أزمة في عجلون من لا شيء / عمر عياصرة

أزمة في عجلون من لا شيء

حسب بيان الامن العام، تبدو احداث عجلون المؤسفة، بغير سبب وجيه وكبير، لكنها للاسف، نتج عنها اعمال شغب ذهب ضحيتها مواطن، واسفرت عن جرح رجال امن ومدنيين.
هي مجرد دورية روتينية، يرفض مواطنون الانصياع لها (لم نعرف الاسباب)، فيحدث تماس بينهم وبين الشرطة، تسفر بعد ذلك عن ازمة، وتبادل اطلاق نار، وموتى، وهدر لهيبة الدولة.
لا يمكن تبرير ان يطلق «مواطن مدني» النار على الشرطة مهما كانت الدوافع والاسباب، هذا الامر مرفوض، يجب عدم التساهل او التهاون معه، ومن العيب التعاطف معه بحال من الاحوال.
من يتابع صوت اطلاق النار الذي تداولته فيديوهات على مواقع التواصل الاجتماعي، يشعر بالقلق، فمن غير المعقول ان تستخدم الاسلحة الرشاشة في غير موقعها، ولعل السؤال الاهم لم يسمح بوجودها بين ايدي المواطنين.
ذوو المتوفى يطالبون بمعرفة المتسبب بموت ابنهم، وهو حق لهم، ولعلي اتمنى عليهم ضبط النفس، واطالب الدولة ان تكون شفافة وحازمة مع من قتل الشاب العجلوني.
ستنتهي الازمة، او انتهت بتدخل العقلاء، فالاردنيون في الغايات يحبون بلدهم، ولا يميلون للفوضى، ويؤمنون ان من يرتدي لباس الامن والعسكر، هو منهم ولهم، وليس بآخر بعيد عنهم.
لكن علينا ان نستفيد مما يحدث، فالواضح اننا لا نتعلم من الدروس والاحداث، ولا يوجد ادراك حقيقي بحجم ونوع الاحتقان المتراكم في المجتمع.
لن اطالب دورية للامن بغض الطرف عن المخالفات، وادرك حجم تعب هؤلاء الواقفين في البرد والحر لحمايتنا، لكني اطالب بمزيد من التدريب والتوعية بطريقة التعامل مع مواطن اصابه الاحتقان والغضب واليأس.
نريد ان نضع ايدينا على الاوجاع كما هي، وان نفهم الاسباب الموضوعية لانفلات ازمة بهذا الشكل، نريد هدوءا يمكننا من العمل على تجاوز الاخطاء والعثرات التي نعيش.
سنرى جهودا رسمية وعشائرية لتطويق الازمة، وهذا من حسن حظ بلدنا، لكنها لن تكون الحل الاستراتيجي الامثل، فهناك احتقان لابد من حلحلته، وهناك مسؤولية على الجميع.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى