“كسرة خبز”

“كسرة خبز”
مقال الأحد 3-3-2019
استهلّ الرزاز كلمته في مؤتمر لندن بطريقة تقليدية للتعاطف كما يفعل روّاد الإشارات الضوئية وهي “الخبز” حيث قال : أنا جئتكم من منطقة عريقة بالحضارة حيث دلّت الاكتشافات على أقدم “كسرة خبز” بالتاريخ هناك في بلدي..
ربما أراد أن يستدّل الرئيس بكسرة الخبز تلك..على قدرتنا على الإنتاج أي أننا جماعة “سخطة” إنتاج ،وحريقين حرسي في الصناعات الأولية والثقيلة ، وإذا لا تصدّقوا اسألوا المستكشفين أين وجدوا “كسرة الخبز”..وبهذه “العجنة” نكون قد سبقنا قوم عاد وثمود والفراعنة والرومان بالابتكار، فلدينا واحدة من “عجائن الدنيا السبع”….طبعاً لم يشرح الرزاز ما إذا كانت “كسرة الخبز” هذه خبز مسمسم أو سادة..وهل هي خبز عربي أم خبز حمام؟…طبعاً تحدّث عن “كسرة الخبز” هو لا يعلم أن الرسالة التي وصلت المستمعين إليك في لندن عبر الترجمة والإيحاءات والتملّق و”الحسحسة” الزائدة للمانحين أننا جماعة “نشحد الخبز” نهاراً ونصرفه رقصاً وطرباً ليلاً..فهل سيصدقوننا وان ترقرقت الدموع في أعيننا؟.
“كسرة الخبز” يا رزاز التي تم اكتشافها على أرضنا منذ ألاف السنين..لا بدّ أن ثمة قصّة وراؤها ،يقال أن الأردني الأول هرب بأولاده وبعض من قمحه من ضرائب الحاكم “نسوريوس” والتجأ الى الكهوف والجبال ليعيش حياة بدائية هناك بعيداً عن البطش ، وعند فناء عهد “نسوريوس” جاء “ملقيوس” الذي فتك بالناس عيشهم وأرسل العسس ليصادروا ما يملكون من قمح وحطب…وتقول كتب التاريخ ، لأن الظلم كان كبيراً ، والجوع بدأ ينهش البطون الفارة من المكوس والضرائب، ثار الناس في وجه “ملقيوس”، فأطيح به فجاء كتاب عزله على رقعة من جلد أرنب ،وتم تعيين “رزازيوس” على رقعة من جلد سلحفاة ، هذا الأخير لم يختلف عن سابقيه بشيء..فبدأ بأخذ ضرائب على الأرغفة الزائدة في الكهوف الأردنية الخاوية..وتقول كتب التاريخ أن كسرة الخبز التي وجدها المستكشفون كانت في يد آخر أردني من العهد القديم وقد صودرت قبل أن يلتقهما…وتشير الأحافير أن الجمجمة التي وجدت بقرب “الخبزة” توضح أن صاحب “الكسرة” كان مصطك الأسنان في لحظة انحناء وقد حفر بأظافره بعض الحروف اللاتينية ما مفادة “…اخت هيك عيشة”

أحمد حسن الزعبي
ahmedalzoubi@hotmail.com