اربد ستفتقد ” حسبة الجورة ” مؤقتا.. وامل كسوتها بحلة جديدة قائم ..

كتب نادر خطاطبة
سيفتقد مرتادوا حسبة الخضار والفواكه ( حسبة الجورة )، اجوائها لمدة تزيد عن العامين، وهي التي عاصرها وما يزال، ثلاثة أجيال من سكان المدينة ومحافظة اربد عموما.

الفقد سيكون مؤقتا، وبسياق مشروع لإعادة تأهيل الحسبة، اتخذ قراره اخيرا بعد أخذ ورد، وجدل بدأ منذ قرابة ١٥ عاما، تباينت الآراء خلاله بين إلغاء وازلة نهائية، بغية تحويل المنطقة لشيء آخر بسياق تفرعات مشروع احياء وسط اربد، أو إعادة إنشاء بعد إزالة بذات صفة الاستعمال، وهو الرأي الذي استقرت عليه البلدية بالتشارك مع أصحاب العلاقة اي التجار، وغرفتهم.

لاشك أن الحسبة، وان كان لها ارتباط بالذاكرة والوجدان لاهل المدينة، يمتد لما يزيد عن ستين عاما مضت، إلا أن اتساع رقعة المدينة، وتزايد سكانها، وامتدادها العمراني، واكتظاظها المروري، الذي رافقه غياب التخطيط والتنظيم الاستشرافي المستقبلي، جعل من الحسبة، بؤرة بيئية سلبية ساخنة، ونقطة ظواهر اجتماعية سلبية اسخن، وثالثة متصلة بالسلامة العامة بعد أن آلت مبانيها للسقوط، وبات مألوفا تساقط قطع اسمنتية منها، بفعل الظروف الطبيعية التي لم تعد المباني قادرة على الصمود أمامها لقدمها، وهشاشتها.

مشروع البلدية الذي وضع على طاولة البحث منذ قرابة خمسة عشر عاما، وجوبهت التوجهات حيال معالجة مشكلاتها، بالاحتجاجات والاعتصامات، من التجار تبعا لمصالحهم، إلا أن صوت الضجيج خفت، وبات التعاطي مع ما ستصير عليه الحسبة أمرا واقعا، مع الوعود والتطمينات أن تكون الخسائر للمتضررين بحدها الأدنى، أو جزئية مؤقتة في ظل توقعات بازدهار قادم للمنطقة .

الحسبة التي انتهت مهلة اخلائها اليوم بعد تمديد اقترب من شهرين، انتهت مخططات إعادة بنائها بعد الإزالة، لتكون مساحتها الطابقية تعادل ثمانية آلاف متر مربع، تضم مواقف سيارات، ومحال تجارية، ومرافق خدمية، وافكار متصله بسطح مبانيها لتكون متنفسا لمرتادي المنطقة.

كلفة المشروع تقارب المليوني دينار، وعائده السنوي كاستثمار يتوقع أن يصل إلى ٣٠٠ الف دينار، ونجحت البلدية بحل مختلف القضايا التي كانت تحول دون تنفيذه، وأبرزها عقود التجار الأصليين بما يضمن عودتهم، مع توفير مكان بديل لهم بمجمع الأغوار بهنجر خاص لتجارتهم طيلة فترة التعطل، فيما سيمكن المشروع البلدية من زيادة مساحات التجارة باستقطاب تجار جدد بفعل نمط البناء الطابقي .

المشروع وفق الخطط على الورق، لاشك أنه سيكون إيجابيا، وعلامة فارقة ستسجل للبلدية ورئيسها ومجلسها وطواقمها كافة، باعتبارها حلا لمشكلة استعصت وتفاقمت، بمجالات عديدة، وكانت مرشحة للتعاظم لو تركت، ووفق المعلن أن البلدية لديها خطط إدارة بالتنسيق مع جهات استثمارية من القطاع الخاص ستضمن استمراريته ليكون نموذجا لافتا، ومشروعا استثماريا ناجحا للقطاع التجاري، وجاذبا للمتسوقين من مختلف مناطق إقليم الشمال، ومن المؤمل أن تتسق الخطط والاقوال مع الأفعال، لاسيما وأن المدينة بحاجة لهكذا مرافق خدمية .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى