كيف تجعل ابنك جاسوسًا وأنتَ لا تدري / رضى الفران

كيف تجعل ابنك جاسوسًا وأنتَ لا تدري
نشعر بالضيق والحنق عندما نقرأ في الصحف أو نسمع ونشاهد في وسائل الإعلام المرئي والمسموع والمقروء من انه تمَّ القبض على عميلٍ لأحدى المنظمات أو لإجهاز مخابرات دولة ما ، وما ننفك نمطره بوابلٍ من السباب والشتائم وننعته بالخائن والعميل ، واضعين اللوم على ضعف التربية والوازع الديني لهذا العميل ؛ الذي باع نفسه ودينه ووطنه من أجل حفنة دولارات ، وننسى أننا ومنذ الصغر نربي أبنائنا وبناتنا على الجاسوسية ، تريدون أن تعرفوا كيف ؟سأجيبكم .
أولاً : في البيت عندما يريد الوالدان مراقبة ما سيقوم به أولادهم في غيابهم عن المنزل فيلجأون إلى الذي يمكن أن يكون عينٌ لهم في غيابهم ومعروف عنه نقله لكل صغيرةٍ وكبيرة وما يجري في البيت فينادينه ويقولان له ” اسمع يا بني ترى إحنا طالعين ورح نطلب منك تراقب أخوانك وتنقل لنا كل صغيرة وكبيرة يقومون به طيلة غيابنا عن البيت وخصوصًا “إذا كان لديهم ابن في مرحلة المراهقة فيكلفان هذا الصغير بمراقبته ويقومان بإغرائه بأنهم سوف يحضرون له اللعبة التي كان يريدها أن نقل لهما كل ما يحدث ، وفعلا يقوم هذا الصغير بمراقبة الجميع والاحتفاظ بذلك في ذاكرته وعندما يعود والداه يقوم بأخبارهما بكل ما حدث أثناء غيابهما من كشف أمر أخيهم الذي يدخن أو ابنتهم التي تقم بالحديث بالهاتف وتدخل غرفة نوم أمها وتبعث بأدوات زينتها أو غيره من الأمور الأخرى وتتكرر المحاولات من هذا الصغير ليكبر ويجد نفسه مؤهلاً لكي يكون جاسوسًا في المستقبل.
ثانيًا: في المدرسة ولقد كنا نسمع ونحن على مقاعد الدراسة بان مربية الصف أو مديرة المدرسة قد قامت بتعيين عرفاء سريين مهمتهم نقل كل كبيرة وصغيرة تحدث في الصف لمربي الصف أو للمديرة ويتم اختيار هؤلاء الطلاب الذين لا يمكن لأحد أن يشك في أمرهم مقابل زيادة بعض العلامات لهم حتى وإن لم يكونوا يستحقون تلك الزيادة ؛ فيعتاد هؤلاء العرفاء على الجاسوسية ونقل ما يسمعون أو يشاهدون من زملائهم في الصف أو ساحة المدرسة وبذلك نكون قد ساهمنا بتخريج جيل صالح ليكون جاسوسًا على وطنه فيبع نفسه ووطنه مقابل من يدفع أكثر .
ثالثًا: في الجامعات والمعاهد وهنا تكون الجهة المشرفة جهاز المخابرات العامة في هذا البلد فيقوم هؤلاء الطلاب بكتابة التقارير عن زملائهم أثناء أحاديثهم الجانبية والتي يمكن أن يسرَّ بعضهم لبعض في أوقات ولا يدركون أنه قد يكون بينهم جاسوس أو عميل ينقل تلك المعلومات مقابل إعفائه من بعض الرسوم الجامعية أو تامين عمل له بعد التخرج ويتم اختيار هؤلاء العملاء من الطلاب ذوو التحصيل المتدني في الجامعة والدخل المحدود ليتم تجنيدهم .
رابعًا: العمل ففي كل دائرة أو مؤسسة سواء كانت حكومية أو خاصة تسمع بأن هناك من تقوم الدولة بتعينهم حتى يكونوا عيونهم في هذه الأماكن ولا يمكن لأحد إدراك هؤلاء الجواسيس الذين تكون مهمتهم كتابة التقارير عن زملائهم في العمل وخصوصًا من كان لهم نشاطٌ سياسي أو حزبي أو ديني .
وفي نهاية المطاف نجد بأن الجميع مدان لأنه قد ساهم في خلق وصناعة جيل مؤهلاً تأهيلاً جيدًا للعمل في مجال التجسس والتخابر وان يكون عميلاً لهذه الدولة أو تلك وربما يكون هذا العميل عميلاً مزدوجًا بحيث يكون جاسوسًا لأكثر من جهة حتى يتم افتضاح أمره وسقوطه.
همسة صغيرة : حذاري حذاري من فعل ذلك الأمر فأرفقوا بأبنائكم أيها الآباء والأمهات وأيها المعلمون والمعلمون والمديرون والمديرات .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى