ما الحل ؟ / وصفي الدعجة

ما الحل ؟

المسؤول في الأردن يريد ان يفعل كل شيء ،وان يقول كل شيء وان يحصل على كل شيء ولا يريد اعتراضا أو نقدا من اي احد رغم أن كل أفعاله جرائم وكل اقواله جرائم، ولو تمت محاسبته عليها لبقي في السجن لسنوات عديدة قد تتعدى مئة سنة أو أكثر ..فما الحل لهذه المسؤول ولهذه الظاهرة التي عملت على تدهور الأوضاع السياسية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية ؟!؟

قبل الاجابة عن هذا السؤال العريض يجب أن يعرف المسؤول في الاردن أنه ليس إله أو صنم لا يمكن محاسبته، فالله سبحانه وتعالى وحده المنزه عن الحساب كما تعرفون لأنه بالحقيقة لا شأن له بما نفعل بالحياة الدنيا ، فلم يجبرنا الله تعالى على ارتكاب أي فعل سواء بالشر أو الخير ولكنه بنفس الوقت خير الحاكمين والحافظين لنا .

وانطلاقا من أن الدولة بكل مؤسساتها لنا جميعاً متشاركين فيها بكل شيء سواء بالسراء اوالضراء كما ينص الدستور الاردني بمواده على ذلك ، فمن حق الأغلبية الصامتة والمسحقوقة من أبناء الطبقتين الدنيا والمتوسطة أن يأخذوا حقهم بالسلطة كما اخذها اولاد الذوات من العائلات المعروفة للجميع …!!؟!؟ فليس من العدل في شيء أن تأخذ بعض العائلات المحددة كل شيء … وباقي الشعب والأغلبية الصامته مصيرها السجون والمعتقلات والقتل والتعذيب أن اعترضت على فلسفة نظام الحكم القائم والذي ليس فيه اي ذرة من العدالة والمساواة الاجتماعية كما هو معروف للجميع.

على كل المسؤولين في الاردن كبيرهم وصغيرهم أن يعرفوا شيء واحد وهو أن الشعب الاردني يرفض وجودكم ويرفض اشكالكم ويرفض بقائكم على كراسي السلطة ويرفض اقوالكم ويرفض مصالحكم الشخصية ويرفض أن يحترم امثالكم .. فلماذا لا تخجلون؟ او تستحون من أنفسكم ؟ وتستقيلون لوحدكم قبل أن يقيلكم الشعب ويحولكم إلى محاكم الديمقراطية الأردنية الجديدة؟

فالشعب يغلي كالبركان أو أكثر وقد وصلت درجات الغليان الشعبي إلى درجات حرارة قياسية لا سابق لها على الإطلاق ،فالاغلبية الصامته من الشعب بهذه اللحظات الحرجة تموج كما يموج البحر وتود الانقضاض كالنار والحمم وهي تصرخ كالوحش الكاسر الذي فكت قيوده للتو..من اجل تحقيق العدالة والمساواة المنصوص عليها بالدستور والقانون رغما عن أنف الكبير قبل الصغير.

الشعب الاردني أصبح ديمقراطيا بالفطرة ولم يعد يكترث بكل أشكال وانواع الاحكام العرفية فالسلطة للشعب كما ينص الدستور على ذلك …وقد انتفض عدة مرات تعبيرا عن رفضه لكل أشكال الوصاية العرفية عليه .

ولهذا فأنني انصح كل المسؤولين في الاردن من كبيرهم إلى صغيرهم بالابتعاد عن المشهد الاردني بهذه الايام العصيبة والهروب إلى الخارج قبل لحظة الانفجار المأساوية إن بقيت الأحوال في البلاد على ما هي عليه من فقر وبطالة وفساد عم البر والبحر وهذه هي النصيحة التي أقدمها لهم قبل فوات الأوان.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى