إنتهاء صلاحية النظام العربي / بسام الياسين

إنتهاء صلاحية النظام العربي

{ خارج النص :ـ المُطبع رجل وصولي لا يكثرت بدين ولا يهمه وطن.مستعد لبيع قيمه بارخص ثمن.يقسم اغلظ الايمان الكاذبة لتبرير افعاله المشينة،غير امين ولا مؤتمن. قميء، فاقد العفة الوطنية والحصانة القومية.يحمل في دواخله نفسية دنيئة. سيكوباتي مريض، لا يعبأ بالقفز من دائرة الاسلام و العروبة الى دائرة العمالة. كذاب لو القى معاذيره وملأ الارض بتبريراته المتهافتة.جاسوس بمكياج وطني، يرى مصلحته الخاصة، فوق مصالح الامة كافة.الفرق بين الوطني والمطبع، كالفرق بين المؤمن والمنافق.الاول يشهر سيفه دفاعاً عن وطنه بينما الثاني يثقب جدار قلعته ليتسلل منها الاعداء، لإسقاطها من الداخل. أَرأيتم ما اسقطه عليه اللعنة،يبيع آخرته بدنياه}.

*** النظام العربي….لك ان تفعل ما تشاء في الوقت الضائع،فسقوطك حتمي.تلك سُننُ كونية ونواميس ربانية تسير بنسق مُحكم .أَرِدْ ما تريد، فلن يكون الا ما الشعب يريد.تغنى بالأبد والتأبيد،فلم يبق لك الا اقل القليل. تآكلت و اهترأت.ادرت ظهرك للشعوب، فادارت ظهورها لك .اصرخ حتى تتفتق جروحك،لا احد يسمعك لانك امضيت عمرك تطحن الحصى و تنثر الضجيج على من حولك، ولا طحين.لا تُطلق صافرة الخطر…غارق لا محالة {… في بحر لُجيُ يغشاه موج من فوقه موج ،من فوقه سحاب، ظلمات بعضها فوق بعض }.بمن تستعين و حلفاؤك تخلوا عنك، وتلك طبيعة العلاقات.لا صداقة بل مصلحة .

في المبتدأ كان الشعب،في المنتهى سيكون،و انت اطفأت مشاعل الديمقراطية،حطمت موازين، المساواة،شنقت العدالة على اعلى شجرة في المدينة، لتكون عبرة لمن يفتح فمه.فمن يزرع الريح يحصد العاصفة،عاصفة لا تُبقي ولا تذر. وهن العظم منك، تساقطت اسنانك،تثلمت مخالبك،ضاعت هيبتك حتى عجزت عن هش ذبابة عنك .

مقالات ذات صلة

مَنْ يطلب الاصلاح من نظام غير صالح للاصلاح، كأحمق يطلب لبناً من ثور خصي.تقول له الناس ـ يا ثور انه ثور:ـ فيقول ” احلبوه “.فماذا ترتجي من نظام، أستأصل حناجر مغنيه،بتر اصابع رساميه،سجن علماءه،فتك في معارضيه، شيدّ سجوناً بعدد مواطنيه. اعظم انجازاته كانت،استيلاد نخب فاسده جعلت من الامة ” مكرهة قومية “. فاسد لا يُصلح الفساد.ذات ثورة،اعدم الديكتاتور فرانكو، شاعر اسبانيا العظيم لوركا، فصار الشاعر رمزاً اممياً و قصائده ايقونات خالدة بينما القاتل ذهب للمزبلة.

الوقائع، تشي ان هزيمة النظام العربي باتت وشيكة. و قماشته المغزولة بخيوط التخلف والهزيمة تمزقت،ولن ينفع الباطنيون ـ ” الصلاة خلف عليُ و الاكل مع معاوية،فيما فتاوي الائمة تساند السلطان ومنارة الحق مطفأة،فمن اين يأتي الصلاح و الاصلاح ؟!.لولا شرارة الربيع التي قلبت الطاولة،خلعت الطاغية،سجنت العصابة النخبة.بهذا نسفت الاعتقاد السائد بان الامة خانعة،جراء تراكمات ـ سفر بالك ـ العثمانية،مروراً بخوازيق سايكس بيكو التفتيتية الى استبداد الدولة الوطنية البوليسية،التي قامت على اذلال مواطنيها.هنا نسأل أُولي الامر اذا كان التآمر على الانظمة جريمة ك،اليس التآمر على الشعوب خيانة عظمى ؟!.

النظام العربي لم يفلح في تقليص الفقر،البطالة،الأُمية ولم يلجم الفساد وانتشار الجريمة والمخدرات،ناهيك عن غياب التشاركية الشعبية،فارتدت المجتمعات للولاءات القبلية،الهويات الفرعية،الطوائف بدل التقدم لمجتمع حداثي يهتم بالتنمية ويصهر الجميع في بوتقة الدولة،لكنها الى الدولة القبيلة بدل الدولة الجامعة.قبائل تُصدر البيانات السياسية، وتخوض الحروب بينها،فما حدث في البصرة مؤخراً من اشتباك قبلي بالصواريخ المحمولة ودك بعضهما بمدافع الهاون يدل على مدى اهيار الدولة الوطنية.

ما الحل اذاً ؟. البطل الفرنسي ديغول، لم يشفع له تاريخه،فاستقال استجابة لمظاهرات الطلاب والعمال ضده.تشرشل،الذي قاد بريطانيا للنصر خسر في الانتخابات فقال كلمته :ـ ” الحاكم العظيم يعرف كيف يدخل الحكم ويجيد لعبة الخروج بارادته او ارادة شعبه “…..” لي كوان ” عندما ترك رئاسة وزراء سنغافورة،أَمت الجموع بيته من اجل ثنيه عن قراره،فقال :ـ كبرت في السن وحان وقت الشباب”.كان عمره آنذاك 67 سنه بينما بورقيبه بلغ من العمر ارذله وظل يبول على كرسي الرئاسة ،اما بوتفليقة فحالته اكثر حرجا.فيما السيسي لم يتعظ، بسبب رواسب فكرة الخلود الفرعونية الراسخة في عقله الباطن،الذين حنطوا جثتت ملوكهم كي لا تبلى و بنوا الأهرامات لتبقى،فاتقدت بداخله رغبة عارمة في البحث عن عشبة الخلود على طريقة اسطورة جلجامش،فعزم على الاقامة الدائمة على كرسي الرئاسة.وهذه آفة ينفرد بها العربان .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى