ما احوجنا للتحلّي بأخلاق #رسول_الله في يوم ذكراه !

ما احوجنا للتحلّي بأخلاق #رسول_الله في يوم ذكراه !
نورس قطيش

ببساطة؛ جلّ ما نعانيه اليوم هو انحدار أخلاقي في الحياة، الناس حانقة على بعضها، فترى الأخ يصدّ بوجهه عن أخيه، والابن يعقّ أبيه، والبنت لم تعدّ أمّاً كما كانت !

يا رسول الله ما احوجنا اليوم لإعادة بناء الأخلاق، فما بُعثت لأجله وأتممته نفقد أساسه ويقتضي إعادة بنائِه.

نعلم تماماً بأنّك تركت لنا سنّتك بعد قرآن الله، وللأثنين الأثر العظيم إن غرسناهما فينا، لكن من يفعل ! فالقوم يختبئون إذ أمطرت ويحرثون الأرض إذ أنبتت !

سيّدي رسول الله: إن الأفهام قاصرة والعقول متحجّرة والأخلاق بالية والألسن أعجميّة، فالأعراب صارت مستعربة والإسلام جعلوه مذئبة !

لم نعد كما نسمع، فالعبادات أضحت كالعادات؛ لم تؤثّر فينا، ونترك الدين عقب كلّ صلاة أجمعينا، وأخشى أن يأتي أقوام بعدنا من لدنّا يكررون الحركات بجسد دون روح !

جاء من بعدك أيّها الرسول شيوخ ككهنة المعبد، كأنّهم وكلاء الله على الأرض، يقيمون على المغفرة والعقاب كالحارس المرابط على حدّ الباب، يحاربون باسم الدين وهو منهم براء، حتماً لا يقبلون التوجّه نحو الله إلا بحدّ السيف للتمكّن من كرسي الجاه.

النفاق استشرى فينا والكذب، وترى الرجال اتباع للميامس والنساء استرجلن كأم لهب. لم يعنينا الدين ولا الوحدانيّة للربّ في عصر الجاه والذهب، الخائن صار يحرس مال الأمة والأمين يعيش ذليلاً مهان، وعلى الإمعة الحال ليس ببعيد؛ أصبح يقود الناس وهم يهزّون له الرأس والأذناب !

يا رسول الله: نحن الآن في زمن الرويبضات التي تتحدث في أمور العامّة، وأخلاقنا في الوحل غارقة، إننا نقبض على الجمر ما استطعنا لنستفدئ منه في عصر مظلم، جداً بارد.

فالأخلاق معطف دافئ، وما بُعثت له يا نبينا جمر متلألأ نتزيّنه بدفئ هانئ.

دُمت يا نبيّ في قلوبنا ما حيينا، وجمعنا بك في جنّات النعيمَ.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى