لوباريزيان: سمت سالفدج.. الشركة التي استنجدت بها مصر لإعادة فتح قناة السويس

سواليف

قالت لوباريزيان (Le Parisien) إن السلطات المصرية قامت، بعد يومين من المحاولات غير الناجحة لتعويم سفينة الحاويات العملاقة التي تسد قناة السويس، بتسليم العصا إلى شركة غير معروفة لعامة الناس ولكنها مرجع في عمليات الإنقاذ متخصصة في إنقاذ السفن المعرضة للخطر.

ووصفت الصحيفة الفرنسية، في تقرير، شركة “سمت سالفدج Smit Salvage” الهولندية المتخصصة في إنقاذ السفن المنكوبة -التي أخذت من سلطات قناة السويس مسؤولية رفع سفينة الحاويات إيفر غيفن-، بأن لديها العديد من “قواعد الاستجابة للطوارئ” وأنها قادرة على العمل في جميع أنحاء العالم.

وقال ميركو غليانو أستاذ التاريخ في جامعة كامبل الأميركية إن سمت سالفدج -التي تأسست عام 1842 في هولندا- عملت كثيرا في مجال النفط، حيث المنصات الكبيرة تتطلب قدرات خاصة، موضحا أن الناس “لا يرون سوى أصعب عمليات الإنقاذ، مع أنه كل أسبوعين تواجه سفينة مشكلة أو تغرق أو يشب حريق على متنها”.

عمليات إنقاذ ضخمة

وذكرت الصحيفة بأن الإنجاز الأبرز لهذه الشركة لا يزال انتشال حطام الغواصة النووية الروسية كورسك، التي غرقت عام 2000 أثناء مناورات في بحر بارنتس، مما تسبب في مقتل 118 فردا من طاقمها، إضافة إلى مشاركتها في إنقاذ ناقلة النفط بريستيج، التي غرقت عام 2002 قبالة الساحل الإسباني، وأطلقت 63 ألف طن من زيت الوقود الثقيل في البحر.

وعددت الصحيفة مهمات أخرى قامت بها الشركة الهولندية، مثل استعادة السفينة النرويجية تريكولور، التي غرقت قبالة ميناء دانكيرك الفرنسي وعلى متنها شحنة من آلاف السيارات، وتفكيكها عام 2011 بنجاح لسفينة شحن مالطية تقطعت بها السبل على شاطئ بفرنسا، دون تلويث الموقع أو تدميره.

ويقول الخبير البحري الجنوب أفريقي نيك سلون، الذي عمل في المجموعة الهولندية، إن إتقان الشركة لعمليات الإنقاذ العالية المستوى راجع إلى أن لديها عددا كبيرا من خبراء البحر المخضرمين، موضحا “لدينا مهندسون معماريون بحريون ومهندسون بحريون وبحارة لفهم المناورة، بالإضافة إلى الغواصين والكيميائيين وجميع الأدوار الوسيطة”

وأوضحت الصحيفة أن رجال الإنقاذ الذين يتم إرسالهم في حالات الطوارئ، إلى أي جزء من العالم، يكونون تحت إدارة “قائد الإنقاذ” وهو غالبا مهندس يكلف بتنسيق العملية، وعليه أن يكون متعدد الخبرات لإدارة موظفين تحت الضغط، كما أنه لا بد أن يكون سياسيا نوعا ما، خاصة عندما تتدخل السلطات المحلية والحكومات للعمل مع الجميع، كما يقول أستاذ التاريخ ميركو غليانو.

تكاليف ضخمة

وفي هذه الأعمال الكبرى -كما تقول الصحيفة- ينشر رجال الإنقاذ الوسائل اللازمة، مثل المضخات الغاطسة والقواطع القوية وغرف الضغط والسونار والرافعات التي يمكن تركيبها على زوارق، والأذرع العائمة لمنع انتشار النفط في البحر، ناهيك عن التقنيات الحديثة كالطائرات المسيرة والروبوتات للقيام بعمليات تفتيش كاملة تحت الماء.

ولا شك أن حشد هذه الفرق المؤهلة تأهيلا عاليا -كما تقول الصحيفة- له تكلفته العالية، إلا أنه في الوقت الحالي من المستحيل معرفة قيمة فاتورة الإنقاذ الجارية في قناة السويس، علما بأنها ستصل حتما إلى الملايين، إن لم يكن أكثر، خاصة أن هناك ضغطا لإعادة فتح القناة، مما يعني المزيد من الوسائل والمواهب، التي يجب أن تصل بأقصى سرعة، وبالتالي المزيد من التكاليف، كما يلخص ميركو غليانو.

وعند اتصال الصحيفة بسمت سالفدج، ردت الشركة بأنها لا تتواصل “في مثل هذه الظروف” وهو ما فسره ميركو غليانو بقوله “إنهم لا يريدون قول أي شيء علنا لتجنب أي تصريح يمكن استخدامه ضدهم في مطالبات التأمين”.

المصدر
الجزيرة
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى