لا تحدثوني عن الإصلاح!!

لا تحدثوني عن الإصلاح!!

الدكتور ذوقان عبيدات

قيل في الإدارة، أن هناك أنماطا عديدة من الإدارات يمكن عرضها حسب سلوكات المدير في المؤسسة:

هناك مديرون يفعلون الصحيح بأسلوب غير صحيح كأن يطبق التعليمات بقسوة، أو يقدم مكافآت بدون عدالة، أو يعين خبراء من دون مشاركة أو يتخذ القرارات اللازمة من دون مراعاة لآثارها .

ومديرون يتخذون القرارات غير الصحيحة بأسلوب صحيح ، كأن يتخذ قرارات غير سليمة و يغطيها بأسلوب تشاركي، أو يمارس فسادا مستغلا ثغرات قانونية، ويقدم قرارات غبية بمستوى شكلي من المشاركة .

ومديرون يفعلون غير الصحيح بأسلوب غير صحيح، هؤلاء يدعون بالأغبياء الإداريين، لا يعرفون السلوك الصحيح، ولا أسلوب اتخاذ القرار، هؤلاء يشكلون النسبة الأعلى من المديرين !.

أما الفئة الرابعة فهم مديرون يفعلون الصحيح بأسلوب صحيح ، يشكلون لجانا لدعم القرار ، ويعلنون القرار، ويستمعون إلى الاعتراض على القرار قبل أن يصبح نافذا.

هؤلاء المديرون يدرسون المترتبات على قراراتهم، ويضمنون حسن تنفيذ القرار، ودعم المعنيين له .مثل هؤلاء المديرين يحرصون على جو الرضا في المؤسسة، فالقرار من صناعة الجهة المعنيّة، وهي جهة موثوقة من الإدارة، فالمدير متخذ قرار وليس صانع قرار .

أكثر الإدارات سوءا هي من تفعل القرارات الخاطئة بأسلوب صحيح، فالحكومة حين تعلن عن شواغر، وتقابل المتقدمين، بل وتعد امتحانات لهم، ثم يقع الاختيار على أشخاص من خارج هذه القوائم، أو على الأقل تتلاعب بالنتائج!! فالحكومة مثلا، تخشى الرأي العام، ولذلك تميل إلى المخادعة، ومعظمنا يعلم كيف تختار الحكومات شاغلي الإدارات العليا!!

لكن المشكلة الحقيقية حين لا يراعي متخذ القرار الرأي العام، ويكون شعاره : سيعترض المعارضون والمشاغبون يومين أو ثلاثة، ثم تهدأ الأمور، فالفضيحة يومان فقط !!.

وهؤلاء أيضا أفضل من مديرين يتخذون قرارات استفزازية بقصد الاستفزاز، كأن يتخذ قرارا بتعيين ابن مسؤول سفيرًا، أو مديرًا وليذهب الناقدون إلى الجحيم !!! المهم رضا أبو فلان!.

وإذا ربطنا بين درجة الذكاء ونوع المدير، فإن تراثنا يشيرُ إلى زيادة الحظوة في المنصب مع زيادة درجة الغباء!! ولكن لغايات هذه المقالة فإنني أصنفهم كالآتي :

من كل ما سبق: أحزن حين أرى الغالبية من النمط الثالث والرابع ، وليس هناك من حساب ولا من يحاسبون، فالبيئة الأردنية تشجع هؤلاء، وتتهم النمط الأول بالجبن والنمط الثاني بالفروسيّة .

ولا يحدثني أحد عن الإصلاح حتى لو كان الدكتور توق !!.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى