرات الصحفية بل يؤمن بما قاله الله تعالى :ـ ” كبر مقتا عند الله ان تقولوا ما لا تفعلون “. مقاوم يده صلبة وقلبه واحة،فنان في العزف على البندقية وارسال الرسائل الصاروخية الى اسرائيل،وحين يجن الليل،يختلي بربه خاشعاً متبتلاً،و يرتل بصوته الشجي آيات من ذكر الله :ـ ” قاتلوهم يعذبهم الله بايديكم ويخزهم وينصركم عليهم ويشف صدور قوم مؤمنين “.

اعاقة الضيف، لم تمنعه من رسم متلازمة المسار والمصير.بهذا المسار الثوري الطليعي، اجبر الدنيا على التغني، فلسطين عربية بكل اللغات. يضاف للضيف انه الفاتح افي غزو الصهاينة في عقر مستوطناتهم ،والاجهاز عليهم  ومن فاض عن الرصاص اسره للمبادلة.هكذا علمنا اهم درس في الوطنية ، ان الوطن ليس جنة كما يحلم الرومانسيون.الوطن المحتل جهنم.والوطن المستقل،ان لم تكن شريكاً فيه،تقول كلمتك،تعبر عن رايك،تمتلك حريتك،تتمتع بارادتك،هو سجن و لو نمت في دارك.فالسجن لا يكون حبساً بين اربعة جدران بل يكون حصاراً داخل الجهات الاربع .لذلك يجب ان تكون حيث يكون وطنك.

طوفان الاقصى،تخطيط استراتيجي طويل المدى،سرية محكمة، وسط بيئة ملغومة،وتكنولوجيا حديثة ترصد رفة جناح الفراشة،يدعو للفخر بجند الله.فكانوا الاعجوبة. اطاحوا بالاسطورة الهشة،انزلوا عساكرها من صياصيهم،رفعوا ورقة التين عن الكذبة الكبرى،فاذا هي اوهى من بيت العنكبوت.ثلة مؤمنة اعادت للجهاد القه ـ انه جهاد نصر او استشهاد ـ .بطولات، انتزعت اعتراف زعيم المعارضة لا بيد ان :ـ ” اسرائيل ليست مكاناً آمنا،وليست دولة اخلاقية،ولا قوة اخلاقية ولن تربح الحرب “. واجبرت الوزير البائس اليائس الياهو عن استخدام النووي،يوم اصبح الكيان في زاوية حرجة.

 محمد ضيف،يدير المعركة من على كرسي الاعاقة،فيما تقف الامة عاجزة،بإنتظار بركات ” بلينكن ” قدس الله سره الممسك بالخيوط وضابط ايقاع الخطوط.نسأل في الخاتمة، لمن تكون الغلبة ؟!. تاتي البشارة من الله :ـ ” فاذا جاء وعد الاخرة ليسوءوا وجوهكم وليدخلوا المسجد كما دخلوه اول مرة وليتبروا ما علوا تتبيرا “.صدق الله العظيم.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى