محمود درويش .. قيثارة فلسطين

عمان – الرأي – صدر عن دار فضاءات للنشر بعمان للدكتور إبراهيم خليل كتاب «محمود درويش قيثارة فلسطين « متزامنا مع الذكرى الثالثة لرحيله.
يقع الكتاب في 258 صفحة من القطع الكبير في مقدمة وتمهيد وتسعة فصول وخاتمة، مستهلاً المؤلف بمقدمة لمكانة درويش الإبداعية وشدة الإقبال على شعره لدرجة تشجّع الناشرين على طبع دواوينه مرارا وتكرارا من غير مراعاة لحقوق الملكية الإبداعية.
في التمهيد يعرف المؤلف بدرويش طفلا، فيافعا، فشابا ينظم الشعر، ويصدر أول دواوينه ولما يتم الثامنة عشرة من عمره. ثم يواصل التعريف إلى أن يبلغ مداه بالوقوف على مزاياه الشعرية التي تحفز الباحثين على إعادة النظر في شعره من حين لآخر.
في الفصل الأول يقف المؤلف بإزاء أندلسيات درويش، وفي الثاني يتناول النزعة الموسيقية الغنائية في شعره مؤكدا أن لدرويش ولعا بالإيقاع يتجلى من خلال تجاربه العروضية وغير العروضية. وفي الثالث يشير المؤلف لتجارب درويش في السونيت، وفي الفصل الرابع يتناول ما في أشعاره من ألوان استخدمت استخداما خاصا يحيل إليه السياق الدلالي، مما يضفي على كل لون معنى منفردا، فالأبيض عنده مرتبط بالعاطفة، والأزرق رومانتيكي، والأسود مراوغ، والأحمر دموي، والأصفر عدمي، إلخ..وفي الفصلين الخامس والسادس يركز المؤلف على جمالية الموت في شعر محمود درويش، متوقفاً، بصفة خاصة، عند قصيدته المشهورة « لاعب النرد «.
في الفصل السابع يحلّل المؤلف منهج درويش الخاص في توظيف التراث الشعري، فالأمر – لديه – مختلف عن غيره، فهو يخضع الاقتباسات والنصوص لشروط إبداعه المبتكر، ولتجربته الخاصة، ولغته التي لا تتكرر، مما ينتفي معه أي الإحساس بوجود النصوص المقتبسة، فكأنها خلقت في قصيدته خلقاً جديدًا. وأما الفصل الثامن، ففيه تحليل نصّي لظاهرة توالد القصيدة، ويتخذ المؤلف من ريتا نموذجًا يجيب من خلاله عن الحوافز التي تؤدي لتناسل القصيدة الواحدة في عدد من التجارب. وفي الفصل التاسع يسبُرُ المؤلف تجربة درويش في تطويره لقصيدة الرثاء في الشعر العربي، فقد انتقل بها من البكاءِ والندب ِوالتأبين إلى قصيدة أخرى تتضمّن رؤية كونية، وعلاقة جدلية بين الوجود والعدم، وذلك شيءٌ يفتح للمرثية العربية آفاقا جديدة.
في الخاتمة يقول المؤلف: «هذا هو محمود درويش، عرفناه في هذا الكتاب شاعرًا يرود بالشعر العربي بقعة مجهولة، ويشق للقصيدة العربية طريقا بكرا، ومسارب كانت عليها محظورة، فارتقى بها من المحلي إلى العالمي، ومن التقليدي إلى الحداثي، وهذا حسبه.»

أ.ر

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى