لسنا دمويين

لسنا دمويين

د. عبدالله البركات

لا لسنا #دمويين ولا نستمتع بقتل #الناس وان كانوا من ألوان وأديان وأعراق وحضارات اخرى.
لا لسنا كذلك لا ديناً ولا حضارةً ولا فطرة.
كل ما في الامر اننا تعودنا على مناظر #دماء اطفالنا ونسائنا وشيوخنا عقودا طويلة فتبلدت احاسيسنا قليلاً.
فعندما نرى أمرأة بيضاء هناك تذرف #الدموع وهي تتلقى استقبالا دافئاً وطعاماً جاهزا وشرابا ساخناً عند نزولها من القطار ووصولها الى الجانب الاخر لتنقل الى فندق مصنف، نتذكر أمرأة سورية سمراء تبكي وقد وصلت الى حدود بلد عربي او اجنبي وقد منعت من اجتياز الاسلاك الشائكة وتلقتها الشرطة بالصد والضرب او اعطيت خيمة لتأوي اليها سنين طويلة. وكلما رأينا طفلاً هناك يتساقط الثلج على قلعته الجميلة نتذكر طفلاً سوريا او عراقياً وقد غاصت رجلاه بالثلج او الطين وهو يساعد أمه في إصلاح خيمةٍ اثقلها الثلج او هوت بها الريح بعيداً. . وعندما نرى موقعاً عسكريا هناك وقد قصفه الروس بالقنابل الذكية بحيث لم يهدم اي بناية مجاورة نتذكر القنابل الروسية العشوائية او البراميل المتفجرة وقد سوت الحي بأكمله بالارض هنا وذوي القبعات البيضاء ينتشلون #الاطفال والنساء والشيوخ من تحت #الانقاض موتى او انصاف احياء.
لم نخلق اصلاً بلا قلوب بل ان قلوبنا باشرت الموت والدماء وأكُفَّنا اعتادت على دفن الاطفال والنساء فرادى وجماعات. فكم من عائلة دفنت بقبر واحد. وكم من ابٍ بقي بلا عائلة وكم من طفلٍ بقي بلا ابوين.
لا لسنا بلا مشاعر. ولكن عشر سنين بل عشرات من السنين في معايشة المآسي جعلتنا ندرك وحشية الانسان الآخر او وكلائه وقسوته وهوايته المفضلة وهي تعذيبنا و احتقارنا وقتلنا بدم بارد. فاعتقدنا ان كل مناظر الدماء والقتل والتعذيب هي قدر وعلينا التسليم به، فلماذا نستغرب وقوعه في اي مكان اخر.

مقالات ذات صلة
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى