لورنس وخنجره..

مقال الاثنين 8-2-2016
لورنس وخنجره..
الحكاية طويلة..فقد ترك ضابط الارتباط العسكري المعروف بــ”لورنس العرب” ملابسه وخنجره عند امرأة انجليزية رسمت له صورة بهذه الملابس، وبقيت هذه الملابس في عهدة تلك المرأة محفوظة في خزانتها للذكرى الى ان توفيت هي الأخرى ،فوجد أبناء العجوز هذه الملابس بخزانة رحمة الوالدة فلم يدروا ماذا يصنعون بها فباعوها الى “دار كريستي للمزادات ” التي باعتها الأخيرة العام الماضي لمجهولين من جامعي التحف القديمة ، حيث لم يعرف مصير “الثوب والشبرية” الى اللحظة ان كانت قد غادرت بريطانيا أم لا…
وزير الثقافة البريطاني “إيد فيزي” حذر قبل أيام من خطر مغادرة ملابس لورانس وخنجره بريطانيا،وطالب بشرائهما من قبل المهتمين بالاثار البريطانيين بأي ثمن لتبقى في متاحف انجلترا ،حيث يعتبر وزير الثقافة البريطاني الخال لورنس..أنه (أحد أكثر الأشخاص تميزاً في القرن الـ20 وإن ملابسه وخنجره يعدان أيقونتين وجزءاً أساسياً لصورته. ومن المهم أن تظل هذه الأشياء في المملكة المتحدة).
على رسلك يا معالي الوزير…لم كل هذا الهلع على خنجر وسروال لورانس العرب؟؟..ولنفرض على أسوأ الأحوال أنها خرجت من بريطانيا…لقد بعثنا لك بدلا من “لورانس” المزيّف..أرتال من العرب الأصليين في المؤتمر الأخير المعقود لديكم…وأخال انهم تركوا خناجرهم وحناجرهم وملابسهم عندكم دون أن يظفروا بصورة “للذكرى” حتى…ما عليكم سوى ان تبنوا متاحف ،وتأتوا بمجسمات من البلاستيك لتكسوها بالألبسة “المشلوحة” والقضايا المنسية في خزانة راسمي السياسات في بلاد العرب.. لا تقلقوا مهما كانت النتيجة –يا معالي الوزير- فأي نقص في زوايا متاحفكم سنسدّه من ملابس وخناجر المؤتمرين في “جنيف” ايضاَ …المسافة قصيرة جدا “مقرط العصا” بين لندن وجنيف سيما في الأمور السياسية …سنوافيكم بخناجر النظام وملابسة..خناجر المعارضة وملابسها..خناجر الفصائل وملابسها…خناجر الداعمين وملابسهم…حتى لو احتجتم لـ”مانيكانات” سياسية مبتسمة ممشوقة القوام ترتدي عنكم “البزة العسكرية” موجودة هناك سيدي…
بعد كل هذا أما زلتم تبحثون عن خنجر وسروال؟…والعرب منذ زمن طويل –كرمالكم- خلعوا الاثنين معاً.!!.

احمد حسن الزعبي
ahmedalzoubi@hotmail.com

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

‫3 تعليقات

  1. رجل وطني محب لهويته الموروثة طبيعيا والمنهوبة من عند اآخرين حتى أصبحت جزء من فلسفة تفكيرهم وكل هذا درس جميل..! ولكن ماذا عن المسكوكات الذهبية الأردنية التاريخ ..وماذا عن مخطوطات البحر الميت التي أغتصبت..!؟ دعني أضع جوابي عنهما.. ستجدونها عند أعمام بعض المتطوعين لخدمة “إسرائيل” مقابل جيبة دولارات , أو حتى إبتسامة..!! سجلت ضد مجهول يا هرقلا..!

  2. نيجي للحق والصراحة استاذ احمد .. يعني احدنا يجب ان يكون منصفا معهم .. ليس كل شيء تم التنازل عنه بالمجّان .. هناك اشياء تم بيعها بأسعار خيالية وجماعتنا اغتنوا من ورائها .. وهناك أشياء ذهبت فوق البيعة .. وهناك أشياء فاصلوا عليها لكن لم يستطيعوا ان يحققوا الثمن المرجو من ورائها .. وهناك أشياء تم بيعها على مبدأ” بيش ما قالوا شالوا ” … وهناك أشياء بيعت على مبدأ ” خلّونا نقسم البيدر بالنص ” … وهناك شيء واحد تم التنازل عنه عن طيب خاطر لكن نحن من دفعنا ثمنه من دمائنا وأرضنا وأعراضنا … انها الكرامة يا أستاذ .. تنازلوا عنها بلا مقابل .. ونحن دفعنا الثمن لاحقا

  3. اني أتسائل لماذا الان خطر لوزيرهم ان يتفقد الخنجر ويحذر للاحتفاظ به مع السروال…أهو هاجس السكين التي تغوص في اجساد اولئك الحثالة الذين منحوهم وطن في فلسطين وجاؤا بهم من كل بقاع الدنيا لينتشروا فيها كالسرطان وليسقطوا في الحضيض لا يمتون للانسانية بصلة مشوهي التاريخ ومجهولي الاصول..قل لهم يا استاذنا عبر كتاباتك ..ستصلكم باذن الله خناجر جمة …ليس لتحتفظوا بها في متاحفكم…بل لتزرع الكوابيس في مناماتكم لتؤرق جفونكم التي سرقت النوم من عيون الثكالى وجعلتها موطن للدموع الحارة ليس حسرة على الشهداء ولكن حزنا على فراقهم….اللهم فرق جمعهم انك ولي ذلك والقادر عليه..

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى