لماذا الإنتظار يا دولة الرئيس ! / م . عبدالكريم أبو زنيمه

لماذا الإنتظار يا دولة الرئيس !

بما أنَّك قُمت بفتحِ الباب طالباً مِنا تقييمِكَ وانتقاد أدائك مع نهاية عام 2019 فإني سأستغلُ هذه الفرصة لأُعبرَ عن رأيي وتقييمي الشخصيّ لأدائك ماضياً وحاضراً ومُستقبلاً
أما ماضياً وحاضراً فلم تَكُن يا دولةَ الرئيس إلا أداةً ووسيلةً لتطبيقِ تَعليمات واشتراطات البنك الدوليّ وصُندوقِ النَّقدِ الدولي وهُما الذّراعان الرئيسيان للصهيونيةِ العالمية والرأسمالية الآخذة بالتغوّلِ في العالم ، وكما هو معلومٌ للقاصي والداني أنَّ سياسة هذه الصناديق تقومُ على إغراق الدولِ المُستهدفة لمشاريعها بالمديونيةِ ، ليتسنى لها بعدَ ذلكَ التَّحكُم بِها كما تشاء لتُملي عليها أوامرها وتعليماتها آخذةً إياها مُطيةً طيّعة لتقودها نَحو تنفيذ مُخططاتها ومشاريعها ، بعدما تورد شعوبها إلى مرحلةِ اليأسِ والإحباط كمُقدمةٍ للاستسلامِ الكامل والتّجرُد مِن كُلِ أشكالِ الوَطنية .
فمُنذُ تَسلمكَ – يا دولةَ الرئيس – الولايةَ وأنتَ تَتَفنن في فَرضِ الضرائب على المواطنين ومحاربتهم في لقمةِ عيشهم ، إذ لَم تُكلِف نَفسك عناء التفكير في أي رافدٍ ماليٍّ آخر سوى جيب المواطن ليُغطي العجز المالي الذي لَن يتوقف ما دُمتُم ترضخونَ لإملاءاتِ الخارج لا في 2019 ولا حتى في 2099 ،
إنَّكُم يا دولةَ الرَّئيس تُنفذون الشق المُتعلق بمرحلةِ اليأس والإحباط والاستسلام لدى الشعب الأُردني لتسهيلِ تمرير صفقة أو صفقات القرن ! دولة الرئيس ..
باتَ الجميع يَعرِف أنَّ الدولة باعت كل مُقدراتها التي كانت ترفِد الخَزينة ، هذا عدا عن عدمِ وجود شراكات إستراتيجية إستثمارية مع دول غير إستعمارية
كما أنّكُم لم تقايضوا تلك الدول التي إنخرطتم بمشاريعها في العراق وليبيا وسوريا وغيرها على المديونية ، وليس لدينا مناخ إستثماريّ مُشجع ، أدخلتم كُل القطاعات والنشاطات الاقتصادية إلى حالةِ الإنكماش والموتِ السريري بفضلِ ضرائبكم المُتزايدة ، وزمن المُساعدات قد ولى إلا بدفع الثمن السياسي المكافيء..
فما الذي سيتغير يا دولة الرئيس !!! وأخيراً..فإنّي أقتنص فرصة سماحكم بالنقد ولن أنتظر اليوم الموعود 31/12/2019 لأحكُم..وهنا أنتقد دولتكم وأدائكم وليس لي شأن بشخصكم.. إنَّك فاشلٌ بامتياز يا دولةَ الرَّئيس ولن تَجني من نهجك الذي تتبعهُ إلا الدمار والخراب والفوضى والنتائج الكارثية التي ستترتب جرّائها… والأخطر أنَّ فجوة البيعة والولاء بين الشعب والنظام تكبر يوماً بعد يوم !
aboznemah@yahoo.com

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى