شوال أبو خط أحمر / رائد عبدالرحمن حجازي

شوال أبو خط أحمر

في المضافة تنحنح ثلجي أثناء التعليلة ثم قال : أذكروا الله يا جماعة فيرد عليه الرجال بقولهم لا إله إلا الله وشو القصة يا ثلجي خير وشو بي ؟ فيجيبهم قائلاً : يا جماعة ربنا قال حبة القمح بتتطلع سبع سنابل وكل سنبلة بتطلع ميت حبة يعني حبة القمح بتعطي سبعميت حبة.

فيسأله المختار مثقال مستهجناً : ثلجي أنت جاي تعطينا درس من دروس شيخ الكُتاب وشو الحتشاية !
فيرد ثلجي قائلاً : لا والله يا مختار , بس هاظ الغظيب اللي أتضمن وطاياتي السنة لعنة الله عليه طلع حرامي وملعون والدين

يستغرب المختار من كلام ثلجي ويسأله مرة أُخرى : يا زلمة انت قصدك عن (الجرادة) ما غيره , فيجيبه ثلجي :أه الجرادة ما غيره ريته بالفنى اللي يفنيه إن شاء الله , وهنا يتدخل فريوان (ابو العُرّيف) قائلاً : ما حتشينالك من الأول ما بدك هالبُرة ما رديتش علينا ورحت ركاظ ولهّمت حالك اله.

مقالات ذات صلة

“الجرادة : هو لبق لشخص منبوذ من أهل القرية ومشهور بالنصب والإحتيال”

يتململ ثلجي ويطوف بنظره على الحاضرين وفي عيونه نظرات كلها ندم . ويقول مدافعاً عن نفسه : مهو يا جماعة انتوا بتعرفوا أنه وطاياتي على قد الحال وأجاني هالغظيب الله لا يوفقه وظحك عليّ وحتشالي بشد وطاياتك على الخُمس وإنتوا بتدروا المرابعية بوخظوا الربع , وبيني وبينكوا هالغظيب سوالي البحر مقاثي .

هنا يسأل مثقال ثلجي ويقول : طيب شو اللي صار بينك وبينه ؟ فيجيبه ثلجي : هاظ يا طويل العمر يومنه أتفقنا على شد الوطايات أني وياه حتشى لي انه حصتي من القمح راح تكون بعون الله تقريباً ثلاثين شوال أبو خط أحمر وإن صار الموسم غلال بصيرن خمسين شوال إذا مش أكثر , وأخظ مني شوال قمح أبو خط أحمر قال هاظ للبذار , وامسات يومني رحت اتحاسب أني وياه ولا هو بحتشي لي الوطايات ما جابنش غير شوال واحد أبو خط أحمر لأنه القمحات ما صيرنش عمنهن صدن . وهنا يقاطعه زيدان ويخبره قائلاً : يا خوي يا ثلجي على رقبتي وطاياتك صيّرن قمح أحسن من قمحات كل أهل القرية وأني شايفهن بعيوني اللي بده يوكلهن الدود , بس الحق عليك ما كلفتش خاطرك وطليّت عليهن طول الموسم وارتشنت على هالجرادة .

ضحك مثقال وقال : يعني حريق الحُرسي أكلك من الحنتش للحنتش فيجيبه ثلجي : ومش بس هيتش قال بده يقسم الشوال بيني وبينه مشان يوخظ الخُمس تبعه , هنا ضحك الجميع ولوموا ثلجي كونهم حذروه مسبقاً من هذا النصاب .

مثقال لم يكتفي بما قاله ثلجي بل أخذ الموضوع على محمل الجد وطمئن ثلجي وقال له : غد بسري سروة أني وأتشمن زلمة وبفتش داره شبر شبر لهلغظيب وبعون الله راح تكون مبسوط وراظي بس ثاني مرة لا تبقى تسلمه لحيتك فاهم .

ربما كان درساً قاسياً لثلجي كونه لم يستمع لنصيحة الرجال إلا انه إتعظ مما حصل , وبنفس الوقت كان تصرف المختار والرجال ينم عن الشهامة وإحقاك الحق . لكن يا تُرى ما بالكم اليوم وأسراب الجراد تصول وتجول في حقولنا وبدلاً من المكافحة فإنها تتلقى المكافأة .

رائد عبدالرحمن حجازي
13119008_610098589165637_8101585404986660277_n

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى