ماذا حدث بالقاهرة سنة 88…الجزء العاشر

ماذا حدث بالقاهرة سنة 88…الجزء العاشر

بقلم فراس الور

نظر احمد عبدالسلام الى التقرير الأمني بين يديه بصدمة كبيرة، فبعد ان طلب تقارير كاملة لنشاط صفوت الجندي داخل #مصر تبين له انه يزاول نشاطه المهني بصورة طبيعية جدا، فكانت شركاته تدفع ضرائبها للدولة بصورة منتظمة و تعاملاته قانونية جدا، فليس من امر مريب على ما يفعله داخل مصر إطلاقا، حتى كانت سمعة منتجاته ممتازة لدرجة ان حركة منتجاته كان عليها طلب كبير جدا في #الأسواق، نظر الى #مستشفى_العباسية امامه و امعن النظر بحركة المراجعين الذين يدخلون و يخرجون منها، هنالك امر مريب لا تكشفه هذه التقرير المفصلة حتى عن حوالاته للبنوك بالخارج التي كانت بمئات الآلوف من الدولارات كل بضعة شهور…امر غير تجاري و لا تكشفه تقارير امنية و ارقام و بيانات، كان متأكد ان في خضم كل ما يحدث هنالك امر مريب و كان على يقين ان مراد مهران قد يكشفه له، و لكن كيف سيستجوب شخص مصدوم يخضع للعناية الطبية بمستشفى العباسية؟

خرج من العربية و سار الى داخل المستشفى، و ما ان دخل المستشفى حتى اوقف #ممرضا كان بالقرب من المدخل و سأله عن مراد مهران، ابتسم الممرض و ارشده الى مكتب الدكتورة شهيرة القصبجي، فقال له و هو يسير معه بين الطوابق “الدكتورة شهيرة هي التي تشرف على حالته، انشهر اسمه بيننا لأن هنالك شائعة قوية بين الممرضين بأنه يسكنه جن، و انت تعلم يا حضرة الضابط ان هذه القصص تنتشر بين الناس بسرعة كبيرة،”

مقالات ذات صلة

نظر احمد الى الممرض الشاب الذي بدا له و كأنه بالعشرينيات من العمر و اجابه “هل حالته سيئة؟ هل نستطيع استجوابه و التحدث اليه؟”

“بصراحة يا حضرة الضابط انت و حظك، أَجْلِبْ له الطعام من حين آخر و اساعده على الأكل، في بعض الأحيان يتكلم بصورة طبيعية، و في بعض الأحيان يبدأ بالصراخ بأن هنالك جن بجانبه، يدخل في نوبة خوف و هلع مريبة فنضطر الى اعطائه مهدئات،”

توقف الممرض امام مكتب و طرق الباب، قال له صوت تفضل، فتح الباب و دخلا فرحبت بهم الدكتورة شهيرة مبتسة “اهلا و سهلا،”

قال الممرض “حضرة الضابط يسأل عن حالة مراد مهران،”

خرج الممرض و صافحت شهيرة الضابط قائلة “تفضل بالجلوس،”

“شكرا يا دكتور، انا المقدم احمد عبدالسلام من امن الإسكندرية”

جلست بهدوء قائلة “و انا الدكتوره شهيرة القصبجي، تحت امرك،”

نظر احمد الى المكتب المتواضع و البسيط الذي تمتلكه الدكتورة، كانت جالسة خلف مكتب خشبي اسود بسيط عليه بعض من الأوارق و الملفات، و كان خلفه ثلاثة كراسي للضيوف من الجلد الأسود، كان هنالك بعض من الشهادات العلمية باللغة الإنجليزية معلقة على الحائط، كان المكتب نظيف و رائحته مليئة بالمعطر الوردي و كان مريحا للأبصار،

“في الحقيقة أردت معرفة تقيمكم لحالة المريض، بصراحة قد نحتاج الى استجوابه بقضية لدى مكاتبنا،”

اجابت الدكتور و الحيرة تملأ تعابير وجهها “هو مصاب بصدمة عصبية شديدة، و يحتاج الى راحة بعيدا عن اي ضغوطات، يهلوس بين الحين و الآخر عن جنية تظهر له، فتارة يكون عاقل جدا و يتكلم بمنطق سليم، و لكن فجأة يتملكه خوف شديد و يروي لي عن جنية تتجول حتى في غرفته، هو لا شك مصاب بمرض نفسي بالنسبة الي كدكتورة و يحتاج الى علاج طويل الأمد، و لكن هل لي ان أسألك؟”

“كلامك يجعل مهمتنا شبه صعبة، تفضلي،”

“ما هي القضية التي يُطْلَبْ لأجلها،”

“بصراحة نحتاج لإستجوابه عن قضية تتعلق بمشعوذ و نشاط مريب رصدته اجهزتنا الأمنية له،”

“مشعوذ؟! اعوذوا بالله من الشيطان الرجيم!”

“لا تخافي، فاجهزتنا ترصد تطورات القضية اولاً بأول”

“سارافقك الى غرفة المريض و سأكون موجودة في حال استجد امر عليه،”

خرجا من المكتب و صعدا الطوابق و الحيرة و الشك تتملك الضابط، فكان يشك بتشخيص الدكتورة و لكن لم يرد ان يخيفها، بأنه قد يكون هنالك جن يظهر له بالواقع، كان لا بد للحديث معه قبل ان يطلب من شهيرة اي امر آخر، وصلا الى غرفة المريض و دخلا اليه، كان نائما بالسرير مرتديا ثوب ابيض، نظر اليهما نظرة خوف ممزوجة مع تساؤل حال دخولهما فقالت له الدكتورة “لا تخف يا مراد، حضرة الضابط احمد عبدالسلام يريد ان يسألك بعض من الأسئلة،”

قال مراد “انا تحت امرك، و لكن صدقني انا لست بحاجة لمشفى، و لا اطيق ادوية المهدئات التي يعطوني اياها، اكره الحُقَنْ،”

قال احمد له مطمئنا “لا تخف فالدكتوره اكدت لي ان صحتك ممتازه، اريد فقط ان أسألك سؤالين و سننتهي…”

نظر الى الدكتورة فقال “أليس هنالك مهدئات تؤخذ بواسطة الفم،”

اجابت “حاضر حضرة الضابط،”

قال لمراد مطمئناً “حَلَلْتُ لك مشكلة الحقن، هل انت مسرور الآن؟”

ارتسمت على وجهه تعابير الراحة و قال “انا تحت امرك…”

“ماذا حدث معك منذ يومين و انت مسافر الى الساحل الشمالي، حاول التذكر جيدا…”

 “كنت مسافر بآمان الله على الطريق الزراعي الى الساحل الشمالي، و فجأة رأيتها في السيارة،”

سألت الدكتورة بشغف “من هي؟”

“إمرأة غاية بالجمال،”

سأل احمد”اوصفها لي بالضبط يا سيد مراد،”

“كانت جميلة جدا ذات عيون سوداء، كانت ترتدي ذهبً كثيرا، أمرتني كأنني عبد عندها، كانت تظن انها تركب عربة تجرها خيول، آرادت ان اقلها الى الساحل معي،”

فجأة حاول النهوض من مكانه قائلاً “يا حضرة الضابط انا خائف جدا!”

اشهر سلاحه و قال “أرأيت، انا مسلح و انا ضابط، لن يؤذيك احد إطلاقا، استرح بسريرك و أكمل فانا اصدق كل كلمة تقول،”

راقبت الدكتورة شهيرة بإهتمام بالغ تفاعل مراد مع احمد، ادلى بمعلومات حاولت كثيرا معرفتها منه و لكن لم يفصح الا بعموميات لها، اكمل مراد و قال “شعرتُ لوهلة و كأنها مجنونة فطلبت لها الشرطة، و لكن فجأة اطفأت نور العربية و في ثانية رأيتها تجلس بجانبي….كيف انتقلت الى جانبي من دون ان تفتح ابواب العربية…سأُجَنْ مِنْ الجِنْ…”

دخل مراد في نوبه خوف و صراخ قائلا “ارجوك يا احمد باشا لا تدعهم يؤذوني…ارجوك….”

امسكه احمد و حاول تهدئته بالسرير، قرأت شهيرة ملفه الطبي المعلق على السرير ثم ذهبت الى خارج الغرفة قائلة “انها موعد المهدء لذلك ثار…”

قال لها احمد “ارجوك يا دكتورة، لا تعطيه شيئ، اريده في هذه الحالة…”

عادت الدكتورة و القلق يملأ وجهها بينما اكمل و هو يجلس بجانب مراد على السرير “هل ترى اية جنيات هنا؟”

اجاب مراد “لا يا باشا…”

اجاب احمد “فلماذا انت خائف؟ هيا اهدء و ساضع حتى حراسة على غرفتك من الشرطة، فلن ادع احد يقترب من غرفتك،”

هدأ مراد اكثر من الأول و أكمل “خَرَجْتُ من العربية و انا اصرخ يا باشا من الخوف، كان الظلام يحيط بي و فجأة سمعت صوت عربات و حوافر خيل تملأ المكان؟ كانوا حولي من جميع الجوانب، كانوا على ما أظن عربتان تجرهما عدة خيول، ثم اظن اغمي علي، فجأة استيقظت و انا في سيارة الإسعاف،”

“مراد لا تخف من شيئ، سؤال آخير، هل لو بعثت لك رسام، هل تستطيع اعطاءه اوصاف المرأة التي ظهرت لك؟”

قال و الخوف يتملك كيانه “انها تظهر لي كل يوم، تقول لي انها لن تدعنا نخرج كنز الملكة من مكانه…لا تدعوها تؤذيني؟”

اخرج مراد رسمة مرسومة بقلم رصاص، كانت رسمة متقنة لسيدة لها ملامح فرعونية و ترتدي لباس فرعوني، اعطاها لمراد، نظر اليها مراد بإنباهر فكانت رسمة رسام ماهر،

“انت رسام ماهر يا مراد، أؤكد لك لن اتركك قبل ان اضع حراسة مشددة على ابوابك،”

قال مراد “انظر ايضا الى خلف الورقة،”

نظر احمد الى خلف الورقة، كان ملصق بها ورقة بردي قديمة جدا، كانت خارطة لشيئ مدفون في الرمال بوادي الملوك،”

قال احمد “ياه يا سيد مراد، من اين حصلت على هذه التحفه النادرة،” اكمل متفاجئا ًمن مضمونها “يبدو انها خريطة لشيئ مدفون بوادي الملوك ربما،”

اجاب مراد “هذه صورة للجنية التي ظهرت لي، و هذه ورقة البردي اكتشفها صفوت بيه بالصدفة اثناء تفقدنا لشحنة اتتنا عن طريق الخطأ من شركة نتعامل معها في ايطاليا، كانت ملفوفة داخل زجاجة عصير فارغة، اخذها صفوت بي و بعدها بيومين طلب مني ان احافظ عليها، و لكن منذ دخولي الى المشفى و هي معي و لم يطلبها مني، هل تعطيها لصفوت بيه؟”

“حاضر يا سيد مراد، انت نام و ارتاح قليلا،” فجأة نظر الى صورة في برواز لفارس يلبس لباس قديم يمتطي جواد، كانت على طاولة صغيرة بجانب السرير، كان الفارس يمسك بحربة و يغرسها في افعى كبيرة تحت الجواد، و كانت هنالك صورة لإمرأة في الخلفية، ابتسم و امسك الصورة و سأل مراد، “ما هذه الصورة الجميلة، هل رسمتها انت ايضا؟”

اجاب مراد “هذه رسمة القديس جاورجيوس، انه قديس مكرم عند اخوتنا المسيحيين، كان مؤمنا و اضطهده الوثن كثيرا، و لكنه كان فارس شجاع و مغوار لدى جيله، انا لم ارسمها فربما تخص نزيل سالف بالغرفة…”

ذهلت شهيرة من كلام مراد مع الضابط، و كأنه لا يعاني من اي تعب إطلاقا، لم تصدق كم وثق به مراد مهران،”

فجأة شعر بنسيم قوي بالغرفة، نظر من حوله فكانت النوافذ مغلقة، فجأة شعر بالصورة تهتز بيده، صرخت شهيرة قائلة “من اين اتى هذا النسيم ؟”

اشهر الضابط سلاحه بيده و قال لشهيرة :افتحي النافذة، بسرعة!”

فتحت شهيرة النافذة و نظرت الى الصورة التي كانت تهتز بيد احمد، فجأة اشتعل بالغرفة عامود نار كبير، صرخت شهيرة من الرعب “الصورة تسببت بأمر ما بالغرفة!!!” كَبُرَ عامود النار ليصبح طوله مترين، كان بعرض نصف متر، هاجت النيران و صرخ كائن بداخلها “ابعد هذه الصورة من الغرفة!”

نظر احمد الى النار برهبة كبيرة، امتدت يد من نار تجاهه و حاولت حرقه فأسرع و ابتعد عنها، نهض مراد من سريرة و جرى ناحية احمد، اخذ الصورة من احمد و اشهرها بوجه عامود النار، هاجت النيران اكثر و صرخ الكائن في داخلها “ابعدها عني!!!” رمى مراد الصورة الى داخل عامود النار فصرخ الكائن من شدة الألم، تراقص عامود النار و ارتفع عويل بالغرفة ارعب الحاضرون، توجه ناحية النافذة فاشتعلت النيران بستائر الغرفة، صرخ الكائن من شدة الألم و قال “نريد كنوز الملكة!!!! اعطني الخارطة يا هذا!!!”

فجأة شعرت شهيرة بشيئ يشدها نحو النار، صرخت من خوف و قالت “اتركني!!! ابتعد عني!!!” استسلمت لقبضة الكائن الحديدية و شعرت بجسمها يدنو من النار، صرخ احمد بوجه النار “اتركها يا عاهر الجان!!!” اطلق من مسدسه اربعة طلقات متتالية جعلت الكائن يصرخ بقوة، قذف الكائن شهيرة فوقعت على الأرض، بكت من الألم فهرع اليها احمد و ساعدها على الوقوف مرة ثانية، 

فجأة خرجت النار من النافذة و انطلقت نحو السماء ثم اختفت، هرب الحضور من الغرفة و طلبوا من هاتف الإستقبال بالطابق الحماية المدنية لإطفاء الحريق، ضغطت الدكتورة شهيرة على ازرار انذار الحريق فارتفع بالممرات جرس قوي سمع بكافة ارجاء المستشفى، سمع اصداء ناس تقول بالممرات “حريق!!! حريق!!!،”هرع الممرضين و الأطباء لإخلاء المستشفى من المرضى، خرج احمد و مراد و شهيرة من مخارج الطوارئ و هم بذهول تام من الذي حصل، وقفا على مقربة من المشفى بينما سمع بالخلفية اصوات سيارات الإطفاء، نظر احمد لشهيرة و قال لها “ما هذا الكائن الذي احرقته صورة القديس؟”

اجابت شهيرة و جسمها يرتعش من اللألم و الخوف “الحمدلله انه لم ينجح بأذيتنا، و لكن قدمي تؤلمني،”

قال مهران “كنت اقول لهم انهم معي بالغرفة و لكن لم يصدقني احد…”

خلعت شهيرة النعل من قدمها و الجورب النايلون التي كانت ترتديه، دلكت قدمها قليلا و قالت “انا اعرف مسؤلة كبيرة بوزارة الأثار، زارتني لتطمئن على مريض يخصها بالسابق، سنزورها بالمكتب اليوم بعد ان انتهي من ورديتي لنعلم منها اكثر عن هذه الخارطة، ما رأيكم؟”

قال احمد “ستفيدنا كثيرا، انا سأنتظرك بمكتبي بمديرية امن الإسكندرية، سلامتك يا دكتور،”

نظرت شهيرة الى احمد و قالت له “شكرا يا حضرة الضابط، انقذت حياتي، و لكن ماذا كان الجان يريد مني، كان يسحبني نحوه بقوة؟”

“أنا آسف و لكن ربما كان يريد اغتصابك او سبيك لديهم،” سالت دمعة من عيني احمد و اكمل “كان احدهم يريد اغتصاب زوجتي بالأمس،”

لهث لسان شهيرة من الصدمة، اخرجت محرمة من جيب ثوبها الأبيض و مسحت عيني احمد، اكمل بنبرة حزن عميقة “زوجتي بغيوبة بمستشفى عسكري، تركتها في رعاية اهلها و الأطباء و ها انا اسعى للقضاء على المشعوذ المسؤل عن كل هذا،”

ارتدت شهيرة نعلها من جديد و قالت لاحمد “حافظ على تماسكك، انت بحرب مع كائنات لها قوة خارقة، انا بجانبك الى ان تمسك بهذا المشعوذ القذر،”

نظر مراد الى الدكتورة و سأل “اتخلو سبيلي؟ انا يجب ان اعود الى عملي، زوجتي قلقة جدا علي،”

فجأة وصلت الحماية المدنية و ابتدأت عمليات اطفاء الحريق، كان حولهم عشرات المرضى و الأطباء و الممرضين فكانت الساحات المحيطة بالمسشفى مكتظة بالناس،

أمر احمد مراد مهران “مراد انت مرشد معنا منذ هذه اللحظة، قد يكون صفوت متورط بما يحصل،”

نظر الى الأرض بخيبة امل و قال “كنت اخاف من ان يكون الأمر كذلك، له افضال علي و على اسرتي يا باشا،”

وضع احمد يده على كتف مراد و قال “حينما يختار الإنسان ان ينحرف عن السلوك المستقيم يصبح مجرما بوجه العدالة، من واجبك كمواطن مصري ان تختار، اما ان تعمل لديه و ان اتضح تورطه بقضايا مريبة ستصبح متهم بعيون رجال الأمن، او اما تكون يد للشرطة و العدالة و ان تساعدنا،”

نظر مراد الى احمد و قال “حضرة الضابط، انا كاتم اسراره، لم يخبرني بشيئ، و لكن الذي لا افهمه هو انه لم يخبرني اي شيئ حينما اعاد ورقة البردي الي و طلب مني الإحتفاظ بها، قد يكون هذا دليل على انه يخطط لأمر ما، انا بخدمة العدالة،”

________________________

نطر الشيطان الى الشمس الحارقة من فوق في السماء الصافية، كان يقف على شط مليئ بالناس و الشاليهات الخاصة فقد سافر هو و جيشه من المسوخ لعشرات الكيلومترات طوال الليل الى ان بلغوا منطقة بالساحل الشمالي، غطى ظلام الليل عليهم كثيرا و هم يسافرون الى الساحل فلم يلاحظ احد وجودهم، فوصلوا اخيرا الى منطقة مليئة بالناس و هم يسبحون على الشط، كان العطش يملئهم من الداخل و رؤيت الناس و هم يسبحون على الشط ايقظ شهيتهم للدماء، فجأة توزع جيشهم بين الشاليهات و الناس فابتدأ الصراخ يعلو من حوله، اقترب من بائعة للفريسكا كانت تنادي بأعلى صوتها على البضاعة التي تبيعها، فنظر الى عربتها و هو لا يعلم ماذا تبيع، فجأة تنبهت له البائعة الشابة، كانت ترتدي جلباب و عمة على رأسها فسألته و الإبتسامة على وجهها “هل تريد الفريسكا؟”

نظر اليها بوجهه الشاحب و سأل “و هل تظنين ان هذه الأشياء تشبع عطشي؟”

نظرت الشابة الى عينيه فكانت تشع غضباً، كانت هنالك ألسن من نيران تشتعل بداخلها، ابتعدت عنه و قالت له “خذ ما تريد و ابتعد عني،”

كانت الشابة جميلة بالعشرينيات من العمر، كانت ذات شعر اسود طويل ملفوف تحت عمتها و كانت طويلة ذات بشرة بيضاء، قال لها الشيطان “دماء النساء البيض لذيذة جدا، اقترب منها و امسك بيدها، صرخت و حاولت الإبتعاد عنه فلم تستطع الإفلات من قبضته الحديدية، غرز انيابه الحادة بها فاشتد صراخها و هي تشعر بالدماء تخرج من جسمها، تنبه لها شاب منقذ كان على مقربة منها، نظر بخوف الى منظر الكائن ذو الرداء الأسود و هو يمتص الدماء من يدها، جرى اليها و حاول ضرب الكائن و ابعاده عنها فاخرج انيابه من لحم الفتاة و ضربه بيده على صدره فوقع على الأرض، ركعت الفتاة منهكة القوة على الارض فركع بجانبها و عرز انيابه برقبتها و اكمل عمله، صرخت الفتاة بشدة فوصل الألم بداخلها الى درجات لا تطاق، تحول صراخها الى عويل و سالت الدماء من رقبتها على جسدها بشدة، ضعف جسدها فجأة ثم نامت على الأرض من دون حياة، وقف الكائن و نظر الى المنقذ الذي كان يتألم راقدا على الأرض، سأل المنقذ الشيطان برهبة “من انت؟”

اجاب بنبرة غاضبة “ألم تسمع بشيطان يَمُصْ دماء البشر، هل تظن ان دراكولا وهم؟”

قام الرجل و هرب من امامه و هو يصرخ من الهلع و الخوف، صرخ قائلا “دراكولا هنا!!! اهربوا!!!” لفت انتباه بعد من المارة على الشط و لكن لم يفهموا ماذا كان يجري،  

كانت المسوخ تملأ الشاطئ على مقربة من فتاة الفريسكا، فهاجموا الناس بلا رحمة و شفقة و هم يسبحون بالبحر، اقترب مصاص للدماء مشوه الوجه و الجسد من رجل كان يعوم بالمياه مع فتاة شابة، كان نصف جمجمته ظاهرا من الأمام و كانت اجزاء من عظم جسده ظاهرة، فكان هيكل عظمي مغطى بقليل من اللحم المتعفن، عام بالبحر و اقترب من الرجل و الفتاة، فجأة ابتدأت الفتاة بالصراخ حينما رأته فظنت انه جثة تعوم على وجه المياه، نظر الرجل الى المسخ فأبعد الفتاة بعيدا عنه و حاول ابعاد المسخ بيديه، و لكن المسخ فتح فكه و غرزه برقبته، ابتدأ الرجل بالصراخ فتنبه له ناس على مقربة من الحادث، صرخ بعضهم و هموا بالخروج من الماء لدى رؤيتهم المسخ يتصارع مع الرجل، تحول لون المياه الى الأحمر و المسخ يمتص دماء الرجل بشراهة، شعر الرجل بضعف شديد بجسده فنزف من جسمه فجأة كمية دماء كبيرة، استسلم سريعا لتيارات المياه القوية و للمسخ الذي ابتدأ بسحبه الى الشاطئ، صرخ الناس الذين رأوا المذبحة و هربوا بعيدا و هم يراقبون المسخ يضع الرجل على الرمال و يكمل مص دمائه، صرخ الرجل من شدة الألم ثم اسلم الروح بسرعة، تحول صراخ الناس الى عويل و هم يجرون بين الشاليهات باتجاه مناطق آمنة اكثر،

تنبه جمع آخر من الناس كانوا على مقربة من ما كان يجري الى الصراخ الشديد، فهرعوا الى مكان الفوضى، صدم عشرات منهم و هم يرون المسخ يقف بجانب الجثة، فجأة سمعوا على مقربة منهم صرخات استغاثة من شاليه خاص كان بجانب الشط، نظر العشرات منهم فذعروا من منظر إمرأة تخرج منه و تصرخ بأعلى صوتها، كانت تجري ورائها إمرأة مشوهة الوجه و الجسد، كانت امعائها ظاهرة و عظم وجهها يظهر بالكامل من الامام، فجأة امسكتها من يدها و مزقتها من مكانها، صرخت المرأة متألمة و يدها تنزع من مكانها، امسكت مصاصة الدماء يد المرأة و رمتها بعيدا و وضعت فمها على الكتف مكان نزيف و ابتدأت بمص دمائها، تملك الجمع الرعب من المنظر و هربوا بعيدا عما يجري بينما احضر احدهم مسدس و حاول قتل مصاصة الدماء، اخترقتها الرصاصات من دون فائدة، فنظرت المصاصة الى الرجل و جرت نحوه غاضبه، حاول الرجل الهروب منها و لكنها امسكته و كسرت ساعده و مزقته من مكانه، حاولت المرأة التي قطعت يدها مصاصة الدماء الزحف نحو الشاليه و لكنها لم تستطع فمكثت سريعا مكانها من دون حراك وسط بقعة دماء كبيرة،

تحول شط الإسكندرية الى فوضى عارمة و المسوخ تهاجم الناس، فإنقض بمكان آخر اربعة مسوخ على مجموعة فتيات كن يسبحن بالبحر و ابتدأوا بغرز انيابهم الحادة في اجسادهن، تحولت مياه شط الإسكندرية الى الأحمر من كثرة نزف الدماء و ارتفعت صرخات النساء سريعا بالأجواء، حملت المسوخ الفتيات و هن يتألمن بشدة الى الشط و اكملت عملها الوحشي لترعب مجموعة من الناس كانت على مقربة منها تجلس على الشط الذي كان تابع لفندق من الفنادق، فهرب ضيوف الفندق من منظر سفك الدماء و منظر الامواج الحمراء و هي تخضب رمال الشاطئ،

نظر مدير امن الفندق طلعت فيومي الى منظر الفوضى التي انتشرت على الشط، عاين المسوخ و هم يمتصون دماء الفتيات التي كانت ترقد من دون حياة على الرمال، شعر برعب شديد من الذي كان يحصل فجرى بسرعة الى مكتب الإستقبال بين الناس الهاربة من الشط و اتصل بمديرية امن الإسكندرية،

______________________________

كان أحمد عبدالسلام يجلس على مكتبه يراجع بعض من الأوراق حينما رن جرس هاتف مكبته، فأجاب “ألو”

اجابه صوت مذعور على الخط “باشا!!! احضر قوة و تعال سريعا الى شط فندق حورية الإسكندرية!!!”

اجاب “ماذا هنالك يا فندم، من المتصل؟”

“انا مدير امن الفندق طلعت الفيومي، مصاصين دماء في كل مكان!!!”

في الظروف العادية كان سيغلق الخط فورا فكان سيظن ان المتصل يقوم بممازحته، و لكن بعد الذي حصل معه ما كان ليكذب خبرا، فأجاب صارخا “القوة ستكون عندكم خلال خمسة دقائق!!!”

___________________

دخلت العشرات من مصاصين الدماء الى فندق جنة الإسكندرية و انقضت على الناس بشراسة و وحشية، سُمِعَتْ اصوات تمزق اللحم بشتى انحاء البهو الكبير و ارتفعت اصوات صراخ الناس من الآلم و الرعب، جرى جمال عبدالعال مشرف الإسقبال الى المكاتب الخلفية و دخل مكتب مديره، اخذ سماعة الهاتف و اتصل بمديرية الإسكندرية فردت عليه مأمورة المقسم، صرخ على الهاتف “انجدوا فندق جنة الإسكندرية، مصاصين دماء في كل مكان!!! بسرعة ارجوكم!!!”

فجأة سقطت سماعة الهاتف من يده، سمع صوت مأمورة المقسم و هي تقول “ألو، سنرسل لكم قوة في الحال!!! ألو!!!”

نظر برعب كبير الى المسخ الذي دخل المكاتب ورائه، تجمدت الدماء في عروقه و هو يرى الجثة المتحلله تقترب منه، فاحت من حوله رائحة تعفن و هو يسير ببطئ نحوه، تساقطت دماء بشرية من فمه و من ساعديه، فجأة تنبه جمال الى ان يديه عبارة عن هياكل عظمية و كانت مناطق من عظم ساقيه ظاهرة من دون لحم، ارتجف جسده من الرعب من منظره فشعر بالإشمئزاز لدرجة كبيرة، امسك يديه فشعر بقوته الهائلة، حاول الأفلات منه صارخا “ابتعد عني!!!” سار الى الوراء الى ان ارتطم بجدار خلفه، اخذ سكين فتح الرسائل من على المكتب القريب منه و غرزه بصدره، تساقط لحم من على صدر المسخ من دون ان يتأثر، ظهرت اجزاء من عظام الفقص الصدري فكان من دون احشاء داخليه، فجأة شعر جمال بفكيه يطقطقان من الخوف، فأصابته نوبة رعب هائلة افقدته السيطرة على ذاته، امسك المسخ بساعده و غرز انيابه بها، شعر جمال بسكاكين تنغرز بلحمه فصرخ من الألم، صرخت مأمورة المقسم على الهاتف “ألو!!!! ماذا يحصل عندكم!!!!”

ازداد صراخ جمال و انياب مصاص الدماء تنغرز اكثر فأكثر بلحمه، شعر بدمائه تُسْحَبْ من جسده فسقط على الأرض، تشوشت معالم الغرفة قليلا بعينيه و شعر بدوار برأسه، رفعه المسخ عن الأرض و وضعه على المكتب و غرز انيابه مجددا برقبته، حاول ابعاده عنه فامسك بجمجمته و حاول دفعها بعيدا، تلطخت يديه باللحم المتعفن عليها فصرخ صرخة مدوية و لحم المسخ يتساقط من على يديه، اخيرا تركه المسخ و غادر الغرفة الى مكاتب آخرى، مكث جمال على المكتب يستمع الى الصراخ المتكرر من البهو، فجأة استجد صراخ من المكاتب بجانبه لسيدة فعلم ان المسخ يهاجم زملائه بالأقسام الآخرى، ضعف جسده كثيرا و ابتدأ يشعر بدوار شديد، علم انه فقد دماء كثيرة و بأنه سيفارق الحياة قريبا، فجأة سمع صوت تكسر اثاث بالمكاتب المجاورة، سكن صراخ السيدة بعد فترة فتيقن ان مصاص الدماء اجهز عليها، شعر بالنور ينطفئ بالغرفة ثم مكث من دون حراك،

_____________________________

استلم اللواء عمر الوالي اشارات استغاثة من مديرية امن الأسكندرية، فاخبره احمد عبدالسلام بكل ما يجري بفنادق و شواطئ الأسكندرية، فأرسل النداءات للوزير و طلب تدخل للجيش فورا، فكانت مسألة امن كبرى نظرا لأهمية الإسكندرية سياحيا لمصر، تواكبت الإتصالات من مكتب عمر الوالي و وزير الداخلية مع قيادات عليا بالجيش و ابتدات على فور قوات من الشرطة و صاعقة الجيش بالتحرك نحو شواطئ الإسكندرية، في خلال ربع ساعة من الزمن كانت مناطق الجيش تحيط بالكامل بشواطئ الإسكندرية، و ابتدأت سفن حربية بالإقتراب من الشواطئ التي تلونت بالأحمر من كثرة اراقت الدماء،

عامت خمسة مصاصين دماء في البحر و اقتربت من بارجة حربية تابعة للجيش المصري كانت تقترب من الشط، غرزت المسوخ اصابعها العظمية بحديد السفينة فاخترقته و تسلقت جوانبها و صعدت الى الأعلى، صعدت على متنها سريعا و وقفت امام مجموعة من الجند كانوا مرابطين على متنها، نظر الجند بخوف الى منظر المسوخ و هي تقترب منهم فلم يواجهوا عدوا بهذه البشاعة من قبل، كانت مزيج من هياكل عظمية و لحم يتعفن عليها فانتشرت على متن السفينة روائح كريهة جعلت الجند يبتعدون عنها، سقط جزءا من لحمها على ارض السفينة و مياه البحر تتساقط منها، فجأة اطلق احد الجند رشاشه بإتجاه مسخ فتراقص من شدة الرصاص و تمزقت اوصاله الى اربا صغيرة، سالت دماءا زرقاء منه، و لكن سرعان ما انتشرت الدماء حول الأشلاء و اجتمعت اوصاله من جديد و وقف المسخ مرة ثانية، انقضت المسوخ على الجند فابتدأوا اطلاق الرشاشات عليها بعنف شديد، تقطعت اوصالها سريعا من قوة الرصاص و لكن سرعان ما كانت تجتمع من جديد حال اراقة  دمائها، فجأة صرخ احد الجند استمروا بالمقاومة ريثما اعود!!!” صرخ زميل له و هو يفتح رشاشه من جديد على مسخ كاد ان يقترب منه “الى اين انت ذاهب؟!”

جرى حاتم السنوسي الى داخل مخزن كان به شتى انواع الأسلحة، اخذ انبوب قاذف للهب و عاد الى متن السفينة، اقترب من مسخ ليصرخ عليه زميله “انتبه!!! هذه المسوخ لا تموت!!!”

صرخ حاتم باعلى صوته “موتي يا كلاب!!!” ثم فتح سيلا من النار عليها، تراقص المسخ من ألسن النيران و من شدة الألم و ابتلعته كرة كبيرة من اللهب، ذاب من شدتها بثواني معدودة و اختفى عن الباخرة، هرع جنديان الى مخازن السفينة و احضرا قاذفات للهب و ابتدأوا باحراقها واحدة تلو الآخرة الى ان ذابت جميعها من على السفينة،   

نظر كابتن السفينة العميد ممدوح الحكيم الى البحر فكان مليئا بالمسوخ التي تسبح بإتجاههم، كانت لا تزال على مسافة منهم، كان بإستطاعته تركها الى حين وصولها الى السفينة لقتلها و لكن كان عددها كبير جدا فقد تكون الخطورة بكثرتها، فجأة خطرت له فكرة فأمر مساعديه بحزم “اطلقوا عشرين لغم بحري فورا بإتجاه المسوخ!!! يجب حرقها قبل وصولها الى البارجة،”

قال احد معاونيه “تحت امرك كابتن و لكن كثرة الألغام التي ستنفجر قد تهدد سلامة السفينة، السفينة قد لا تنجوا من الضرر!!!”

فقال أمرا “قلت لك اطلق الألغام ثم اتجه بعيدا بالسرعة القصوى عن مكانها، هذه مجازفة يجب ان نأخذها!!! هذه معركة حياة او موت مع هذه الكائنات المريبة!!! ان متنا سنكون شهداء واجب!!!” ضغط المعاون على ازرار بوحدة تحكم السفينة امامه فانطلقت الألغام من المدافع بإتجاه السماء ثم نزلت بسرعة الى اماكن قريبة من المسوخ بالبحر، ارتطمت بالبحر مسببة امواج عاتية على مسافة من السفينة، امر العميد “بسرعة اتجه شمالاً بعيدا عن الشط، هيا!!!”

فجأة شغل الطاقم محركات البارجة العملاقة، فَعًلوها الى سرعة كبيرة فتحركت البارجة بقوة نحو الشمال بعيدا، صرخ العميد “هيا السرعة القصوى!!!” انطلقت السفينة بسرعة كبيرة وصلت الى اربعين عقدة بالساعة، فنظر الكابتن الى معاونيه و صرخ أمراً زيدوا سرعتها الى السرعة القصوى!!!”

اجاب المعاون “السرعة القصوى ثلاث و ستون عقدة بالساعة!!! هل انت متأكد سيدي!!! على السفينة عتاد و اوزان ضخمة قد تكون عبئا على المحركات!!!”

صرخ الكابتن “نفذ ثم ناقش!!!”

انطلقت البارجة بسرعتها القصوى نحو الشمال فابتعدت رويدا رويدا عن مكان اللألغام، فجأة نظر الكابتن مع معاون من معاوينه الى البحر ورائهم فابتدأت الألغام بالإنفجار بصورة متتاليه، وصلت قوة الإنفجارات الى سطح الماء فهاجت الأمواج ورائها متسببة بتسونامي صغير على مقربة منها، هاج سطح المياه و الألغام تنفجر بقوة فوصلت بعض من امواج المياه الى اطراف السفينة، رَجًتْ البارجة من قوة المياة فتمسك الطاقم داخل غرفة القيادة جيدا بالكراسي المحيطة بهم ريثما هدأت امواج البحر، انخفضت سرعة البارجة الى ثلاثين عقدة بالساعة، خرج الطاقم كله الى متن السفينة و شاهدوا اشلاء المسوخ تطفو بلا حراك على وجه المياة، ابتدأ جزءا من الطاقم بضخ المياه من على متن السفينة الى البحر مرة آخرى، عاد العميد ممدوح الى غرفة القيادة و ابلغ قيادة الجيش بما حدث معهم، تكلم العميد مع اللواء عادل ادهم من قيادة الجيش و قال “سيدي هذه المسوخ لا تموت الى بالنار، هذا ما حدث معنا، و دمرنا عددا كبيرا منها بالالغام البحرية و هي بالمياه،”

اجاب اللواء عادل “سأبلغ القيادة العامة للجيش فورا، وحداتنا على وشك الإلتحام معها بالإسكندرية،”

“هل تستطيع تأخير امر الإلتحام!!! ستموت وحدات امننا بلا قاذفات سيدي!!! الا بقاذفات اللهب سيادة اللواء، لو شاهدت كيف اذابتها بثوان…”

تكلم اللواء على الهاتف مع زميل له بينما انتظر العميد اوامره من الجيش، عاد اللواء بعد دقيقة من الزمن و قال له “الحمدلله تكلمت معهم و اوقفت المعركة بالوقت المناسب، لو تأخرت سيادة اللواء دقيقة لبإتصالك ل  كانت وحداتنا دخلت الإسكندرية بالرصاص الحي، صدرت اوامر عليا بناءا على ما أبلغتموني بتسليح كافة السفن الحربية بقاذفات النيران و اللألغام البحرية، عودوا الى الميناء العسكري و تسلحوا بما يلزمكم من ألغام و قاذفات النيران، صدرت اوامر بدخول الصاعقة الى كافة ارجاء الإسكندرية و هي مسلحة بالقاذفات لحرق المسوخ جيمعها، قريبا ستبدأ معركة كبيرة بالإسكندرية حضرة العميد،”

“و المدنيين بالإسكندرية حضرة اللواء!!! ماذا سيحل بهم!!!”

قال و القلق ينتابه “سنحاول المحافظة عليهم قدر المستطاع، المسوخ تملأ شوارع الإسكندرية و احيائها!!!”

“هذه مدننا حضرة اللواء، اما نحن و اما المسوخ، و قررنا ان نحارب حتى يبقى جنسنا البشري على قيد الحياة!!!”

“شكرا حضرة العميد، آمركم بالإلتحام المباشر معها فورا!!!”

يتبع….  

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى