إن شرّقت مشمش وإن غرّبت تفاح
الصبية كالعادة اجتمعوا في مقرهم الدائم وهي ساحة البيدر وراح كل منهم يطرح مخططه لقضاء ذلك اليوم . أنور الأهتر كان أول المتحدثين فقال : تو لأيتوا نلوح نطت عالبتاتين (شو رأيكوا نروح نطش عالبساتين), أما مرعي البُعط كان له رأي أخر فقال : أني بقول نروح جهة السهل ونتصيد حباري ليجيبه محسن على الفور بقوله : أي هسع هو وقت الحباري خوف الله لو بتظلك ثثتيام بلياليهن ما بتصيد ولا وحدة.
في النهاية كان إقتراح أنور الأهتر هو المناسب وخصوصاً أن البساتين مع أن غالبيتها اشجار زيتون إلا أنها لا تخلو من بعض الأشجار المثمرة مثل المشمش والتفاح وغيرهما . وصل الجمع لمنطقة العمليات وهنا إقترح أنور بأن يذهبو للبستان الغربي والعائد لشتيوي السطلية . طبعاً أنور يوجد بينه وبين شتيوي ثار قديم من زمن زفة محمد إبن وصفي أبو الجاج (الزفة : كتاب شذرات من التراث ) لذلك حاول إقناع رِفاقه بالذهاب لبستان شتيوي حيث قال : هتع بتلادو التدرة متنتلة بالتفاح (هسع بتلاقوا الشجرة مشنشلة بالتفاح) لكن مرعي البُعط كان له رأي اخر مرة أخرى فقال : لا وشو رأيكوا نروح لمشرّق على بستان مفظي المقحمش هسع بنلاقي المشمشة حاملة من عيونها . طبعاً مرعي أراد أن يضرب عصفورين بحجر واحد فالعصفور الأول أنه يفضل المشمش على التفاح والعصفور الثاني لينتقم من مفضي الذي أشبعه ضرباً حينما القى القبض عليه متلبساً أثناء سرقته للبيض من خم الدجاج. وبعد التشاور والتداول قرروا أن يدخلوا بستان السطلية ليأكلوا حاجتهم من التفاح ومن ثم ينتقلوا لبستان المقحمش ليتموا الأمر مع المشمش .
قد يكون المثل القائل ” إن شرّقت مشمش وإن غرّبت تفاح ” إنطبق على ما حدث مع الصبية وخصوصاً أن دخولهم للبساتين وقطف بعض الثمار ليأكلوا منها قد لا ترتقي لجريمة السرقة , كذلك فالإنسان يؤجر رغماً عن أنفه وهذا ما حدث لمفضي وشتيوي .
بالمقابل نتيجةً لما نُشاهده ونعيشه من تفنن في فرض الضرائب من قِبل الحكومات الأفلة أو الحكومات القادمة أصبحنا نغرق في بحر من الضرائب , والأدهى من هذا وذاك أنك تجد ضرائب لا تفسير لها حتى عند خبراء الإقتصاد أنفسهم .
ففي العُرف الإقتصادي والمالي (النظام الضريبي) : هو تحصيل الأموال من قِبل الدولة لتستطيع أن تقوم بالإنفاق العام مع مراعاة تأمين حياة كريمة لمواطنيها. والباقي عندكوا .
يعني بصير نقول عن الحكومات المثل الاتي :-
” إن روّحت ظرايب وإن أجت ظرايب ”
رائد عبدالرحمن حجازي
