لغة انتحارية..

مقال الأربعاء 21-1-2021
خاص سواليف
في السنوات الأخيرة باتت تستعمل الحكومات المتعاقبة لغة استعلائية متغطرسة في الردّ على تساؤلات الشعب أو عند التعليق على تذمّره..بل وباتت تمضي بقراراتها بعد أن خلعت ثوب الحياء أو التوجّس أو المؤسسية، غير آبهة بردود الأفعال ما دامت لا تتعدّى منشور على الفيسبوك..
لم تحتج الحكومة الحالية الى تبرير أو تمرير قانوني في وظيفة ابن رئيس الوزراء الأسبق الذي هبط على الوظيفة من عباءة الوالد ، دون خجل او وجل أو أحقية أو كفاءة سوى ان والده كان عابر للحكومات و”مسلّك ” المراحل الانتقالية لا بل استخدمت حكومة بشر الخصاونة لغة “انتحارية” بما معناه “أعلى ما بخيلكم اركبوه”..وهي لا تعرف ان اللغة الانتحارية هذه هي عبث في علبة الكبريت ، وحبل غليظ سيلتف على عنقها في لهو الأرجحة المتذاكي…
منذ سنوات بات الاستخفاف بالرأي العام والتقليل من رد الفعل الشعبي مغرياً لأصحاب النفوس المريضة الذين يعتقدون أنهم اذا حازوا على لقب معالي أو دولة فإنهم أسياد المزرعة ورعاتها ..لا أدري كيف تجرأ د.خالد طوقان وتغطّى في “تفسير القوانين” معتبراً أنه لا يحق للأخير أن يطالبه بالإفصاح عن راتبه وراتب أعضاء “الطاقة الذرية”..يا سلام؟؟…نحن لا نسألك عن أسماء أولادك ولا عن نصيبك من تركة الوالد؟..نحن نسألك عن راتبك الذي تتقاضاه من الدولة ،الذي ندفعه لك من ضرائبنا فبأي حق تمتنع بالافصاح عنه؟…ثانياً…كم بلغ اجمالي الانفاق على مشروع المفاعل النووي الذي تحمل ملفّه منذ سنوات..وأين هو المفاعل ملعون الحرسي ؟؟ وأين ذهبت هذه المبالغ؟ومن تصرّف بها ..هل تريد أنت أيضاَ أن تستخدم معنا لغة انتحارية جديدة؟..
لا تختبروا صبر الأردنيين..وإياكم أن تراودكم أنفسكم بحديث الأسياد والعبيد…في قاموس الشعوب..اللغة الانتحارية التي تستخدمها السلطات..هي التي تكسر القمقم وتوقظ المارد…وتحرر العبيد…
من يريد أن يخاطب الشعب..عليه أن ينحني ويتأدب..قبل المخاطبة!!.

احمد حسن الزعبي
Ahmed.h.alzoubi@hotmail.com

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى