اطفال مشنشلون بالديون/يوسف غيشان

يوسف غيشان

بكل فخر وسؤدد تعلن الحكومة عن (هبّة)جديدة من الديون الخارجية، وتعلن على لسان وزير ماليتها، بأن هذه الديون سوف تأتينا عن طريق بيع سندات في السوق العالمية بقيمة 500 مليون دولار..والسداد عام 2026، .
وقالت الحكومة- على لسان وزير ماليتها- حرفيا:”ان الإقبال الكبير من المستثمرين يعكس حجم الثقة من قبل المؤسسات المالية “. وأضاف ايضا:” انها من الحالات النادرة التي تحصل فيها دولة على هذا الحجم الكبير والرغبة في الإكتتاب بسندات دولية” يا هملالي .
فعلا يا هملالي ..نفتخر بأن الناس تسعى الى ان نستدين منها، بينما نحل لهم مشكلة في ظل هذا الكساد المالي الكبير ، في الوقت عينه الذي نحصل ، عفوا، اقصد تحصل فيها الحكومات على اموال تبذرها من اجل تسويق رخاء وهمي في البلد .
– هل سمعتم –مثلا- عن خطط جدية وعملية وفاعلة لإنعاش الإقتصاد الأردني؟ ..هل سمتعتم غير مواضيع الإنشاء والزيارت ومعط الحكي؟
– هل سمتعم من قرارات حكومية غير فصل فلان لأن نجاحه غطى على (انجازات ) الوزير الفلاني ، ونقل فلان ، لأنه لا يجامل الحكومات ، وتعيين فلان ، لأنه يناغش الحكومات، واعتقال فلان لأنه ينتقد الحكومات؟

جل ما تفعلة الحكومات هو الإستدانة ثم الإستدانة ثم الإستدانة .وفي الوقت الذي تنشئ فيه دول العالم صناديق اجيال وصناديق استثمار للمستقبل ، نقوم نحن بتحميل الأجيال اللاحقة مسؤولية تهربنا من المسؤولية واثمان فخفخاتنا وسياراتنا وزياراتنا وديوننا .
يولد الجنين الأردني مشنشلا بالديون ..والحكومات تتفاخر بأن هناك من يسعى الى تديينها، والكفالة والضمانة- ضمانة الديون – هي انسان اردن المستقبل الفاقد لقراره السياسي واٌقتصادي ولإرادته.
ما هو الحل يا جماعة؟
تقول الحكاية :
بنشرت سيارة احدهم – مثل اقتصادنا- امام مستشفى المجانين ، ففك الرجل العجل التالف ، واستدار ليحضر عجل “السبير” من الصندوق الخلفي . في هذه الأثناء جاء شخص وسرق البراغي التي تثبت العجل.
رجع الرجل واكتشف ان البراغي مفقودة، فشرع يلطم على رأسه ، ويدورحول نفسه، دون ان يعرف ماذا يفعل.
احد المجانين – ولنقل ان اسمه يوسف غيشان مثلا- قال للرجل من خلف سياج المستشفى:
– اعقل يا رجل الحل بسيط
– انت المجنون ..تستطيع حل هذه المعضلة ..قل لي ماذا افعل ..كيف يركب العجل وأمشي بالسيارة؟
– بسيطة ضع العجل الجديد مكان العجل المبنشر ، وفك برغي واحد من كل عجل من العجلات الثلاث الأخرى، وثبت الأخير بالبراغي المفكوكة ..ثم سر الى اقرب مكان قطع غيار سيارات او الى اقرب بنشرجي و ….
ذهل الرجل من بساطة الحل وقال:
– معقول انته مجنون يا رجل؟
فقال المجنون:
– نعم انا مجنون ، لكني ليست بأحمق.
ghishan@gmail.com

مقالات ذات صلة
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى