
الإرهاب المُصطنع والإرهابُ الحقيقي
المُتابع للقمم العربية على مدى العقود الماضية وصولاً إلى قمة الأمس المُنعقدة في الرياض ، سيدرك أنّ الغرض منها هو ضمان أمن إسرائيل ودمجها مع مُحيطها العربي ، وسيلاحظُ حتماً أنّها لا تمتُ للعروبة بصلة بل إنها وبالٌ عليها ، إنّ ما حصل أمس في الرياض لا يجوز تسميتهُ بالقمة إذ أنّ ما حَصل فعلياً هو إستدعاءٌ بأوامر امريكية للقاء ترامب لتعميم أفكاره وتوجهاته وأهدافه من ناحية ومن ناحية أخرى للقيام بالسطو والاستيلاء على ما تبقى من أموالٍ عربية لانعاش الاقتصاد الامريكي المتدهور .
للاسف ، لم يجرؤ أحدٌ من الحضور أنّ يسأل ترامب ولو بلغةٍ دبلوماسيةٍ رقيقة من صنّع القاعدة وبناتها وأخواتها ، ومن صنّع داعش والنصرة واخواتها ومن يقف وراء تمويل وإستثمار إرهابهم وجرائمهم ، هذا الارهاب المُصنّع هو الإبنُ الشرعي لامبراطورية الارهاب الامريكية واذنابها وعملائها ، لم يجرؤ أحدٌ أن يسأل عن إرهاب الدولة المتمثل بدولة الاحتلال الصهيوني وإغتصابها لاراضي الشعب الفلسطيني العربي المُسلم السني ! وجرائمها ومجازرها عبر التاريخ بحقهم إبتداءً بمذبحة دير ياسين وصولاً إلى يومنا هذا ، لم يتجرأ أحدٌ منهم أنّ يعترضَ على وصفه لحركات المقاومة حماس وحزب الله بالحركات الإرهابية ، هذه التنظيمات التي خاضت أشرس الحروب ضد الكيان الصهيوني اللقيط – وهما من تحسب لهما اسرائيل الف حساب بعدما خرجت الجيوش العربية من معادلة الصراع – لم يقُل له أحدٌ بأن حق المقاومة مكفولٌ بالشرائع السماوية والقوانين والاعراف الدولية ، لم يُلمح له أحدٌ من المضبوعين بأنَّ ما تعاني منه شعوب المِنطقة من تخلف وجهل وفقر وإرهاب مصدره الرئيسي الإستعمار والسرطان الصهيوني وأنظمة الفساد المدعومة من أمريكا !
حتى على مُستوى الإستقبال ، لم يرقَ ذاك المهرجان الإحتفالي إلى مُستوى الإستقبال الرئاسي للقمة وإلى البروتكولات الدولية المُتعارف عليها في دول العالم ، ولعل أكثرَ المشاهد سخافةً هو تلك الزفة التي أُقيمت للعروسين ميلانيا وترامب على صوت طبول دبكة الحرب السعودية وإصطفافه ليشاركهم الدبكة وبيدهِ سيفُ الذبح والقتل، وهنا يتبادر إلى ذهني ما يلي : هل حدث وأنّ قام أي رئيس أمريكي في تاريخ الولايات المتحدة باستقبال أي زعيم عربي في المطار ؟ وهل رأى أي أحد تلك الاحتفالات في دول العالم المتحضر في إستقبالِ الزعماء لبعضهم البعض ؟ إنّ ما حدث في الرياضِ هو إستقبالُ العبيد للأسياد .
بعد أنّ أتخمهُم ترامب كذباً ، زيفاً وخِداعاً قام المضبوعين بتوقيع ِ البيان الختامي لقمتهم على الرغم من التناقضات التي وقَعَ بها ترامب ، وكمواطن عربي سمعت ما قاله ولم تُتح لي الفُرصة بالردِ عليهِ مُباشرة…وعليه أقول وأرد : إنَّك زعيمٌ لاكبر إمبراطورية راعية للإرهاب ، تِلكَ الإمبراطورية التي أُقيمت على أنقاض حضارة الهنود الحمر الذين إرتكبتم في حقهم أفظع جرائم الإبادة والتطهير العرقي ، ذات الجرائم مارستموها بحقق الشعوب في المانيا ، اليابان ، كوريا ، فيتنام ، أفغانستان ، يوغسلافيا ، العراق وليبيا و…و..الخ ، إنَّ هذا الارهاب الذي تتشدُق به ما هو إلا صنيعة دولتك وأنَّ الارهاب الحقيقي جذوره ومنبته من ربيبتكم إسرائيل عدونا الاول والرئيسي والذي سنقتلعه ببنادق الأحرار والثوار مهما طال الزمن ، وستنكشف خُرافة الغولة ” إيران” التي تُرددها لترهب بها الحُكام العرب الغُرباء عن شعوبهم وللسطو على ما يُمكن نهبه من أموالنا وثرواتنا ، تلك الخُرافة وإن أنطلت على الحُكام العرب فلن تنطلي على الشعوب العربية المُناضلة ولن تُثني عزائمنا وأنّ بوصلة الكفاح والجهاد ستبقى موجهة ً نحو الكيان الإسرائيلي اللقيط ، قَد تسرق أموالنا ولكنك لن تستطيع سرقة تاريخنا وعقيدتنا وفكرنا وتضحياتنا ودماء شهدائنا.