مجلس النواب .. اصابته دعوة سعد

مجلس النواب .. اصابته دعوة سعد
جميل يوسف الشبول

عندما كان فقراء الاردن يصيحون باعلى الصوت انهم لا يستطيعون تأمين قوت اولادهم وما يدفىء

الاجساد المرتجفة كان المجلس يضرب باختامه النحاسية بالموافقة على تلك القوانين ولا يسمع لانين

طفل ودعاء ام ودموع اب وقف عاجزا عن تأمين الحد الادنى من متطلبات الحياة .

لم يكن الجسد واحدا حيث انسلخ النواب وانفلتوا الى مدار اعلى محلقين في فضاء السعادة والسفرات

والدعوات ودخل ما كان متوفر للسواد الاعظم منهم بل ان اكثرهم التحق في سلك النيابة لمكاسب

مادية فقط وفاته ان كل توقيع تخطه يده هو بمثابة شهادة والويل لمن شهد زورا.

كان الفقر جامحا وما ان تبدأ نيرانه بطبقة من طبقات المجتمع حتى تبدأ بطبقة اعلى كانت تراقب ما

يحل بسابقتها من عذاب ولا تحرك ساكنا وقد رأينا كيف انتفضت النقابات المهنية عندما “خمشها”

قانون الضريبة الذي ذهب بحكومة هاني الملقي وكيف تم حقنها بمخدر افاقت منه على قانون اشد

قسوة ولا زالت النيران تشتعل .

شاهدنا تظلم احد النواب السابقين ومطالبته بضمان اجتماعي يليق بمقامه العالي كما يعتقد واتحفنا

نائب اخر بانه “ينقط العريس” 50 دينارا وكأن الشعب الاردني معني بحياتهم الاجتماعية التي

ارتفعت بفعل الورم الاجتماعي الزائف والمدفوع الثمن واصبح ذلك حقا مكتسبا له .

ادرك النواب ان الاغلال التي ارسلوها الى اعناق الفقراء عادت لتطوق اعناقهم بقوة القوانين التي

وقعوا عليها باوامر ورد للجميل لكنهم لم يتوقعو ان ينقلب السحر على الساحر وان يحل بهم ما حل

ببنت الاجاويد براقش.

حال المجلس كحال ذلك الرجل الطاعن في السن والذي ان سئل عن حاله يقول “شيخ كبير مفتون

اصابته دعوة سعد” و سعد هوسعد بن ابي وقاص الذي عزله عمر بن الخطاب بسبب شكوى اهل

الكوفة بانه لا يحسن الصلاة بهم فقال سعد “كنت اصلي بهم صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد

شهد الناس بذلك الا رجلا اسمه اسامة بن قتاده فقال “اما اذ نشدتنا فان سعدا كان لا يسير بالسرية

ولا يقيم بالسوية ولا يعدل في القضية فقال سعد اما والله لادعون عليه بثلاث: اللهم ان كان عبدك هذا

كاذبا فاطل عمره واطل فقره وعرضه للفتن ولقد مد الله في عمر الرجل حتى سقط حاجبيه من الكبر

وكان يغمز الجواري في الطرقات فاصابته دعوة سعد . ( اتقوا دعوة المظلوم فليس بينها وبين الله

حجاب) .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى