لمن يوجه الخطاب / أ.سالم الفلاحات

لمن يوجه الخطاب

حيرة تلف الأردنيين من مختلف اتجاهاتهم الفكرية والسياسية.
يحتارون لمن يوجهوا الخطاب الإنقاذي والإصلاحي السياسي والاقتصادي والمعيشي والاجتماعي لبلدهم!!
للحكومة ؟ وهل الحكومة قادرة ولها صلاحيات ؟
للنواب ؟ وهل المجلس معني وقادر وراغب ؟
أللأجهزة الأمنية ولأي جهاز منها ؟
أللملك وهل الأبواب مفتوحة أم أنّ العوائق والحواجز الصناعية تملأ الطريق ؟
ثم هم في حوارات مباشرة وغير مباشرة؛ هل للخطاب جدوى ؟ وهذا أخطر ما في الموضوع .
إنَّ يأس معظم الناس تصريحاً أو تلميحاً واضح على السطور بخط واضح، أو بين السطور يدركها العقلاء والنابهون.
والأخطر من ذلك أن الملك يطالب بالإصلاح أيضاً ولا تدري من يخاطب ومن يطالب ؟
ويزيد الأمور تعقيداً وحيرة أن فهم الأردنين خلال ما يقرب من قرن يدرك ويتعمق أنّ الملك هو المالك وهو صاحب الرأي وصاحب القرار والجميع يقر بذلك، ولا يختلف عليه.
الناس من غير المتحزبين وحتى من الذين يعارضون الأحزاب وقد لا يثقون بها، هم الذين يزدادون حيرة الآن في تحديد الجهة صاحبة القرار في الدولة.. ومدى قدرتها ومن يخاطبون منها ؟
وهم الذين يخرج جزء منهم فقط وهم لا زالوا إيجابيين مع أنفسهم ووطنهم ومقدساتهم وأجيالهم لأنهم يتحركون وينطقون.
لكن الأغلبية العظمى فقدت الأمل حتى بالمطالبات والمسيرات والنقد الجماهيري المدني المنظم، واكتفوا بالتحسر والألم والشهيق والزفير والحديث البيني والذي هو أشد وأقسى وأخطر بدرجات كبيرة من الذين يخرجون في الاعتصامات أو يصدرون البيانات.
إن مقولة أنّ تسعين بالمائة من الشعب الأردني تقل قليلاً أو تزيد قليلاً يؤمنون بتسعين بالمائة مما يتحدث به المعتصمون والمتحدثون هنا وهناك في اللقاءات المغلقة والصالونات السياسية ربما تكون صحيحة.
أظن أنه لم يهدأ لوطني لي بال ولم يشعر بالراحة منذ سنين وتزداد هذه الحالة خلال السنة الأخيرة، وهذا شأن الكثيرين من الأردنيين والأردنيات الذي يطلعون فقط على 50% أو دون ذلك من حقيقة ما يحاك لنا، وأما الذين اطلعوا على 80% أو أكثر فلا أدري كيف يعيشون ؟

والناس في حيرة أيضاً ويتساءلون ويتنادون؛ كيف نحافظ على بلدنا في ظلال المهددات المتلاحقة والأخطار المحدقة ؟
الناس في حيرة ولا يرون نوراً في نهاية النفق، ويتداولون الحديث عن المستقبل المرعب جداً.
النخب والأحزاب السياسيون والوطنيون والمزارعون والاقتصاديون في حيرة في فهم المشهد، ولا يزيل الحيرة مجرد تفسيرها بصفعة القرن التي لم ينقصها إلا الإشهار، مع أنها مطبقة في معظمها تحت حساب الإشهار منذ زمن بعيد، فيهودية الدولة قائمة منذ 1967م؛ واستحالة السماح بأي شكل من أشكال دولة فلسطينية حقيقة واقعة مفهومة، ولا قدس، ولا عودة للاجئين، ويكذب من يدعي المفاجأة.
الشعب الأردني هو المعني بتحمل تبعات الإشهار العلني وجودياً ومكانياً وسياسياً واقتصادياً واجتماعياً، والظروف تُعَدّ لإسدال الستار على القضية الفلسطينية، بعد تضحيات اشترك فيها الفلسطينيون والأردنيون بالدرجة الاولى وغيرهم من بعض العرب والمسلمين، وتهيئة الظروف وصناعتها لاشتغال السكان جميعاً بصراعات بينية ربما تكون دامية إن لم يتدارك العقلاء والغيورون ذلك قبل وقوعه…
وهنا بيت القصيد وإن شئت بيت العزاء لا قدر الله !!
إنّهم – إنّكم – إنّهن – إنّنا في حيرة وفي هلع شديد على مستقبلهم.
من يعرف منكم لمن يوجه الخطاب ؟ وعند من الحل ؟ فليخبر الأردنيين قبل فوات الأوان ..

مقالات ذات صلة
اظهر المزيد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى