مهمة صعبة بانتظار الرزاز / عمر عياصرة

مهمة صعبة بانتظار الرزاز

مهمة ليست عادية بانتظار الدكتور عمر الرزاز، رئيس الوزراء الجديد، فتكليفه جاء في ظروف استثنائية، حيث الاحتجاجات تجتاح البلد مطالبة بنهج اقتصادي مختلف.
الرزاز مطالب بنيل ثقة الشعب قبل النواب، تلك مهمة جديدة، فهناك متظاهرون في الشارع، لا زالت مطالبهم تتراكم، وثقتهم بالجميع مهزوزة، ولا اعتقد انه سيقبل بفض الاعتصامات امنيا كتدشين لتوليه مهمته.
لعلنا سننتظر ان يبدأ الدكتور الرزاز بالتعامل مع المحتجين والمعتصمين، عليه ان يأخذ زمام المبادرة من الاجهزة الامنية التي ابدعت في ذلك، لكن آن الاوان ان ينتقل الملف للحكومة.
اختيار الملك له، جاء في ظروف دقيقة غير متوقعة، بل هو نتاج لحظة صدمة وجرس انذار للمستقبل، تم اختياره من علبة المرجعيات التي باتت جرداء، لا حيوية لها، وللامانة هو افضل خياراتها.
اولى المهمات، ستكون معضلة التشكيل الحكومي، فهل سيكون فيها فريق اقتصادي جديد مبدع يستطيع التفكير بعيدا عن قنوات النهج السابق، من هؤلاء، وكيف سيجدهم.
هناك معضلة قانون الضريبة، كيف سيتعامل معه، فالمتبدي ان المرجعيات مصرة عليه، كأنه ممر اجباري، بالمقابل هذا القانون اسقط الملقي واخرج الشارع عن طوره.
ثم، كلنا يعلم ان الدكتور الرزاز ليس بالسياسي الاشتباكي المخضرم، فهل ستضم حكومته، شخصيات سياسية حاذقة تتقن التواصل مع الناس.
انصحه باختيار وزراء من القريبين الى الشارع، وزراء يعرفون البقالة، ويشترون الخضار بأيديهم، يألمون بألم الناس، وهؤلاء قد يضبطون انفعالات القسوة التي عرفناها عن حكوماتنا المتعاقبة.
كلنا سينتظر الفريق الذي سيختاره عمر الرزاز، ومن خلاله قد نعرف حجم الولاية العامة التي اتيحت له، كما سنعرف كم سمح له بالانعطاف عن النهج السابق.
مرة اخرى مهمة دولة عمر الرزاز تشبه المعضلة، فحجم التوقعات من الملك والشعب كبيرة، والملفات كبيرة وساخنة وعاجلة، ونسأل الله التوفيق للرجل.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى