لو انتهت الحرب اليوم

لو انتهت الحرب اليوم

جمال الدويري

…فإن ثمة مسلّمات بديهية منطقية, انجلى عنها غبار #المعارك, واتضحت معالمها, سترسم, بلا ريب, #خارطة #طريق الإقليم, وتؤثر بأحداث مستقبل المنطقة القادمة, كما لم تفعل غيرها من قبل.
وبتحليل موضوعي بسيط, لما جرى, فإن هذه المسلّمات ستتلخص في المحاور والقناعات التالية:
ــ أولا, #المقاومة الغزّية, تقلب معادلة #الصراع العربي الصهيوني, وتغيّر مفاهيم القوة والضعف, وتحقق انزياحا مؤثرا عميقا بين الإرادة والتصميم وقوة العزيمة, وبين العدة والعتاد وأكداس الحديد والتكنولوجيا المتقدمة, وتحسم المعركة لصالحها, وتهزم الجيش الذي لا يقهر, بل تمرغ كرامته العسكرية بوحل الهزيمة وذل الإنكسار, وانتهاء أسطورة التفوق العسكري الصهيوني.
ــ ثانيا, بعد خمسة عقود من غيابه, يثبت دولة الشهيد وصفي التل, ومشروعه للتحرير, القائم على (تثوير الداخل الفلسطيني), وإعداد جيوش الطوق, فكرا عسكريا عميقا وتكتيكا لا غبار عليه, أثبتت معركة غزة الأخيره جدواه ونجاعته.
ــ ثالثا, إنتهاء مستقبل النتن ياهو السياسي إلى مزبلة التاريخ, بل الى غياهب السجون وسوط القانون, بتهم الحرمنة والفساد, التي لطّخت مسيرته العنجهية.
ــ رابعا, إن الإنفصال الشاقولي بين #غزة ورام الله, وبين شرائح المجتمع الفلسطيني بانتماءاتها الحزبية والآيديولوجية, بل وذلك الخط الذي رسمه #الصهاينة بالأخضر بين الداخل وبقية فلسطين, ليس الا انفصاما واهما يعشعش في فكر المحتل الغاصب, أوهن من بيت العنكبوت, تبخر عند أزيز الصاروخ الأول المنطلق من غزة فزعة للقدس والشيخ جرّاح وباقي فلسطين, تماما مثلما اندثرت الخلافات العربية العربية وتلاشت, والتف مجمل الشعب العربي, وجدانيا على الأقل, حول المقاومة وفلسطين.
ــ خامسا, إن توقف الحرب بهذه النتيجة, لا يعني بالمطلق, العودة الى ما كان, وبالتأكيد لن تحتاج المقاومة في غزة, استجداء فتح المعابر ورفع الحصار والخنق البطيء, بل انهم سيكونون ندّا قويا على طاولة تقرير المصير والحل الشامل, الذي سيجبر الصهاينة على إعادة الحقوق والأرض لأصحابها, بعد أن (طخّهم الحنت), وذاقوا مرارة ورطوبة الملاجئ وعيش الرعب ومعادلته.
ــ سادسا, وقد ذاب الثلج وبان المرج, وقد سقطت ورقة توت عورة الجبناء والمطبعين والمتاجرين بالقضية والأوطان, فربما تهتز كراسي اعتقد أصحابها الثبات والديمومة الأبدية, بعد أن هزموا في شعوبهم عزيمتهم, واغتالوا بالتواقين للنضال وتحرير المغتصب من الأرض, جذوة الإرادة والانعتاق, بالترهيب من عدو ثبت, رغم حديده وعديده, أنه بالونا هوائيا منفوخا, (تفسّه) غزّة دبوس غزّية.
ــ سابعا, إن أعتى الترسانات الحربية وأحدثها وأقواها, لن تصمد أمام أصدق الإرادة وأعمق الإيمان بالله والنفس وبسمو الهدف.
وما النصر إلا من عند الله, وإنه على نصركم لقدير.
ورحم الله شهداء الأمة

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى