كل عام وانا بخير ..
محمود الشمايلة
من حقي ايضا ان احتفي بيوم مولدي..
مثل السياسين… مثل القادة العسكرين … او مثل سائقي باصات عمان الكرك. او حتى مثل العمال المصريين الذين يفترشون الرصيف في انتظار لقمة الخبز على هيئة صبة باطون
السادس عشر من نيسان :
استقبل التهاني من الأصدقاء والأعداء والحاسدين والمؤلفة قلوبهم ، وحتى الأوغاد
جميعهم يجتمعون على قول واحد … .
(يا محمود كل عام وانت بخير ).
أنا بخير تقريبا … ربما انا كذلك ..
ولكني لست واثقا تماما ..
لست واثق …
البعض يتمنى لي عام حافل بالنجاحات..
يفعلون ذلك كل عام ..
من الرائع ان يقولوا ذلك حتى لو كانت كل سنين العمر متشابهة.
لا شيء فيها مهم سوى رزنامة معلقة على جدار بائس يجعلك تسحب ورقة اليوم الفائت..
لا شيء في الرزنامة سوى مواعيد تافه ، لست حريصا على الوفاء بها …
في مثل هذا اليوم من كل عام ، اجتمع انا وانكساراتي لنحتفي بعام مضاف إلى حصيلة أوجاعي…
اكتفي بإشعال شمعه حتى لا يتندر أحدهم ويوجه لي تهمة باني العن الظلام ….
في كل عام مثل هذا اليوم … احاول جاهدا أن اعيد ترتيب أولوياتي كي اجعل مزاجي
يتناسب مع المزاج العام لعصافير الدوري…او مع شقائق النعمان ..او حتى مع طقس نيسان المتقلب
مضى من العمر ثمانية واربعين قصيدة وان كانت مكسورة الوزن و جميعها على قافية الصبر .
على اية حال ..
انا بخير تقريبا …
تقريبا انا بخير ..
الحمد الله على نعمائه والطافة….
أنا حزين فقط لأن امي كبرت عام آخر …….كما يحدث كل عام
