ليس للبطون الجائعة آذانٌ تسمع… على شفا “هبة شعبية” تُقيل الحكومة

ليس للبطون الجائعة آذانٌ تسمع… على شفا “هبة شعبية” تُقيل الحكومة
ديما الرجبي
بات جلياً بأن الحكومة الأردنية بدأت تتخبط بحثاً عن حلول إثر أزمة المعلمين التي أشعل فتيلها تعاطي الأمن مع اعتصامهم السلمي في الخامس من شهر سبتمبر المنصرف والذي أدى لمواجهة حادة مع النقابة تولد على أثرها إضراب معلمين مفتوح لغاية كتابة هذه السطور .
لم تشهد الأردن فوضى وتخبط في إدارة الأزمات كما الآن، ولم يكن التفاف المواطن المعني وغير المعني بالاضراب لافتاً كما يحدث اليوم، لتأتي نقابة المعلمين بمطالب نقابية مهنية حقوقية مشروعة بتحسين وضع المعلم المعيشي ضمن علاوة لا ترتفع عن حاجز ال 50% ، وربما رأى الشارع الأردني بعد أن استنفذ صبره على فساد مؤسسات وطنه ونهب قوت يومه بالجباية المعنونة ب ” الضرائب” لأجل الخزينة ، ربما رأى بهذه العلاوة بداية مطالبة مشروعة للشارع الأردني كافة .
تعاطي الحكومة لهذه اللحظة مع ملف ” التعليم/ الوطن” لا يرتقي بوصفه إلا بالضعيف والمُستفز لمشاعر الاردنيين الذين ما عرف عنهم إلا الصبر فهم ” الكاظمين الغيظ”.
ما زالت الحكومة تراهن على يأس المواطن في تحصيل حقوقه ، وتوجه أدواتها المستهلكة لتجييش الرأي العام ضد أصحاب الحقوق ، من خلال رفع وتيرة الغضب لدى اولياء الأمور وتوجيههم بتصادم مباشر مع المعلمين ، وبعض الأقلام المأجورة ، والأصوات النشاز ، والوجوه البالية ، وهو ما أصبح مكشوف ك ” صحن حلوى” تجمع عليه ذباب الأرض أمام المارة .
ولا يخفى على الحكومة الأردنية بأن مطالب المعلمين لم تعد هي الأزمة ، ولا النقابة ممثلة بشخوصها، بل تعي تماماً بأن هذه المطالبات وهذا الثبات فتح شهية المواطن ” المحروم” على حقه ، وأشعل حقيقة كان الشارع الأردني يتحدث بها ويحاول أن لا يصدقها الا وهي ، سحق الطبقة الفقيرة تماماً من الأردن ابتداءً من هدر الكرامة صعوداً للحق الدستوري في التعليم والصحة والسكن والوظيفة والأهم التعبير عن الرأي.
فيرى المواطن الأردني اليوم هذه الصورة بكل وضوح ، فقرر أن يتمسك بحق النقابة ليتمكن من أخذ حقه تباعاً ، ملفات كثيرة كُشفت في الآونة الأخيرة ، وتصريحات فضحت أصحابها ، وتوتر يعلوا جباه السادة الوزراء ، وغياب برلماني عن مؤازرة الشعب ، ووساطات باهتة ، ومهاترات اعلامية تسعى لأن تُقزم الحالة التي ما فتأت إلا أن كبرت .
قد يكون ثبات النقابة هو الدافع لطرد ” خيالات” الخوف بطلب الحقوق بسلمية وثبات من ،من نهب البلاد والعباد .
وقيل ” ليس للبطون الجائعة آذان تسمع” وهو لسان حال أبناء وطني اليوم ، ولأنهم القابضون على جمر هذا الوطن والساعون لتحقيق العدل والعدالة ، ولكي لا يهترىء النسيج الوطني وحتى لا يُعبث بالسلم الأهلي ، ولكي نحافظ على كرامة وطن أصبح لزاماً على حكومة ” النهضة” أن تنهض وتتنحى وتستقيل
فنحن على شفا هبة شعبية تقيل الحكومة .. أما آن الأوان لكِ أن ترحلي ؟!

والله المستعان

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى