لا للرشاوى والاسئلة الانتخابية المراوغة اردنياً

لا للرشاوى والاسئلة الانتخابية المراوغة اردنياً
ا.د حسين محادين

(1)
من الموسم الانتخابي الى الموسم الذي يليه، اي كل اربع سنوات تقريبا، يستعيد المشهد الانتخابي قتامته، تماما مثل استراجعنا المُمِل نحن الكبار في السن لأسئلتنا المكرورة في شهر رمضان من كل عام دوريا:
*القطرة في العين تُفطِر،
تنظيف الاسنان واحتمالية انزلاق قطرة ماء في الحلق هل تبطل صيامي..؟.
السؤال المقابل في الموسم الانتخابي هالايام هو؛ زيارة المرشح/ة (س) لنا ليلا او في السر، محببه أم فيها شبهات مالية وانتخابية نسأل المؤلفة جيوبهم..؟ وهكذا هي اسئلتنا الدائرية والموسمية يا للغرابة،رغم معرفتنا المسبقة ان القطة اذا ما اعطيتها انت قطعة لحم تأكلها بهدوء وثقة امامك ، اما اذا ما سرقتها من الطنجرة في حوش البيت فأنها تهرب الى بعيد قبل ان تاكلها.
(2)
كجزء من عاداتنا التعبيرية (الجموعية ) العامة نحب شعب نحن تلوّين الاشياء المحايدة اصلا..
..فبعد ان لوّنا الكذب : ابيض ؛ اسود ..اتبعناه بالابتسامات فاصبحت واحدة بيضاء؛ الثانية صفراء..الخ.
وفي الذروة مما سبق هذه الايام ، ها نحن نلوّن المال الانتخابي بين اسود وغير الاسود،
وننسى غالبا ان الاصل في الاشياء والاعمال الخيّرة هو الحياد، والنقاء في تقديم الخير لوجه الاه تعالي دون اشهار او تصوير. والفرق الوحيد بين العطاء العفيف لوجه الله، وبين السلوكيات المشبوهه يكمن في كيفية توظيفنا للمال مثلا، اهو للصدقات ام لشراء ذمم المتلقين للمال الانتخابي؟.
(3)
أن الوعي الحقيقي لمحاولات شراء ذمم البعض كما يؤكد التصريح التالي”تحويل ثلاثة نواب حاليين للقضاء لتورطهم في شراء اصوات من ناخبيين- الهيئة المستقلة للانتخابات”. ان الوعي يكمن في فهم ومحاربة سعي بعض المترشحين الى تجيير المعاني النبيلة والديمقراطية للانتخابات النيابية نحو تقديمهم “رشوات” لبعض الناخبين اما مباشرة او عن طريق سماسرة الاصوات هنا او هناك في مجتمعنا الطيب .
(4)
الهدايا او المال الانتخابي الذي يقدم لأي ناخب من اي مترشح هو “رشى/رشاوى” وهو واحد في هذه الايام، ولا يجوز حرفه عن نغزاه الرديء حسب الاهواء.. لذا علينا جميعا الايمان والعمل بوعي على عدم تلوّينه ، ولو كان على شكل طلةِ مفاجئة لمرشح نيلبي على ناخب مريض، أو على هيئة نقوط لعريس منهك بتكاليف الزواج، او حتى العزاء الميداني من قِبل مترشحين/ات لاناس لا يعرفونهم وفي مناطق لم يسبق ان زاروها من قبل لكن الضرورة الانتخابية اقتضت زيارتهم لانهم في محافظة ما، كُلها دائرة انتخابية واحدة.
ويجب الا ننسى الهدايا الطرود الموسمية التي توزع هالايام الانتخابية بحدود الدائرة الانتخابية الواحدة للمحافظة وبشتى مسمياتها والوّانها، التي تُعطى للناخبين الحزانى في ظل ارتفاع منسوبي الفقر والبِطالة وتضخم واسطات التعيين فهي جميعا تقع تحت تصنيف واحد لا ثانِ له فهو واضح انه الرشوة، فكرا قانونا ومضامين؛ أذ لايجوز ويجب ألا يسمح العمل من قِبل السماسرة على الايحاء بأنها غير رشوة او توظيف منحرف للمال الانتخابي الاسود، وأن تعددت الوانه، واسعار الاصوات في سوقه، او حتى التنافس انتخابيا من خلاله؟.
* عميد كلية العلوم الاجتماعية-جامعة مؤتة .
*عضو مجلس محافظة الكرك”اللامركزية “.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى