اخبروه اين الله / صهيب الحلايقة

اخبروه اين الله .
كان صيفا صعبا على شيخ جامعنا في مصارحته بحقيقة نيتنا ترك انشطته الدينية في العطلة الصيفية للتفرغ لدرس السباحة اليومي والاصعب عليه كان ان انسحابنا انا واخواني يعني بقاء ابناءه- الشيخ- وبعضا من الاولاد المقصرين في حفظ القرءان و المتعالية اصواتهم خلال صلاة الجماعة في لحظة خشوع المصلين .
لكن الشيخ كان ذكيا بان جعل السباحه نشاطا ضمنيا في برنامج العطلة الصيفية الخاص به وبذلك كان علينا الاستمرار في حفظ المزيد من سور القرءان مع دروس السباحة الاسبوعية .. لم يكن الشيخ عزت يعاقبنا بخيزرانته الطويلة على التقصير بحفظ السور وحسب فالفقه و الحديث و التفسير كان من جدول اعماله اليومي التي يحاسبنا عليها .. ومما يليح بمخيلتي انه وفي صبيانيتي الشقية والتي اذكر انني خرجت يوما غاضبا من المسجد لان الشيخ قد نسب اسم اخي في الحصول على جائزة وزارة الاوقاف بحصوله على المركز الثالث بدلا عن اسمي والمضحك انني اخذت عهدا على نفسي بعدم العوده للمسجد حتى يتراجع الشيخ عما فعله اتجاهي ، حتى قدم لي جائزة ترضية تجعلني كطفل اتناسى غضبي لحظة رؤية هدية مغلفة بشكل غير متقن بتاتا.
كنت صغيرا وقتها لكني عرفت الله .. فقد كان اسمه يتكرر مرارا في السور و التفسير و في باب الفقه.. عرفته بالاسم والصفات .. عرفته رحيما و كيف فعل مع يوسف في تفسير سورة يوسف … وعرفت مقدار عظمته و قدرته في سورة الكهف مع الفتية .. خفت من غضبه و جبروته في قصة نبيه موسى مع فرعون الشرير .. كنت صغيرا اصنف الناس في تلك القصص بين الاخيار و الاشرار وان تشابكت الادوار و تعقدت التسلسلات اسال سؤال الطفل البريء “يعني هو منيح او شرير” فكان نوح من الاخيار و لكن استغرب ان ابنه من الاشرار .. عرفت الله بفطرة طفل صغير.
اليوم بعد معرفتي بالله وادراكي للعبر و المواقف التي امر فيها تيقنت انه لا مهرب لاحد من انكار وجوده .. اصبحت استغرب ممن يشككون بالرب ، و وجوده او قدرته … يسالون على مواقع التواصل في صورة طفل جريح من حرب لا يعرف اطرافها.. اين الله عنه … اصبح الشك بالخالق سمه لمدعي الثقافة ..و اصبح التلاعب بتراكيب الكون ونشأته فلسفة مدعي العلم و التطوير .
يقرا كتابا عن نشاة الكون و تطور الانسان ثم يطل علينا بسيل منشورات الالحاد و التمرد على خالقه و ان كان في بلاد الغرب تعالى صوته على ابناء ارضه و عرقه … ثقافة الالحاد اصبحت تنتشر و على اولياء امورنا الوعي و تكوين فطرة الطفل على معرفة ربه
و عدم الاستهانة بسؤال طفل بريء عن حقيقة خالقه قبل ان يرتمي بحضن مواقع البحث و تنهش المواقع و الافكار المتضاربه عقله البريء .. لذلك اخبروه اين الله .

اظهر المزيد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى