ما اضرب من هيلاري إلا دونالد / طارق النجادات

ما اضرب من هيلاري إلا دونالد
في كل مرة وعند إقتراب موعد الإنتخابات الرئاسية الامريكية، تضج قنواتنا العربية بالبرامج والمذيعين والضيوف والمحللين والناشطين، وتدور الفكرة ذهابا ومجيئاً على نفس واحد متكرر دون تبدل أو تغير، ما أثر وصول المرشحة هيلاري وانعكاسه على الشرق الاوسط، وماهي حظوظ المرشح دونالد في الوصول إلى البيت الابيض وهل وصول المرشحة هيلاري سيحلحل القضية الفلسطينية ويساعد على إيجاد حل لها وهل مواقف دونالد المؤيدة للكيان الصهيوني ستؤدي بنا إلى نفق مظلم، وتقضي هذه القنوات الشهور والاسابيع السابقة والاحقة للإنتخابات على هذا السيناريو الممل والمتكرر.
نحن هنا في الشرق الاوسط خارج بقعة الضوء، خارج نطاق التغطية وخارج مراكز إتخاذ القرار او التأثير به، نحن هنا اقصى امانينا هو أن نحلل ونقضي الايام بالتوقع والتخمين، على الرغم من علمنا المسبق بأن السياسة الخارجية لامريكا في الشرق الاوسط لا تتغير أو تتبدل بتغير الدمية التي تسمى رئيس، فالسياسة الخارجية ترسم عن طريق الكونغرس و الحزب الحاكم وما الرئيس سوا صورة كاريكاتورية تعكس ماتم أتخاذه في هذه المواقع من قرارات، ولسوء حظنا بأن اللوبي الصهيوني يسيطر على الحزبين الرئيسين والكونغرس والإعلام والإقتصاد و القيادة العسكرية في امريكا، وعليه فأن جميع البرامج والتحليلات والتوقعات هي من باب للزوم مالا يلزم، فالقرارات معدة مسبقاً والرئيس ماهو الإ كومبارس قد تم تلقين دوره في كواليس المسرح.
دعونا لا نذهب بعيداً عن بلاد ماوراء المحيطات، فقد تم تعيين رئيس امريكي لمجلس وزراء الاردن ” هاني الملقي”، مهندس إتفاقية وادي عربة التي كانت وما تزال تلقى معارضة شعبية واسعة، الرئيس البرغماتي الامريكي الجديد ومن سماته الرئيسية أنه لايبحث عن قاعدة شعبية أو نظام متوافق إلى حد ما مع الشعب، فهو يفعل ما يريد بناء على المصلحة وبعيداً عن اي رضاء شعبي، بل قد يكون مسروراً بأن يسبح عكس التيار الشعبي، وأن يتخطى اي تحدي أو يقوم بأصلاح اي خلل من خلال الحلقة الاضعف ” المواطن الاردني” ، وما العقبة عنا ببعيد حيث بدأ منصبه كرئيس لسلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة بتخفيض رواتب الموظفين، وقطع ارزاق الباعة المتجولين دون إيجاد حل عملي يمكنهم من كسب عيشهم بطريقة ادمية، واتباع الحل الامني في مواجهة اي إعتراض او إعتصام سلمي، إيجاد طرق جديدة للجباية من جيب المواطن، عدم إجراء اي اصلاحات حقيقية في القمة تساعد على ضبط النفقات وترشيدها، والقائمة تطول.
علينا اليوم أن نشعر ببعض السعادة بأن الرئيس الامريكي الجديد مؤقت بأربع اشهر عجاف نتمنى أن لا تمدد، وإلى بعض المتشائمين بأن دولته سيحصل على راتب تقاعد رئيس وزراء، اقول لهم انها اخف الضررين يا اخي، أن تتحمل ميزانيتنا المتهالكة راتب تقاعد دولة رئيس خير لنا من أية خوازيق قادمة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى