مؤشرات لإرتعاش اوروبي وتحالفات جديدة في العالم

مؤشرات لإرتعاش اوروبي وتحالفات جديدة في العالم
الدكتور كمال الزغول

دونالد ترامب الرئيس الحالي للولايات المتحدة الأمريكية يتخذ قرارات جريئة وذلك بسحب القوات الامريكية من افغانستان وسوريا في ظل خضوعة الى اجراءات عزل غير مسبوقة في الولايات المتحدة الامريكية، الرئيس الامريكي دونالد ترامب يشعر وبكل وضوح أن بعض الدول الأوروبية كفرنسا والمانيا يستغلون قوة امريكا العسكرية من أجل تحقيق مكاسب اقتصادية على الارض وبالوقت نفسه تخسر امريكا العدة والعتاد والجنود من اجل حماية الكرة الارضية بلا مقابل وهذه الفكرة يتبناها الحزب الحاكم الجمهوري في الولايات المتحدة الامريكية.
الرئيس الامريكي شن حربا استباقية اقتصادية على الصين، وهو مدرك تمام الادراك ان الصين لا تقبل فكرة حق الملكية الفكرية لأحد، وستقوم يوم ما بالتقدم صناعيا وعسكريا على الولايات المتحدة الامريكية إن استمرت في تهريب التكنولوجيا العسكرية من دول وسيطة اقتصاديا مع امريكا الشمالية امثال روسيا وبعض الدول الاوروبية، ترامب لم يكن تمجيده لاردوغان عبثاً بل لدحر التغوُُل الفرنسي في خيرات افريقيا وليبيا وللضغط على الدول الاوروبية لتخفيف تعاملاتها التجارية مع ايران، والتي بدورها تخصب كميات كبيرة من اليورانيوم في الفجوة التنافسية بين الصين وامريكا اقتصاديا من جهة،وفي الفجوة التوسعية بين روسيا وامريكا في الشرق الأوسط من جهة اخرى.
التلاسن الذي حدث بين الرئيس ماكرون والرئيس ترامب في لقائهم الأخير في لندن في صدد الحديث حول اعادة مقاتلي داعش من سوريا كان دليلا واضحاً على حجم الفجوة بينهما حول مسائل عدة ومسألة دعم الناتو وقصور الاتحاد الاوروبي في دفع مخصصات مناسبة كما تدفع الولايات المتحدة الامريكية حيث تدفع ما يقارب ٣،٥ % من معدل دخلها على نفقات الدفاع في الداخل وحول العالم وتدفع ٢٢% من ميزانية الناتو بينما الدول الاعضاء تماطل في دفع إلتزاماتها التي تبلغ ٢،٥% وهي دول فاعلة في الناتو مثل فرنسا والمانيا ، بالمقابل ما زالت اوروبا تستغل النفط الايراني ، هذه المسألة قاتلة بالنسبة للرئيس ترامب، فهو يرفض الاموال التي دفعها الرئيس السابق اوباما لإيران وهي ما يقارب ٤٠٠ مليون لتسيير الاتفاق النووي الايراني نحو المجهول، وهذه الاموال كانت قد دفعتها ايران لامريكا لاستلام معدات عسكرية في مطلع السبعينات حيث وصلت فوائد هذه الاموال ما يقارب ١،٣ مليار دولار لحد الآن، وعند توقيع الاتفاق النووي اصرّت ايران استردادها بالاضافة لضمانات الاتفاق، ترامب اعترض على دفع هذه الاموال من قبل الرئيس الامريكي السابق اوباما ولا يريد دفع فوائدها في المستقبل.
بغض النظر عن تصرفات الرئيس ترامب الكلامية والتويترية النارية الا انه حسب ما يرى معظم الامريكيين قد جلب وظائف وخفف من البطالة التي اوصلها الى ٣،٧% بينما كانت ٤،٧% في عهد الرئيس اوباما ، الفترة القادمة ان نجح ترامب سنشهد تراجع وتقهقر للدور الفرنسي المنفلت في العالم كما هي الصين في ظل خروج الحليف الأكبر وهي بريطانيا من الاتحاد الاوروبي مع فوز بوريس جونسون من جديد، والأيام حبلى بالمفاجآت فالإنسحابات من سوريا ومن افغانستان ومناقشات موازنة الناتو والانسحاب من الملف النووي الايراني هم بداية مرحلة سياسية قد تؤثر على سطوة فرنسا والصين والمانيا على تقاسم ثروات العالم وربما نشهد تحالفا احاديا بين بريطانيا وامريكا اقتصاديا لاحداث توازنا في الحرب الاقتصادية في العالم.
اذا هناك أفول فرنسي وخروج بريطاني متبوع بتحالف مع امريكا اقتصاديا ،وتقهقر صيني، وانعزال وتقوقع اقتصادي روسي، وارتعاش الماني بينما هناك تعامل ودي كندي امريكي شمالي ولاتيني حسب ما نصت عليه بديلة اتفاقية النافتا-اتفاقية التجارة الحرة في شمال الاطلسي التي اعدها الرئيس ترامب مؤخراً.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى