“#عملية_VIP”.. تفرض تحديات جديدة أمام الاحتلال وتشعل تويتر

سواليف
لم تكن العملية التي نفذها رجل الأمن الفلسطيني أمجد السكّري، الأحد الماضي، على حاجز بيت إيل القريب من رام الله، كباقي العمليات التي ما زالت تنفذ على مدار أكثر من عام.

فمنفِّذ العملية التي أصابت 3 من جنود الاحتلال هو رجل أمن يعمل في صفوف الشرطة التابعة للسلطة الفلسطينية في الضفة الغربية.

جاءت العملية بعد أيام فقط من تصريحات مسؤولي السلطة الفلسطينية، كالرئيس محمود عبّاس، حول استمرار التنسيق الأمني، وجهود رجال الأمن الفلسطيني في منع المواطنين من حيازة الأسلحة، والعمل على حبس النشطاء، هذا إلى جانب تصريحات اللواء ماجد فرج مدير جهاز المخابرات الفلسطينية حول “إحباط أجهزة الأمن الفلسطيني لـ 200 عملية خططت ضد إسرائيليين”، وأنهم اعتقلوا العشرات من الشباب الفلسطيني خلال الانتفاضة الحالية.

التصريحات أثارت غضباً عارماً في الساحة الفلسطينية على مستوى الأفراد والتنظيمات، ووصفتها الفصائل بأنها “خطيرة” تؤكد عمل السلطة على قمع الانتفاضة والعمل ضد الإرادة الشعبية. وعليه؛ جاءت العملية التي نفذها السكّري مفاجأة للسلطة الفلسطينية من جهة وللجانب الإسرائيلي من جهة أخرى، وهو ما دفع الأخير لإعادة تحليل الوضع في الضفة الغربية ودراسة احتمال تغيّر المعطيات بأن يصبح رجال الأمن الفلسطيني جزءاً من الانتفاضة ولو تدريجياً.

أما من ناحية الاحتلال الإسرائيلي فقد أثارت العملية قلقاً جدياً، وتبعها عدد من الإجراءات والتحليلات حول دلالات العملية، وضرورة النظر بشكل مختلف إلى الأحداث التي قد تتطور وتأخذ مساراً مختلفاً عن المتوقع من جانب السلطة الفلسطينية ومن جانب الاحتلال أيضاً.

فبحسب ما ذكر المحلل السياسي والعسكري لصحيفة “هآرتس” العبرية، فإن جهاز الاستخبارات الإسرائيلي اعتقل في الفترة الماضية عدداً من الموظفين في السلطة الفلسطينية الذين اشتبه بتقديمهم المساعدة والدعم لتخطيط وتنفيذ عمليات ضد أهداف إسرائيلية.

وأضاف هارئيل أن الهاجس الذي يشغل أجهزة الأمن الإسرائيلية في هذه الأيام هو احتمال انضمام عدد كبير من رجال الأمن التابعين للسلطة الفلسطينية، إلى جانب نشطاء مسلحين من تنظيم فتح إلى موجة العمليات، ووصف هذا السيناريو بأنه “كابوس” يقلق جهاز أمن الاحتلال الذي شدد في الفترة الأخيرة على أهمية استمرار التنسيق الأمني “الممتاز” مع السلطة الفلسطينية.

وفي هذا السياق، لفت هارئيل النظر إلى أن رجال التنظيم وأجهزة السلطة تمسك بحوزتها عشرات آلاف الأسلحة، وأن “كتائب دايتون” التابعة للسلطة تم تدريبها على يد ضباط أمريكيين، ومن ثم فهم يمتلكون قدرات قتالية أساسية. أما السيناريو الثاني الذي يقلق الاحتلال، من وجهة نظر هارئيل، فمتعلق بحركة حماس، التي وجهت- بحسب الاحتلال- تعليمات لعناصرها في الضفة الغربية بالبدء بتنفيذ عمليات “بأي طريقة ممكنة”.

إضافة لذلك، أكد الكاتب أنه بعد مرور 4 شهور على الانتفاضة الحالية- التي بدأت في أكتوبر/تشرين الأول 2015- يمر الصراع بأصعب أيامه، مع تغيّر المعطيات بالضفة الغربية بشكل جوهري عما كانت عليه في صيف 2015، وأن الاحتلال يقف أمام مسيرة طويلة المدى لم تنته تداعياتها بعد.

“#عملية_VIP” تنشط في تويتر

وانعكست أهمية العملية على تفاعل المغردين في موقع التواصل الاجتماعي تويتر، إذ أطلقوا وسم (هاشتاغ) “#عملية_VIP”، ونشروا من خلاله تعليقاتهم على العملية التي رأوها رداً واضحاً وصريحاً على تصريحات السلطة الفلسطينية، وتوضيحاً للفجوة الشاسعة بين مخططات المسؤولين وإرادة الشارع الفلسطيني، وموقفاً ضد التنسيق الأمني، وتأكيداً أن رجال الأمن الفلسطيني يمكن أن يتحركوا ضد السلطة بالانحياز إلى الناس والقضية.

ونظراً إلى أن الشهيد بموجب عمله كرقيب أول في الشرطة الفلسطينية كان يعمل على حراسة شخصيات عامة، وهو ما جعله قادراً على تجاوز الحواجز والاحتكاك بشكل مباشر بمسؤولي السلطة الفلسطينية، جعل من العملية بنظر المغردين والمراقبين “عملية نوعية يجب أن تفتح باباً جديداً من النضال”، وأن أهمية العملية تكمن بأنها نفذت “من عقر دار التنسيق الأمني”.

1

2

12654169_1081293478614219_5690864880475151634_n-1

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى