لا مكان للصوص الا السجون

لا مكان للصوص الا السجون
المهندس عبدالكريم أبو زنيمة

يبيح الرئيس ترامب لنفسه ولامبراطورية الشر العالمية في احدى تصريحاته التي يقول بها: “بأن الشعوب العربية ليست حرة وهي تتقاتل فيما بينها ونحن احق بثرواتهم منهم” الاستيلاء على موارد الطاقة العربية، هذه الامبراطورية القبيحة التي لطالما ساقت الاكاذيب وسخرت امبراطوريات الاعلام للتدخل باشكاله المختلفة في شؤون دول العالم ونهب ثرواتها تحت ذرائع الدفاع عن الحريات والانسانية وحقوق الانسان وغيرها وليس آخرها هول الاعلام الغربي الذي طالما تباكى على الشعب السوري لتتضح الاطماع الامريكية وبشكل فاضح وجلي بأن الهدف الامريكي هو الاستيلاء تحت الريات السوداء وفتاوي ائمة التضليل على النفط السوري اضافة الى الحفاظ على امن اسرائيل.
ما صرح به ترامب هو حقيقة واقعية تعيشها غالبية شعوب الدول العربية التي ترزح تحت انظمة حكم ديكتاتورية تدعمها وتحميها امبراطورية النهب الامريكية، وهو اي ترامب صرح اكثر من مرة بان هذه الانظمة لن تصمد في عروشها ان رفعت امريكا حمايتها عنهم، وترجمة ما يقوله ترامب ان هذه الانظمة الرسمية العربية هي ادوات لهم تنفذ سياساتهم واستراتيجياتهم في المنطقة واخطرها المشروع الصهيوني وهو بذلك يفضح اكاذيب حجيج القادة العرب لواشنطن الذين صّموا اذاننا عبر عقود من الزمن بانهم يناقشون القضايا العربية وعلى راسها القضية الفلسطينية، هذه الادوار الوظيفية لكثير من الانظمة الرسمية العربية ليست بعيدة عن الفهم والوعي الجمعي العربي لكن الخطاب الديني المسيس وهيمنته على بيئته المتدينة ساهم في تضليل الشعوب العربية لعقود من الزمن وقادها الى التيه والتخلف والجهل وها هم اليوم يلبون نداء النفير الامريكي ويشدون الرحال للجهاد نصرة لاخواتهم الايغوريات في الصين التي تفوق اقتصادها على الاقتصاد الامريكي
المنطقة العربية من اغنى دول العالم بمواردها الطبيعية والبشرية وموقها الجيوسياسي، وكان لها ان تتربع على عرش التنمية والازدهار والرفاهية العالمية لو اطلقت الحرية لشعوبها، ولو قارنا دولا مثل ماليزيا او كوريا الجنوبية او النرويج التي لا يوجد بهما مورد طبيعي واحد نجد دخل مواطنيها هو الاعلى في العالم بينما دولة مثل الاردن التي تزخر بمواردها الطبيعية “الصخر الزيتي، الغاز، الفوسفات، البوتاس، الرمل الزجاجي الاجود عالميا، النحاس، الاسمنت، اليورانيوم، التنوع المناخي، الزراعة، البحر الميت وثرواته النادرة، الاماكن التاريخية، السياحة، الموقع الجيوسياسي الاستراتيجي” نجد فيها دخل المواطن لا يكفية لعشرة ايام وكثير منهم يبحثون عن لقمة عيشهم اما عبر التسول او في حاويات القمامة وارقام البطالة مرعبة والمديونية بارتفاع وحجم الايرادات اقل بكثير من حجم النفقات، هناك في تلك الدول ديمقراطية وعدالة وتقدم ومسائلة ومحاسبة وتكافؤ الفرص، هناك الجميع بمن فيهم راس الدولة يخضع للدستور والقوانين والمسائلة والمحاسبة وكل من يتولى المسؤولية عليه تقديم كشف بأملاكه وأرصدته ومصادرها وكشفا ضريبيا سنويا، هناك كل مؤسسات الدولة ومسؤوليها ونوابها يعملون لرفاهية ورضى المواطن وتقديم افضل الخدمات له وليس لديهم هيئات ومؤسسات لابناء اللصوص، هناك لا ترافق المسؤول أرتال من السيارات والمواكب الامنية وغالبا ما يستخدمون المواصلات العامة، هناك لا توجد عمائم ولحى تضلل المواطن بطاعة ولي الامر مهما ارتكب من موبقات ولا يوجد اعلام يتغنى بالحاكم وانجازاته الخرافية، هناك لا يوّرث الاباء مناصبهم لابنائهم وحاشيتهم، هناك حكومات شعبية منتخبة ديمقراطيا غير مزيفة تقدم موازنات رقمية خالية من الاوهام وتبذل اقصى طاقتها لتحقيق الافضل للمواطن، باختصار نجحوا وتفوقوا وحققوا الرفاهية لشعوبهم بالديمقراطية والعدالة والمحاسبة، هناك المواطن هو الاغلى وهو عنوان ومحور التنمية وأول ما يقوم به رجل الامن عندما يقصده مواطن ما هو اداء التحية له ويخاطبه بكلمة يا سيدي! ولا يهينه بالشارع العام ويشهر بوجهه السلاح على مرآى من الجميع، هناك لا مكان للصوص الا السجون مهما علا شانهم، هناك القانون هو الخط الاحمر ولا يجرؤ أي كان حاكماً أو محكوماً على المساس به

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى