ما بين شبح الکورونا وأزمة المعکرونة

ما بين شبح الکورونا وأزمة المعکرونة
شبلي العجارمة

عطسة الکون أو رشحة ووهان أو الفايروس الأسطورة أو متلازمة الشرق الأوسط التنفسية ,سمها ما شٸت ,فنحن شعب البرکة ومواطنوا التساهيل علی الله وسکان النوايا الحسنة , بدليل أننا حسب تصريحات أحد رٶوساء الحکومات العتاولية منذ أکثر من ربع قرن واقتصادنا في غرفة الإنعاش وتحت رحمة أجهزة التنفس الاقتصادي الصناعي وصعقات الکهرباء لإبقاء ما تبقی من نبض الولاء والانتماء في قلب الشعب علی قيد الحياة,وصفات سحرية واقتراحات وحقن في وريد الأحلام الضاٸعة ولا زلنا علی رأي المثل ظل شعب ولا ظل حيطة أو الريحة ولا العدم .
سجل الصراع البارد بين الشعب والحکومات المتعاقبة خالي من دسم الثقة ,ملفات ساخنة وفاترة ومثلجة لم تفلح الحکومات بحلها أو جزء منها بل داٸما ما تکون الحکومة ذاتها جزء من الثقة ,والعلة في ذلك أن المراسل في أحد المٶسسات إذا ضبط بحوزته ماعون ورق أبيض أو علاقة شاي أو طبخة قهوة أو کيس معکرونة منتهي الصلاحية يتم زجه في الجويدة وتزويد وساٸل الإعلام بعنوان للصيد الثمين وخبر يستحوذ علی الشريط الإخباري حتی يسبب الصداع بمسمی تحويل موظف بتهمة الفساد والاختلاس .
القبض علی حوت کبير وکل أصابع الشعب والإعلام النقي الحقيقي تشير لفساده الذي صار معلما وطنا يحتاج إلی سيناريو خاص مضبوط وعبارات منمقة مسبوقة بتحذيرات کل من يقوم بنشر إشاعات وأخبار من شأنها إرباك المشهد الوطني سيتم ملاحقته قانونيا بتهمة الخيانة الوطنية .
وزير الصحة يصرح بعدم مقدرته ضمن صلاحياته بإخضاع ساٸحة من دولة أوروبية هي الأعلی في نسبة الإصابة بفايروس کورونا بتوقيعها علی تعهد بتحملها مسٶوليتها الصحية الشخصية في حال تم اكتشاف حملها للفايروس وإصابتها ,وزير الإعلام يقوم بعمل سنفرة سياسية للتغطية علی إخفاق وزير الصحة باختيار مکان خلاب للتصوير في حديقة رٸاسة الوزراء لعقد مٶتمر صحفي ۭمتواضع من باب البروتوکول وسد الذراٸع والحنك بتصريحات إنشاٸية لا مکان لها علی أرض الواقع وينتهي الأمر ,مواطنون في ووهان استغاثوا أکثر من أسبوع تحت رحمة القرار السياسي الطاریء لابتعاث طاٸرة وجلبهم ,تصريحات وزير الصحة بارتفاع تکلفة الحجر الصحي والرقم الفلکي الذي يکلف الدولة المريض الواحد ,قارمة متواضعة علی إحدی واجهات المستشفيات لا تتعدی متر في متر موسومة بعبارة قسم الحجر الصحي لأخذ صورة وتوزيعها علی وساٸل الإعلام ,مصاب تم إجراء فحص له أربع مرات وفي الخامسة تم اتخاذ قرار إصابته والحجر عليه واستعراض زيارة ميدانية لوزراء الصحة والإعلام والصناعة والتجارة في المول الذي کان المصاب موظفاً به لأعادة الروح الشراٸية لهذا المول العاٸد لأحد الحيتان,صيدليات کشفت وجه القبح والحس اللاوطني برفع أسعار الکمام العادي لرقم فلکي وبيعه في السوق السوداء مسجلةً هذه المهنة الشريفة أوطی درجات الحس الوطني ووزير الصحة يطلب من الشعب تشکيل دوريات استخبارية للإبلاغ عن أي استغلال,ولا نغفل عن عبوات المعقمات التي بات الشعب يصطف علی الدور لتحصيلها بسعر مرتفع وبطابور کطابور الخبز في أزمات الثلج .
عمان غارقة في الزحام بسبب القرارات العشواٸية غير المدروسة من أجل الباص البطيء وما زحام تاج مول من ذلك ببعيد وسقوط الجسر الذي لم يعمر أکثر من ليلةٍ وضحاها والدليل الشاهد الحي تأخير دوام الجامعات بالذات في مواعيد المحاضرات الصباحية الباکرة .وکأن البلاد بکل حذافيرها تدفع ضريبة أخطاء النخب الخاٸبة .
لم أٛكتب من أجل استعراض عضلات السرد والفصحنة أو إقلاق حس المواطن غير المرتاح أصلاً والذي لا يثق بکل تصريحات الحکومة التي ما زالت تمارس سياسة الحماسة والفزعة والفوضی غير الخلاقة ,لم نستفد من ربع درس واحد أو موقف أخفقنا به برغم إخفاقاتنا الکثيرة بالتعاطي الأقل من متواضع مع هکذا أزمات تمس مستقبل وحياة شعب وأمن وطني صحي مهدد بظهور شبح کورونا لا قدر الله علی کل مفاصل الوطن .
الحکومة التي لم تعجز عن إدارة ملف کيس المعکرونة المسروق بسبب حاجة موظف مسخم غلبان وکلف هذا الملف خزينِة الدولة ما يشتري مصنع معکرونة بحاله بينما لم تحاول الحکومة هز وسطها من سکونها الممل وسکوتها المخيف من أٛجل فايروس کورونا المرعب.
لغاية ما قبل کورونا قبلنا العيش علی نظام الهايبرد والبرکة وتحملنا حياة التساهيل والغدو خماصاً کما الطير وربما عدنا بطاناً أو بلا بطاناً رضينا لکن اليوم خذوا معکرونتکوا ومسامحينکم بکورونتنا .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى